غضب غزة

الحدث الأربعاء ١٤/نوفمبر/٢٠١٨ ٠٤:٣٠ ص
غضب غزة

غزة - القدس - وكالات

قالت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية أمس الثلاثاء إنه تم قصف عسقلان برشقات صاروخية ردا على استهداف الاحتلال الإسرائيلي المباني السكنية في قطاع غزة، مؤكدة أن ضرباتها المقبلة لن تكون معهودة، في حين أكد جيش الاحتلال أنه هاجم حتى الآن مئة هدف في القطاع المحاصر.
وتمكنت المقاومة الفلسطينية من قصف مدينة عسقلان جنوبي إسرائيل بصواريخ ألحقت أضرارا مادية بعدد من المباني وأوقعت إصابات في صفوف المستوطنين، وصفت جراح أحدهم بالخطيرة.
وأضافت الغرفة أنه تم قصف المواقع العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة بعشرات الصواريخ ردا على استهداف الاحتلال المباني السكنية في غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أن عدد الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية منذ مساء أمس الأول الاثنين بلغ 370 صاروخا تمكنت منظومة القبة الحديدية من اعتراض نحو مئة منها.

رشقات متتالية
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن آخر رشقة صواريخ استهدفت مدينة عسقلان كانت صباح أمس، وتم اعتراض خمسة منها.
يأتي ذلك بينما أعلنت المصادر الإسرائيلية أن بعض الصواريخ حققت إصابات في المباني وأوقعت قتيلا وأكثر من خمسين مصابا حتى الآن.

غارات
وأسفرت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة ليل الاثنين/ الثلاثاء عن وفاة ثلاثة فلسطينيين، وميدانيا تم تدمير مبنى "قناة الأقصى" التلفزيون التابع لحركة حماس. وفي المقابل أعلنت مصادر طبية إسرائيلية مقتل شخص في مدينة عسقلان أصيب بصاروخ أطلق من قطاع غزة، وقد قامت إسرائيل بتعزيز وجودها العسكري قرب حدود غزة. وعلى خلفية هذا التصعيد حثت الأمم المتحدة كل الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
وفي مدينة عسقلان جنوب إسرائيل انتشلت فرق الإنقاذ ليل الاثنين/ الثلاثاء جثة رجل من تحت أنقاض مبنى أصيب بصاروخ أطلق من قطاع غزة، بحسب ما أعلنت مصادر طبية.

تعزيزات عسكرية
وفي الأثناء أرسل الجيش الإسرائيلي تعزيزات إلى قرب الحدود مع غزة. فيما أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكس أن الجيش حشد تعزيزات كبيرة ونشر بطاريات صواريخ إضافية، وقال "نحن مستعدون لزيادة جهودنا ضد المنظمات الإرهابية" بحسب تعبيره.
وأفاد صحفي في وكالة الأنباء الفرنسية أنه شاهد دبابات تتحرك في اتجاه قطاع غزة، وهو مشهد ليس غريبا في فترات التصعيد المماثلة.
ويأتي هذا التصعيد غداة عملية للقوات الخاصة الإسرائيلية داخل القطاع المحاصر أسفرت عن وفاة سبعة فلسطينيين ومقتل ضابط إسرائيلي.
وأطلقت عشرات الصواريخ اعتبارا من عصر الاثنين من القطاع على جنوب إسرائيل حيث دوت صفارات الإنذار ما أجبر الإسرائيليين على التوجه إلى الملاجئ في العديد من البلدات المحاذية للقطاع المحاصر.
وأحصى الجيش الإسرائيلي إطلاق نحو 300 صاروخ مصدرها غزة، واعترضت منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ العشرات منها وسقطت الغالبية العظمى من تلك التي لم يتم اعتراضها في مناطق خالية بحسب السلطات الإسرائيلية ما أسفر عن إصابة حوالى 20 إسرائيليا بجروح من جراء هذه الصواريخ، وفقا لما أفادت أجهزة الإسعاف.

