الرزيقي: نحتل مراتب متقدمة في مجال الحكومة الإلكترونية والأمن السيبراني

مؤشر الاثنين ١٩/نوفمبر/٢٠١٨ ٠٤:٣٧ ص
الرزيقي: نحتل مراتب متقدمة في مجال الحكومة الإلكترونية والأمن السيبراني

مسقط - ياسر بن حمود الشبيبي

أنشئت هيئة تقنية المعلومات في 31 مايو 2006 بموجب المرسوم السلطاني رقم (52/ 2006)، وتُعنى بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمجتمع عمان الرقمي والحكومة الإلكترونية والمعروفة بـ"عُمان الرقمية"، وذلك من خلال توفير البنى الأساسية اللازمة، وتنمية مهارات أفراد المجتمع وتطوير صناعة تقنية المعلومات والاتصالات، إلى جانب تشجيع ريادة الأعمال وتوفير مقومات الحماية والأمن السيبراني عموما، وفي تقريرنا التالي وتزامنا مع العيد الوطني المجيد نستعرض أبرز ما تحقق في سبيل تحقيق هذه الاستراتيجية الوطنية.

نطمح للأفضل
في البداية يستعرض الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات د. سالم بن سلطان الرزيقي، أبرز الإنجازات التي حققتها الهيئة منذ تأسيسها قائلا: "نحن في هيئة تقنية المعلومات فخورون بما تحقق في سبيل تنفيذ استراتيجية "عمان الرقمية" سواء فيما يتعلق بالتحول الرقمي ورفع مستوى كفاءة وفاعلية الخدمات الحكومية الإلكترونية أو في مجال تعزيز وتشجيع صناعة تقنية المعلومات وريادة الأعمال في السلطنة وكذلك في مجال تطوير مهارات المواطنين وتنمية قدراتهم للتعامل مع تقنية المعلومات والاتصالات والتفاعل مع الخدمات الإلكترونية عموما، ويمكن الإشارة هنا إلى أهم الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية، حيث تم إنشاء وتدشين عدد من المراكز الوطنية المهمة ضمن البنى الأساسية الضرورية لتنفيذ الاستراتيجية ومنها: المركز الوطني للبيانات الذي يحتضن بيانات 38 مؤسسة حكومية، والمركز الوطني للتصديق الإلكتروني والذي كان له دور في إنجاز أكثر من 4 ملايين معاملة باستخدام التصديق الإلكتروني منذ إنشاءه في عام 2014، كما نذكر بوابة الدفع الإلكتروني التي تم من خلاها تنفيذ 450 مليون معاملة".
وفي مجال التحول الإلكتروني يقول الرزيقي: "تم حتى اليوم إتاحة أكثر من 780 خدمة إلكترونية مقدمة من 57 مؤسسة حكومية وذلك عبر المواقع الإلكترونية لتلك المؤسسات أو من خلال تطبيقات الهواتف الذكية منها 243 خدمة متكاملة، ولله الحمد فقد حصلت السلطنة على مراتب متقدمة على سلم التصنيف الدولي في مجال الحكومة الإلكترونية، وفي مختلف مجالات تقنية المعلومات والاتصالات، وإن كنا نطمح إلى تصنيف أفضل، إلا أن هناك تحسنا في كثير من المعايير الدولية في مجال الحكومة الإلكترونية، حيث تحل السلطنة حاليا في المرتبة 63 وفقا لتقرير الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية والمرتبة الرابعة دوليا والأولى عربيا في مجال الأمن السيبراني".

