حلفاء واشنطن يتهافتون على النفط الإيراني

الحدث الخميس ٠٨/نوفمبر/٢٠١٨ ٠٣:١٣ ص
حلفاء واشنطن يتهافتون على النفط الإيراني

سنغافورة - رويترز

سجلت صادرات النفط الإيرانية هبوطا حادا منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منتصف العام إنه سيعيد فرض عقوبات على طهران، ولكن في ظل الاستثناءات التي أعلنتها واشنطن قد يعزز كبار زبائن طهران طلبيات الشراء في الشهر المقبل.
ويهدف القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التأثير على الاقتصاد الإيراني الذي يعتمد على النفط وإرغام طهران على وقف ليس فقط طموحاتها النووية وبرامجها الصاروخية الباليستية وإنما أيضا وقف دعمها لمتمردين يحاربون بالوكالة في سوريا واليمن ولبنان ومناطق أخرى في الشرق الأوسط.
والهدف الأصلي للعقوبات الأمريكية خفض صادرات إيران إلى أقصى حد ممكن، ولكن الإعفاءات الممنوحة لأكبر زبائن إيران ستتيح لهم مواصلة شراء بعض النفط الإيراني لمدة 180 يوما على الأقل وهو ما يعني أن الصادرات ستبدأ في الانتعاش بعد نوفمبر.
وتظهر بيانات تجارية أن الدول الثمان المستثناة من العقوبات، الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وإيطاليا واليونان وتايوان وتركيا، تشتري ما يصل إلى 75 بالمئة من صادرات النفط الإيرانية المنقولة بحرا.
وفي احدث قرار سمحت واشنطن في قرار صدر امس لأفغانستان بمتابعة استيراد منتجات النفط الإيرانية بعيدا عن العقوبات الاقتصادية والمالية المفروضة على طهران على خلفية برنامجها النووي.
وكتب المتحدث باسم الرئيس الأفغاني، هارون تشخانسوري في تغريدة على (تويتر)، "لقد حقق التواصل بين الرئيس أشرف غني مع حكومة الولايات المتحدة في الأشهر الستة الفائتة فيما يتعلق بتشابهار الهدف".
وأوضح "قررت الولايات المتحدة إعفاء ميناء تشابهار من العقوبات ضد إيران. علاوة على ذلك، لن تؤثر العقوبات الأمريكية على واردات أفغانستان النفطية من إيران أيضا".
وقال بات ثيكر المدير الإقليمي للشرق الأوسط وإفريقيا في وحدة ايكونوميست انتليجنس "قرار الولايات المتحدة (منح استثناءات) يمثل تحولا، في الوقت الحالي، عن الهدف المعلن وهو خفض صادرات إيران إلى صفر".
وبسبب الضغوط التي مارستها واشنطن قبل دخول العقوبات حيّز التنفيذ قد لا تتجاوز صادرات إيران في نوفمبر ما بين مليون و1.5 مليون برميل يوميا حسب تقديرات الصناعة أي نحو ثلث أعلى مستوى للصادرات في منتصف العام الجاري.
وبحسب إس آند بي جلوبال بلاتس اناليتيكس "من المتوقع أن تخفّض العقوبات الأمريكية صادرات الخام الإيراني إلى 1.1 مليون برميل يوميا في نوفمبر".
ويقول الرئيس التركي رجب طيب أردوجان إن تركيا لن تلتزم بالعقوبات الأمريكية على قطاعي النفط والشحن في إيران ووصف الخطوة الأمريكية بأنها تهدف إلى الإخلال بالتوازن في العالم.
وهاجم الرئيس التركي خلال حديثه مع الصحفيين في البرلمان العقوبات.
وقال "هذه الخطوات تهدف إلى الإخلال بالتوازن في العالم. لا أريد أن أعيش في عالم إمبريالي. هذه القضايا يجب أن تطرح على الطاولة خلال القمة (في مطلع الأسبوع) في باريس".
وتابع "بالتأكيد لن نلتزم بمثل هذه العقوبات. نشتري عشرة بلايين قدم مكعب من الغاز الطبيعي. لا يمكن أن نجمد شعبنا في البرد".
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوجلو قال في اليابان في وقت سابق إنه من الخطر عزل إيران ومن الظلم معاقبة شعبها، مضيفا أنه ليس من السهل على دول مثل تركيا واليابان تنويع موارد الطاقة للالتزام بالعقوبات.
وتابع جاويش أوجلو "لا نعتقد أن العقوبات يمكن أن تحقق أي نتائج وأعتقد أن الحوار والمحادثات الجادة أكثر نفعا من العقوبات".
قال وزير التجارة الياباني هيروشيجي سيكو أمس الأول الثلاثاء إن من المتوقع أن يستأنف مشترو الخام الإيراني في بلاده الواردات النفطية من طهران بعد أن حصلت طوكيو على استثناء من العقوبات الأمريكية.
كما أن كوريا الجنوبية ستتمكن من استيراد نحو أربعة ملايين برميل شهريا (130 ألف برميل يوميا) من الخام والمكثفات الإيرانية بموجب الاستثناء الأمريكي.
وذكرت مصادر في قطاع تجارة النفط أن عددا من المستوردين في آسيا يدرسون بالفعل زيادة طلبيات الشراء من إيران قريبا.
وأبلغ مصدران مطلعان رويترز أمس أنه سيُسمح للصين بشراء 360 ألف برميل يوميا من النفط من طهران خلال فترة الإعفاء.
وتفيد بيانات تجارية أن هذا المستوى نحو نصف المتوسط اليومي لواردات الصين من إيران منذ يناير 2016.
وقال أحد المصدرين إن الإعفاء يتضمن شروطا مثل ضرورة الكشف عن الأطراف المقابلة ووسائل التسوية والتي يجري تقييمها حاليا قبل التقدم بطلبيات جديدة.
وقال تاجر رفض نشر اسمه لأنه غير مخول بالحديث عن الأنشطة التجارية لشركته "تأتي استفسارات عن شحنات من إيران.. من عدد من المشترين الآسيويين".
وأدت الاستثناءات واسعة النطاق من العقوبات لانحسار المخاوف من نقص الإمدادات مما خفف الضغط على الشركات والحكومات والاقتصادات حول العالم التي عانت جراء ارتفاع أسعار الوقود.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين الفائت إنه يريد فرض العقوبات على النفط الإيراني تدريجيا مشيرا لمخاوف من حدوث صدمة في السوق تقود لقفزة في الأسعار العالمية للنفط.