غير مأهولة
وقال الجيش الإسرائيلي إن غالبية الصواريخ سقطت في مناطق غير مأهولة، لكن إصابات مباشرة طاولت منزلين في عسقلان ونيتيفوت.
وأضاف أن صاروخا مضادا للدروع أطلق من قطاع غزة على حافلة إسرائيلية قرب كيبوتز كفر عزة الواقع شمال القطاع، مما أسفر عن سقوط عدة جرحى، أحدهم جندي عمره 19 عاما أصيب بجروح خطرة ووضعه حرج.
وردا على ذلك، أفاد الجيش أن "مقاتلات ومروحيات هجومية ودبابات ردت باستهداف أكثر من سبعين موقعا لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة".

ضبط النفس
وفي تغريدة على تويتر وصف الموفد الدولي نيكولاي ملادينوف، الذي يبذل مع مصر جهودا لإرساء هدنة بين إسرائيل وحماس، التصعيد بأنه "خطير للغاية" داعيا "جميع الأطراف إلى ضبط النفس".
وذكر متحدث باسم الأمم المتحدة أن الأمين العام أنطونيو جوتيريس حث كل الأطراف الاثنين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
وقال نائب المتحدث باسم جوتيريس فرحان حق في بيان "يحث جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. منسق الأمم المتحدة الخاص نيكولاي مالادينوف يعمل عن كثب مع مصر وكل الأطراف المعنية لاستعادة الهدوء".

مغامرة إسرائيلية
وفي صحيفة نيويورك تايمز تساءل الكاتب ديفد هالبفينجر في تحليل عن تكلفة علمية التجسس الإسرائيلية الفاشلة في غزة، ويقول إن إسرائيل على شفا حرب جديدة، وسط تهديدات نارية متبادلة واختباء الإسرائيليين في الملاجئ.
ويشير الكاتب -وهو مدير مكتب الصحيفة في القدس- إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد للإسرائيليين الذين يشعرون بالقلق والإنهاك من الصراع مع الفلسطينيين في قطاع غزة بأنه يفعل كل ما بوسعه لتجنب حرب غير ضرورية.
غير أنه ما كادت تمضي 24 ساعة على تأكيدات نتنياهو للإسرائيليين حتى بدا أن إسرائيل على شفا هذه الحرب.
ويشير الكاتب إلى المهمة الاستخباراتية الفاشلة التي نفذها أفراد كوماندوز متخفون من خلال تسللهم إلى غزة، وإلى أنها أسفرت عن مقتل فلسطينيين.
ويشير الكاتب إلى أن بعض الإسرائيليين كان يتساءلون عن سر مجازفة الحكومة الإسرائيلية -التي تخضع للضغوط- في تبديد هذه الجهود من أجل ما يصفه مسؤولون بأنها مجرد عملية تجسس روتينية.
ويضيف أن محللين يقولون إنه ربما لكونها عملية روتينية فإنه لم يكن أحد يتوقع أنه سيتم اكتشاف فرقة الكوماندوز الإسرائيلية هذه.
ويعلق اللواء الإسرائيلي المتقاعد والمستشار السابق للأمن القومي غيورا إيلاند بالقول إن افتراض عدم اكتشاف هكذا عمليات لا يشكل 100% ولكن يمكن تقديره بـ99%.
ويقول الكاتب إن تكلفة هذه النسبة الصغيرة المتبقية ظهرت واضحة أمس الأول الاثنين، وذلك عندما رد الفلسطينيون بإطلاق أكثر من أربعمئة صاروخ وقذيفة على إسرائيل، وسط تحذيرات نارية متبادلة.

تهديدات نارية
وفي حين هددت إسرائيل بتسوية أبراج غزة وما ارتفع من بنيانها بالأرض حذرت حماس من أن ملايين الإسرائيليين سيتعرضون قريبا لنيران صواريخها. ويقول الكاتب إن الجيش الإسرائيلي أمر جميع السكان في جنوبي البلاد -بما فيه في مدينتي أسدود وبئر السبع- بالبقاء في الملاجئ التي تم فتح بعضها على بعد أربعين كلم من محيط غزة. ويختتم بأن دوي صفارات الإنذار الإسرائيلية كان يُسمع على مسافات بعيدة تصل إلى مدينة الخليل في الضفة الغربية.