البنى الأساسية
كما بادرت الهيئة في تأسيس عددا من مشاريع البنى الأساسية اللازمة لقطاع تقنية المعلومات والاتصالات، حيث أطلقت مشروع السحابة الحكومية والتي توفر بنية أساسية مشتركة تشمل الخوادم، والشبكات، والتخزين، والتطبيقات وتحتضن حتى اليوم 55 مشروعا لـ27 مؤسسة حكومية في الجانب الآخر تساهم المنصة المركزية للتكامل في تبادل البيانات بين منافذ تقديم الخدمات الحكومية الإلكترونية، وتم خلالها تنفيذ ما يزيد عن 39 مليون معاملة.
وبهدف تعزيز التواصل بين المؤسسات الحكومية بصورة آمنة، فقد أنشئت الهيئة الشبكة الحكومية الموحدة وهي شبكة اتصالات وطنية تعمل على رفع مستوى الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية من خلال تسهيل التواصل والتنسيق بينها، بما يضمن تقديم خدمات حكومية إلكترونية متكاملة، ومن إنجازاتها: ربط أكثر من 1060 موقعا إلكترونيا حكوميا لـ 70 مؤسسة حكومية وتم لاحقا ترقية مشاريع 19 مؤسسة منها وربطها بالشبكة الحكومية عالية السرعة.
وبالتوازي مع تلك المشاريع فقد دشنت الهيئة عددا من المراكز الوطنية المهمة، منها المركز الوطني للبيانات والذي صمم ليكون مركزاً متعدد الاستخدام بجاهزية عالية ليكون متاحا لكافة المؤسسات الحكومية لاستضافة بياناتها، إضافة إلى الحد من آثار الكوارث وضمان استمرارية العمل، كما يقوم المركز باستضافة مشروعات البنى الأساسية والأنظمة التابعة لهيئة تقنية المعلومات، ويحتضن المركز حاليا أنظمة وبيانات 38 مؤسسة حكومية.
كما دشنت الهيئة المركز الوطني للتصديق الإلكتروني في عام 2013، بهدف توفير تقنيات آمنة لتوثيق المعلومات وتصديقها ومن إنجازاته حتى اليوم: إصدار أكثر من 14 مليون شهادة تصديق إلكتروني على البطاقة الشخصية وبطاقة الهاتف وإنجاز أكثر من 12 مليون معاملة باستخدام التصديق الإلكتروني إضافة إلى ربط 30 جهة حكومية بخدمة التصديق الإلكتروني وإصدار 659 حاوية تصديق إلكتروني لموظفين حكوميين.
في الجانب الآخر تقوم بوابة الدفع الإلكتروني، بتمكين مؤسسات القطاعين العام والخاص من تحصيل الرسوم والمدفوعات إلكترونياً ومساعدة المواطنين على القيام بعمليات الدفع بسهولة وأمان كبيرين، حيث تستفيد من خدمة الدفع الإلكتروني عبر هذه البوابة 104 مؤسسات، وتم خلالها إنجاز ما يربو على 450 مليون معاملة.

