الكونجرس يترقب

الحدث الخميس ٠٨/نوفمبر/٢٠١٨ ٠٣:١٤ ص
الكونجرس يترقب

واشنطن - رويترز - وكالات

وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النتائج الأولية لانتخابات التجديد النصفي في الكونجرس بـ"النجاح الهائل".
وكتب ترامب في تغريدة على تويتر: "نجاح هائل الليلة شكرا لكم جميعا".
وكانت وسائل إعلام أمريكية ذكرت أن الجمهوريين سيحتفظون بالسيطرة على مجلس الشيوخ الأمريكي وأن من المرجح أن يسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب.
وقالت محطة "إن.بي.سي" إن الديمقراطيين انتزعوا السيطرة على مجلس النواب الأمريكي من الجمهوريين الذين ينتمي لهم الرئيس دونالد ترامب.
وفي وقت فائت أعلنت قناة فوكس نيوز أن الديمقراطيين في طريقهم للفوز بمجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي.
وانطلقت الثلاثاء عملية التصويت في انتخابات التجديد النصفي الأمريكية، التي يراهن على الفوز بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاحتفاظ بسيطرة الجمهوريين على الكونجرس.
في حين ينظر الديمقراطيون إلى تلك الانتخابات باعتبارها الأمل الأخير لاستعادة التوازن المفقود منذ فوز الرئيس الجمهوري بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، العام 2016، على حساب منافسته هيلاري كلينتون.

حشد الناخبين
وحرص الرئيس ترامب على المشاركة في حشد الناخبين لدعم المرشحين الجمهوريين من خلال خطابات في العديد من الولايات الأمريكية. في حين قام الرئيس الأسبق باراك أوباما بالشيء نفسه لحشد الدعم لمرشحي الحزب الديمقراطي لتطغى صبغة الانتخابات الرئاسية على انتخابات "التجديد النصفي في مفارقة تبدو غير مسبوقة في التاريخ الأمريكي".
وتصدر مرشحو الحزب الديمقراطي الأمريكي الانتخابات بمجلس الشيوخ، بولايات ماساتشوستس وأوهايو وكونيتيكت وديلاوير وميريلاند ورود آيلاند، بحسب توقعات قناة "سي أن أن".
وبحسب القناة، فإن جميع هذه الولايات تصوّت تقليديا للديمقراطيين، باستثناء ولاية أوهايو، الذي يحكمها حاليا ممثل عن الحزب الجمهوري، مشيرة إلى أن الناخبين دعموا أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الذين أُعيد انتخابهم لفترة جديدة.
وقد تصدر السيناتور الديمقراطي بيل نيلسون بولاية فلوريدا الأمريكية، بفوزه بهامش بسيط على نظيره الجمهوري، ريك سكوت، وفقا لنتائج فرز 64 بالمئة من الأصوات.
ووفقا لنتائج فرز الأصوات حصل نيلسون على 52.3 بالمئة من الأصوات، بينما سكوت حصل على 47.8 بالمئة.
كما تمت إعادة انتخاب السيناتور الديمقراطي بوب كيسي لمجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا، وانتخاب المرشح الديمقراطي جيبي بريتزكر حاكما لولاية إلينوي.

مسلمتان
انتخبت امرأتان من أصول مسلمة لأول مرة في الكونجرس الأمريكي، بحسب توقعات قناة "سي إن إن" الأمريكية.
وبحسب القناة فازت الأمريكية من أصول فلسطينية، رشيدة طليب، بانتخابات التجديد النصفي في الكونجرس عن ولاية ميشيجان لتصبح أول مسلمة تدخل مجلس النواب الأمريكي، بينما فازت الأمريكية من أصل صومالي، إلهان عمر، بانتخابات التجديد النصفي في الكونجرس عن ولاية مينيسوتا لتصبح ثاني مسلمة تدخل مجلس النواب.

وروسيا متهمة
يقول محققون تابعون للحكومة وأكاديميون وشركات أمنية إن عناصر روسية يعتقد أنها على صلة بالحكومة نشطت في نشر محتوى مثير للانقسام وأفكار متطرفة أثناء الاستعداد لانتخابات التجديد النصفي التي جرت في الولايات المتحدة لكنها تبذل جهدا أكبر في إخفاء آثارها.
ويقول باحثون يدرسون نشر مواد مضللة على فيسبوك وتويتر وريديت وغيرها من المنصات إن الأساليب الجديدة الأكثر مهارة سمحت لأغلب حملات الدعاية الإعلامية بأن تنجو من عمليات التطهير التي تبذلها شركات التواصل الاجتماعي الكبرى وتفادي تدقيق السلطات.

