باحثة عمانية تكشف النقاب عن طفرة جينية نادرة في الخلايا الحمراء العمانية

بلادنا الخميس ٠٨/نوفمبر/٢٠١٨ ١٣:٥٩ م
باحثة عمانية تكشف النقاب عن طفرة جينية نادرة في الخلايا الحمراء العمانية

مسقط - ش

بحثت الدكتورة حليمة بنت ولي بن محمد البلوشية –خريجة الدكتوراه في تخصص (أمراض الدم) من جامعة كمبردج البريطانية، أخصائي أول نقل دم بالمستشفى السلطاني – في بحثها (أمراض الخلايا الدم الحمراء العمانية) لنيل درجة الدكتوراه- الطفرة الجينية التي تم اكتشافها في عام ١٩٨٩ بمستشفى ادنبروك في مدينة كامبريدج البريطانية لدى شاب عماني كان يعاني من أعراض مرضية بسيطة، وبعد فحص دمه وجد أنه يحمل طفرة جينية نادرة بجانب الطفرة الجينية للخلايا المنجلية العادية؛ مما أدى إلى اكتشاف نوع جديد من أنواع الخلايا المنجلية وسمي هذا النوع ب “الخلايا المنجلية نوع عُمان”. تميز هذا النوع باختلاف شكل الخلايا عن النوع العادي حيث تتغير شكل الخلايا الحمراء عند مرورها في بيئة قليلة الأكسجين في الجسم مثل الأنسجة العميقة من شكل دائري أو ثنائي التقعر إلى شكل هلالي حيث تظهر في “نوع عُمان” كقبعة نابليون حيث تمتد أطرافها. وتعتبر “الخلايا المنجلية نوع عُمان” ثاني أندر نوع خلايا منجلية تم اكتشافها إلى الآن حول العالم. ويعتبر مريض هذا النوع حامل للمرض؛ ولكنه في بعض الأحيان يحمل أعراض المصاب بالمرض من حيث الألآم وخصائص الخلايا المنجلية سريعة التكسر، بحسب ما نشرته المجلة الإلكترونية "ومايسطرون"التي تصدرها وزارة التعليم العالي.

وحول هذه الدراسة تقول الدكتور حليمة: جاءت فكرة بحثي بالتركيز على دراسة صفات هذه الخلايا والجينات المرتبطة بها، و بينت الدراسة التي تم نشرها في المجلة البريطانية لعلم الدم (British journal of Haematology) أن الخلايا الحمراء في هذه الطفرة محيرة جدا حيث أنها تتصف بكل خصائص المصاب بالمرض من حيث أنها تتغير بشكل سريع وتسبب غلق الشعيرات الدموية؛ لذا تسبب الآلام التي تتراوح ما بين متوسطة إلى قوية. وتعد الخلايا المنجلية “نوع عُمان” من النوع النادر حيث تم رصدها في ٧٠ شخص فقط في السلطنة، ولكن من المتوقع انتشارها بشكل سريع حيث أنها تنتقل من أحد الأبوين، ولا يلزم أن يكون كلا الأبوين حاملين للمرض.
كما توضح الدكتورة حليمة البلوشية: إن الخلايا الحمراء العمانية لها صفات تختلف عن التي ندرسها في الكتب الطبية حيث أن الدراسات في هذه الكتب أجريت على خلايا حمراء في شعوب القوقاز أو المعروفين بالشعوب البيض. فالخلايا الحمراء العمانية تكون صغيره في الحجم وغشائها سميك.
وأكدت دراسة الدكتورة حليمة بأن (٨٩ ٪) من العمانيين حاملين “الالفا ثلاسيميا” و(٥٪) حاملين للخلايا المنجلية ونعتبر أكثر شعوب العالم مصابين وحاملين لأنيميا الفول. وتعود سبب هذه الاختلافات إلى تاريخ الإمبراطورية العمانية في القرون ما بين ١٧ إلى ١٩ ميلادية حيث كانت السلطنة تمتلك أسطول بحري وتجاري كبير وكان العمانيون ينتقلون ويسكنون في بلدان مختلفة ويتزاوجون منهم.

وعن أهمية الدراسة تقول البلوشية: أن أمراض الدم الوراثي هي من الأمراض المنتشرة في السلطنة، ومثل هذه الدراسات تساعد في التعرف على خلايا الدم وكيفية إيجاد العلاجات المناسبة لها. استخدمت الدراسة أدويه حديثة مطورة وغير مكلفه أظهرت فعاليتها في العلاج، إلى جانب استخدام تقنية العلاج الجيني على هذه الخلايا وكانت النتائج مرضية، فيمكننا اليوم استخدام معظم هذه التقنيات وبطرق غير مكلفة في البحث عن علاجات بديلة لأمراض خلايا الدم. والحمدلله تتوفر لدينا في السلطنة معظم المختبرات العلمية التي يمكنها أن تساعدنا في تطوير هذه العلاجات، إضافة لفرصة تبادل الخبرات مع جامعة كامبريدج العريقة والتي أبدت استعدادها في العمل المشترك معنا في هذا المجال. وتضيف: لقد أصبحت دراسة أمراض الخلايا الحمراء وأمراض الدم الوراثية في جامعة كامبريدج البريطانية ممكنة بفضل منح صاحب الجلالة السلطان – قابوس حفظه الله ورعاه- حيث يولي جلالته اهتماما خاصا بالبحث العلمي.