صناعة تقنية المعلومات
واستنادا لدورها في تطوير صناعة تقنية المعلومات والاتصالات في السلطنة فقد قامت الهيئة بدعم وإطلاق عدد من المبادرات ومنها: مركز ساس لريادة الأعمال في عام 2013 والذي يعنى باحتضان المؤسسات العمانية الناشئة في قطاع تقنية المعلومات وقد احتضن المركز منذ تأسيسه 58 شركة وساهم في توفير 350 وظيفة للعمانيين.
كما دشنت الهيئة مركز ساس لمحاكاة الواقع في عام 2014 ليكون مركزا إقليميا يوفر البنى الأساسية لتطوير مشاريع الواقع الافتراضي ومحتويات الوسائط المتعددة للسوق المحلي والإقليمي، إضافة إلى دوره في تأهيل الشباب العماني في مجال ريادة الأعمال من خلال البرامج التدريبية التي يقدمها. ومن إنجازاته: توفير 758 فرصة تدريبية وتنفيذ 10 مشاريع متخصصة في الواقع الافتراضي.
وفي عام 2016 دشنت الهيئة مركز ساس لتطوير تطبيقات الهواتف الذكية، والذي يعد الأول من نوعه في السلطنة في مجال تطبيقات الهواتف الذكية، ويهدف إلى تطوير المهارات الوطنية وتشجيع المواهب لتنفيذ تطبيقات الهواتف الذكية وتحويلها إلى مشاريع تجارية مستدامة. وقد فر المركز حتى اليوم أكثر من 900 فرصة تدريبية للعمانيين وساهم في تطوير أكثر من 210 تطبيقات للهواتف الذكية.
وبهدف تشجيع استخدام البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر دشنت الهيئة في مارس2010 المبادرة الوطنية لدعم البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر والتي ساهمت في تدريب 2700 متدربا بالتعاون مع 6 مؤسسات تعليمية كما تم ضمن أهداف هذه المبادرة تنظيم أكثر من 100 حلقة عمل و3 مؤتمرات متخصصة في البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر، واعتماد 3 تطبيقات في المناهج الدراسية.
المجتمع الرقمي
بهدف محو الأمية الرقمية، نفذت الهيئة عددا من البرامج التدريبية التي أثمرت عن توفير 56123 فرصة تدريبية في أساسيات الحاسب الآلي و82528 فرصة تدريبية للموظفين الحكوميين إضافة إلى تدريب أكثر من 200 مواطنا في برنامج الإلحاق بالمشاريع وتوفير أكثر من 5500 فرصة تدريبية تخصصية في مختلف مجالات تقنية المعلومات، منها برنامج مخصصة للأطفال وربات المنازل إلى جانب حلقات العمل المتخصصة بأمن المعلومات والتوعية بالمواطنة الرقمية.
كما أطلقت الهيئة المبادرة الوطنية للحاسوب الشخصي، والتي تضمنت منح جهاز حاسوب لكل أسرة من أسر الضمان الاجتماعي التي لديها طالب أو أكثر مقيد بالمدرسة، ومنح هذه الأجهزة أيضاً بشكل مجاني لطلبة التعليم العالي من أبناء هذه الأسر. إضافة إلى تحمل جزء من تكلفة جهاز الحاسوب الشخصي لطلبة التعليم العالي في السنة الدراسية الأولى بالسلطنة والمعلمين من خريجي مشروع تدريب موظفي الخدمة المدنية، وهدفت المبادرة إلى زيادة عدد مستخدمي الحاسوب وتمكين الدخول للشبكة العنكبوتية (الإنترنت) لإنجاز الخدمات الإلكترونية، وقد تم خلال هذه المبادرة (حتى توقفها) توزيع 334120 جهاز حاسب آلي وأكثر من 85,000 مودم للإنترنت.
وباعتبارها الجهة المعنية بتنفيذ استراتيجية عمان الرقمية فقد قامت الهيئة بالاتفاق مع الشركات المزودة لتراخيص البرمجيات نيابة عن جميع المؤسسات الحكومية، وقد تم ضمن هذه المبادرة: توزيع عدد 83,958 ألف ترخيص من مايكروسوفت وأوراكل للمؤسسات الحكومية وتدريب 5500 موظفا حكوميا وباحثا عن عمل في مجالات تخصيصية مختلفة في تقنية المعلومات.

الأمن الإلكتروني
لا تكتمل المنظومة التقنية إلا بوجود بنية آمنة، وهذا ما وفرته الهيئة من خلال تقديم خدمات عالية الجودة كتحليل المخاطر السيبرانية والتصدي لها وتوعية الأفراد بها، وقد قامت الهيئة ممثلة في المركز الوطني للسلامة المعلوماتية خلال السنوات الخمس الفائتة بتأمين أكثر من 400 شبكة حكومية والتصدي لأكثر من 800 مليون هجمة إلكترونية على الشبكات الحكومية واكتشاف أكثر من 2 مليون فيروس وبرمجية خبيثة، إضافة إلى اكتشاف أكثر من 32 ألف برنامج تجسسي والتصدي لأكثر من 730 مليون هجمة إلكترونية على الإنترنت من 199 دولة حول العالم.

