إبداع على إيقاع «الديواني»

مزاج الثلاثاء ٣٠/أكتوبر/٢٠١٨ ٢١:٢٧ م
إبداع على إيقاع «الديواني»

مسقط - زينب الهاشمية
الخط العربي من الفنون الجميلة التي ما زالت تجذب الهواة يوما بعد يوم، ورغم انتشار الخطوط الرقمية ومنافستها للخط العربي إلا أنه ووفقا للموهبة العمانية أروى بنت حارث الرواحية (خريجة علم النفس)، فإن الخط العربي لا يمكن أن يموت أو تحل مكانه آلة؛ لأنه وببساطة يختزل بين منحنياته وانسيابية خطوطه روحا لا تعرفها الآلة حتى الآن.

تعمل أروى حاليا بشكل مكثف لإنجاز بعض اللوحات التي تريد المشاركة بها في المعرض السنوي للفنون التشكيلية وفي مسابقة الإبداعات الشبابية. وحول مشاركاتها السابقة وما حققته تقول: أول مشاركة لي كانت في المعرض السنوي للفنون التشكيلية حيث حصلت على جائزة تشجيعية وبعدها شاركت في مسابقة إبداعات شبابية التي تقدمها وزارة الشؤون الرياضية ونلت المركز الأول بنادي مسقط والمركز الثالث على مستوى السلطنة. كما شاركت أيضا في بينالي الشباب العربي المقام هذه السنة بجمهورية مصر العربية.

بدايات الانجذاب
تقول أروى: الخط العربي من الفنون الجميلة الذي يبدع فيها الخطاط بكتابة كلمات تتراقص فيها الحروف فوق بعضها البعض على هيئة زخارف وأشكال هندسية لتخرج لوحة فنية رائعة تجذب الأنظار.. وهذا هو سر انجذابي إلى تعلم هذا الفن وممارسته في أوقات فراغي.
وحول البدايات تضيف: قبل 4 سنوات تقريبا بدأت بالكتابة دون اتّباع أي قاعدة معيّنة أو خط معيّن.. كنت أتدرّب بنفسي في المنزل من خلال محاكاة مخطوطات بعض الأساتذة الخطاطين في مواقع التواصل الاجتماعي (الانستجرام)، بعدها قرّرت الالتحاق بالمحاضرات والدروس في جمعية الفنون التشكيلية الذي كان يقدمها الأستاذ سلطان الراشدي، مما كان له أثر وفضل كبير في تطوير مهارتي وصقل موهبتي.

الخط الديواني
وحول سر انجذابها إلى تعلّم الخط الديواني تقول: هناك أنواع كثيرة من الخطوط لكن الخط الديواني سحرني وجذبني كثيراً بتراقص حروفه وتداخله لدرجة أني بدأت أتعلّمه بمفردي، وإذا قارنت بين الرقعة والديواني فما زلت أعشق الديواني أكثر بسبب تراقص حروفه بعيداً عن جدية حروف الرقعة.
وتضيف: سُمّي الخط الديواني بهذا الاسم لأنه كان يُستخدم قديما في الرسائل الديوانية لصعوبة فهم أحرفه أو قراءتها إذا لم يكن الشخص مُلمّا بالخط، ويقال إن خط الرقعة هو مفتاح الخطوط؛ لأنك إذا كشفت أسرار اتصالات الأحرف سيسهل عليك الخطوط التي تأتي بعده مثل: الديواني، الديواني الجلي وغيرها.
وعن أنواع الخطوط تقول: يبدأ سلم الخط بالرقعة أولاً ومن ثم الديواني يليها الديواني الجلي ثم النسخ، الثلث والإجازة.

أهم الصعوبات
وعن أهم الصعوبات التي واجهت الرواحية تقول: كنا كخطاطين نجد صعوبة في الحصول على الأدوات اللازمة حيث كان الأمر يتطلب بعض الأحيان طلبها من الخارج. ولكن مع الوقت أصبح كل شيء متوفرا الآن. والأدوات التي يستخدمها أغلب الخطاطين هي قصبة، محبرة تتكوّن من ليقة وهي خيوط حريرية وحبر، وورق مصقول.
وعند سؤالنا لها عن رأيها حول تأثير التكنولوجيا والخطوط الرقمية على الخطاطين اليدويين، تجيب قائلة: الخط العربي له قواعد أساسية، ونحن كخطاطين لا يمكن استبدالنا بخط حاسوب لأنه غير متقن ولا يمكن أن يكون مُلمّا بالقواعد.

طموحات لا تتوقف
تتمنى أروى أن تكون هناك جمعية خاصة للخط العربي منفصلة عن الفنون التشكيلية في المستقبل تُعنى بالخطاطين وتركز على أعمالهم. وحول طموحاتها تقول: أطمح لأن أصبح خطاطة متميزة في الخط الديواني ولتحقيق هذا الهدف أحرص على الممارسة والتدرب لمدة 4 ساعات يوميا، وأحاكي المخطوطات وأغذّي بصري بها. كما آمل في المستقبل القريب أن افتتح معرضا خاصا يضم جميع أعمالي الفنية. وحاليا أعمل على افتتاح مشروعي التجاري الخاص بمساندة أختي، وكما يُقال «حسن الخط يعتبر بابا من أبواب الرزق».