التضليل
وقال جراهام بروكي مدير ديجيتال فورينزيك ريسيرش لاب التابع لأتلانتيك كاونسيل "من المؤكد أن الروس لم يقفوا مكتوفي الأيدي هذه المرة. فقد تكيّفوا بمرور الوقت مع زيادة التركيز (الأمريكي) على عمليات التأثير" في الرأي العام.
وتقول وكالات الاستخبارات وإنفاذ القانون الأمريكية إن روسيا استخدمت التضليل الإعلامي وأساليب أخرى لدعم حملة الدعاية الانتخابية للرئيس دونالد ترامب العام 2016. ورفضت الحكومة الروسية كل الاتهامات الموجهة لها بالتدخل في الانتخابات.
واتضحت إحدى العلامات على استمرار المثابرة الروسية على إرباك الحياة السياسية الأمريكية في اتهامات وُجهت الشهر الفائت إلى روسية تعمل محاسبة في شركة إنترنت ريسيرتش إيجنسي في سانت بيترسبرج.

حسابات مزيفة
وأظهرت وثائق مقدمة للمحكمة أنه بعد إنفاق 12 مليون دولار على مشروع للتأثير في الانتخابات الأمريكية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي العام 2016 وضعت الشركة ميزانية قدرها 12.2 مليون دولار للعام الفائت ثم اقترحت إنفاق عشرة ملايين دولار في النصف الأول من 2018 فحسب.
وجاء في قائمة الاتهام أن شركة إنترنت ريسيرتش إيجنسي استخدمت حسابات مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر تعليقات تستهدف وجهتي النظر في قضايا سياسية ساخنة من بينها الأجناس والرقابة على السلاح والهجرة. وكانت التعليمات مفصلة مثل كيفية السخرية من ساسة بعينهم خلال دورة إخبارية محددة.
ويقول باحثون إن الأساليب تطورت بأشكال متعددة رغم أن أهداف نشر المحتوى الباعث على الانقسام ظلت كما هي.
ومن ذلك قلّ الاعتماد على الخيال المحض. فقد أصبح الناس أكثر حساسية للتقارير الزائفة تماما كما أن فيسبوك تستخدم عناصر من خارجها للتحقق من صحة التقارير من أجل إبطاء انتشارها على صفحاتها على أقل تقدير.
وقالت بريسيلا موريوتشي المسؤولة السابقة في وكالة الأمن الوطني والتي تعمل الآن محللة للمخاطر في شركة ريكوردد فيوتشر لأمن الإنترنت "أجرينا أبحاثا كثيرة على الأخبار الكاذبة والناس أصبحوا أفضل في اكتشافها ولذا أصبحت أقل فاعلية كأسلوب".

تضخيم الأفكار
وبدلا من ذلك عمدت الحسابات الروسية إلى تضخيم التقارير والأفكار التي كان مصدرها في البداية الولايات المتحدة سواء من اليسار المتطرف أو اليمين المتطرف. فمثل هذه التعليقات تبدو أكثر صحة ومن الصعب اكتشاف هوية أصحابها الأجنبية كما أن من الأسهل إنتاجها مقارنة بالتقارير المختلقة.
وقالت مديرة الأبحاث بشركة نيو نولدج للأمن ريني ديريستا إن شركتها جمعت قائمة بالحسابات التي يشتبه أنها روسية على فيسبوك وتويتر وتشبه الحسابات التي تم تجميدها بعد الحملة الانتخابية لعام 2016.
وقد استغل بعضها ترشيح القاضي بريت كافانو للمحكمة العليا في حشد المحافظين بينما استغلت حسابات أخرى أفكار حركة (احتلوا الحزب الديمقراطي) اليسارية.
ورغم أن استغلال القضايا المطروحة حاليا أسهل مما فعلته روسيا في 2016 فقد تم استخدام أساليب جديدة أكثر تعقيدا.
ففي قائمة الاتهام الصادرة في أكتوبر وفي عملية سابقة كشفت عنها شركة فيسبوك أظهرت السجلات أن المحرضين استخدموا خدمة التراسل في فيسبوك في محاولة حمل آخرين على شراء إعلانات وتجنيد عناصر أمريكية متشددة للترويج لاحتجاجات في الشوارع.