التحول الرقمي
وفي مجال تنفيذ خطة التحول للحكومة الإلكترونية قدمت الهيئة استشارات متخصصة في أدارة الأعمال الإلكترونية والتقنيات الرقمية، وكذلك توثيق وتطوير الخدمات وإعادة هندسة العمليات وتبسيط الإجراءات لأكثر من 30 مؤسسة ودعم إدارة وتنفيذ أكثر من 10 مشاريع للتحول الرقمي وكذلك استلام ومراجعة وتحليل ما يقارب 950 طلبا استشاريا لـ96 مؤسسة حكومية وشبه حكومية، إضافة إلى مراجعة 59 خطة للتحول الرقمي وتنفيذ 58 حلقة عمل تخصصية لـ990 متدربا في مجالات معرفية مختلفة للتحول الرقمي.
وقد أثمرت عن تلك الجهود جملة من الإنجازات من أهمها: إكمال 22 مؤسسة ذات الأولوية عملية توثيق خدماتها بنسبة 98% وإكمال 22 مؤسسة ذات الأولوية إعادة هندسة عملياتها وتبسيط إجراءاتها بنسبة 80%، كما قامت 57 مؤسسة حكومية بإطلاق أكثر من 782 خدمة حكومية إلكترونية لتصبح متاحة من خلال المواقع الحكومية وتطبيقات الهواتف النقالة منها 243 خدمة إلكترونية متكاملة ابتداء من إجراء تقديم الخدمة وانتهاء بالحصول عليها.

التوعية والإعلام
وبالتوازي مع هذه المبادرات قامت الهيئة بتنفيذ عدد من المشاريع والحملات الإعلامية منها: تنفيذ 220 حلقة عمل توعوية في مجال الأمن الإلكتروني في 62 مؤسسة حكومية وتنظيم 5 نسخ من جائزة السلطان قابوس للإجادة في الخدمات الحكومية الإلكترونية إضافة إلى تنظيم عدد من حملات التوعية لتعزيز السلامة المعلوماتية وتشجيع المجتمع على استخدام الخدمات الحكومية الإلكترونية.
كما قامت الهيئة بإجراء عدد من المسوح والاستطلاعات التي تعكس مستوى استخدام الخدمات الحكومية الإلكترونية وتقنية المعلومات والاتصالات عموما. ومنها: استطلاع رأي الجمهور في الخدمات الحكومية الإلكتروني، واستطلاع نفاذ واستخدام تقنية المعلومات والاتصالات في قطاع التعليم العالي واستطلاع نفاذ واستخدام تقنية المعلومات والاتصالات لقطاع المؤسسات الحكومية، إضافة إلى استطلاع نفاذ واستخدام تقنية المعلومات والاتصالات للأسر والأفراد واستطلاع آخر خاص بقياس نفاذ واستخدام تقنية المعلومات والاتصالات في قطاع الأعمال.

تصنيف دولي
وتتويجا لتلك الجهود، فقد تمكنت الهيئة والمؤسسات الحكومية الأخرى من حصد كثير من الجوائز الإقليمية والدولية في مجال الحكومة الإلكترونية ومختلف مجالات تقنية المعلومات والاتصالات عموما، الأمر الذي ساعد في تطوير الخدمات الإلكترونية وكذلك رفع مستوى تصنيف السلطنة، حيث تحل السلطنة حاليا في المرتبة 52 دوليا وفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي والمرتبة 63 دولياً في تقرير الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية 2018، والثانية عربياً في مؤشر الخدمات الإلكترونية، وفي مجال جاهزية الأمن السيبراني تأتي السلطنة في المرتبة الرابعة دوليا والأولى عربيا، كما حصدت السلطنة 20 جائزة من جوائز الحكومة الإلكترونية لدول مجلس التعاون الخليجي و19 جائزة دولية مرموقة منها 11 جائزة من الأمم المتحدة للخدمة العامة و8 جوائز من القمة العالمية لمجتمع المعلومات.