"الأمن والسلامة" تستحق كل الدعم والتمكين

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٧/نوفمبر/٢٠١٨ ٠٣:٤٨ ص
"الأمن والسلامة" تستحق كل الدعم والتمكين

علي بن راشد المطاعني

هي ليست كغيرها من الشركات والمؤسسات ولا حتى من الجهات الحكومية، فهذه المؤسسة يعمل بها زهاء 10.500 (عشرة آلاف وخمسمئة) من الجنسين وتبلغ نسبة التعمين بها 99.9%، والتي تعتبر الأفضل في السلطنة في استيعاب الباحثين عن عمل وعليه فإنه من الأهمية بمكان توفير كل الدعم وكل التمكين وكل التكريم وكل الإشادة من قبل الجهات ذات الصلة.
إنها مؤسسة (خدمات الأمن والسلامة) الصيغة الرديفة للأجهزة الأمنية والشرطية والتي تتولى مسؤوليات كبيرة وجسيمة لا ينهض بها إلا المؤمنون بأهمية العمل في تعزيز الأمن والطمأنينة المترسخة في سويداء كل مواطن ومقيم وزائر للبلاد، وتعمل هذه المؤسسة بصمت تام يعبّر عن إيمانها العميق بالواجبات الوطنية المُلقاة على عاتقها والمسؤوليات الجسام التي تضطلع بها في أداء عملها، إلا أنه بات من الأهمية الكبيرة النظر لهذه المؤسسة الوطنية الرائعة شكلا ومضمونا بعين الاعتبار وذلك عبر دعم أنشطتها واستيعاب دورها الوطني والاستفادة من خدماتها الأمنية المتعددة التي تقدمها في شتى المجالات بالإضافة إلى تفهم مطالبها وتقدير خدماتها المميزة.
لقد انبهرت لما تقدمه المؤسسة من خدمات نوعية لتعزيز منظومة الأمن في المنشآت الحكومية والخاصة من خلال توفير خدمات الحراسة الأمنية المتنوعة بواسطة أفراد أمن مؤهلين ومدربين تدريبا عمليا ونظريا بالإضافة إلى خدماتها في نقل الممتلكات الثمينة وربط المنشآت الحكومية والخاصة وكذلك المنازل في محطة المراقبة المركزية وذلك لدرء مخاطر الدخول غير المشروع والتهديدات والحرائق، كما تقدم المؤسسة خدماتها في مجال مرافقة الشخصيات المهمة والمرافقة الأمنية للسفن التجارية ‏وتخزين الأسلحة بالإضافة إلى خدمات التدريب الأمنية وغيرها من الخدمات الإستراتيجية في هذا المجال بل وقد امتدت مظلة خدمات المؤسسة لتشمل أيضا توفير أفراد أمن للمناسبات الخاصة وذلك من الجنسين، ما يلفت النظر في المؤسسة هو كوادرها الوطنية الذين قدموا ويقدمون جهودا كبيرة في أداء الأعمال المناطة لهم على أكمل وجه، الأمر الذي انعكس إيجابا على جودة الخدمة المقدمة من قبل المؤسسة وبفضل ذلك لاقت نجاحا في أداء رسالتها الموكلة إليها، وهو أمر يثلج الصدر ويسعد القلب أن نرى شبابنا هكذا عبر هذه الروح الوثابة وبعزيمة لا تعرف الكلل.
ولعل خدمات المؤسسة تنطلق أساسا من إيمانها ورؤيتها في أن تغدو الرائد أو الرائدة في هذا المجال الحيوي ليس على مستوى السلطنة فحسب بل على مستوى المنطقة، وتلك هي الطموحات التي لا تحدها حدود وقد رأيناها تتجلى في فكر المؤسسة وفي برامجها وخططها الآنية والمستقبلية.
فهذه المؤسسة التي تأسست في منتصف تسعينيات القرن الماضي بهدف تقديم خدمات أمنية إضافية لكافة القطاعات، وقد رُخص لها، بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم 39/ 2004، استخدام السلاح ليكون أفرادها على أتمّ الاستعداد للتعامل مع مختلف المواقف وتحت كل الظروف، تعد المؤسسة أكبر مشترك في هيئة التأمينات الاجتماعية باشتراك شهري يقارب المليون ريال عُماني تدفع كمستحقات تأمينية على الكوادر الوطنية لتأمين مستقبلهم في حالات التقاعد والعجز والمرض وكجزء من مسؤولياتها الوطنية في توفير سبل الرعاية للعاملين.
ونظرا لوجود مؤسسة بهذا الحجم من القوة البشرية المؤهلة والمدربة فإننا نرى أهمية أن يتم توسيع قاعدة هذه المؤسسة الأمنية المتخصصة من خلال سن التشريعات الرامية إلى الاستفادة من خدماتها في كل الشركات ومراكز التسوّق والفنادق وغيرها من الجهات هو أمر تمليه الضرورة الهادفة لتعزيز منظومة الأمن والاستقرار.
بطبيعة الحال الأمن والأمان نعمة من النعم موجبة الشكر لرب العالمين، فقد أولى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- هذا الجانب الأولوية القصوى منذ انطلاق تباشير النهضة المباركة، وبالتالي فإن وجود هذه المؤسسة وبهذا القدر من المسؤولية الوطنية ينبثق من ذات التوجهات التي أرساها جلالته.
نأمل أن نعمل جميعا لتعزيز هذه المؤسسة الوطنية الرائدة وإفساح المجال أمامها لتضطلع بدورها الوطني في توفير منظومة الأمن لكل شركاتنا ومؤسساتنا وجهاتنا، وذلك يعني من ناحية أخرى توفير الاستقرار الأسري والمادي والنفسي لمواطنينا وتلك مكتسبات لا تقدر بثمن بالتأكيد.