شعارات الدول رمز للسيادة

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٠/نوفمبر/٢٠١٨ ٠٠:٢١ ص
شعارات الدول رمز للسيادة

علي بن راشد المطاعني

شعارات الدول رموز وأشكال لها أبعاد ودلالات عميقة الغور تدلل على هويتها وتميزها وتحضرها، بل إن الشعارات تعد مظهرا من مظاهر السيادة والعزة والسمو يجب أن تنأى وبقدر كاف عن الجوانب التجارية الرخيصة وما يصاحبها من تشوهات تمليها الأهداف التجارية والتسويقية البحتة، فالأمم والشعوب وعلى مستوى كوكب الأرض تضع شعاراتها ورموزها في مراتب لا يُعلى عليها احتراما وتقديرا يلامس سقف القداسة الشاهق.
فالسلطنة عندما اتخذت شعارها السيفين ويتوسطهما الخنجر فإنها لم تفعل ذلك من فراغ، بل هو تجسيد لإرث تاريخي وحضاري ضارب بجذوره في أعماق الأصالة ويصوّر وبنحو ناطق تاريخ الدولة العُمانية كأقدم الممالك على الإطلاق في شبه جزيرة العرب، كما يمثل رمزا للقوة والشكيمة ولتكاتف أفراد المجتمع واحتفاظه بموروثاته الشعبية والتقليدية عبر الأزمان والحقب، فالحفاظ عليه مسؤولية جماعية يجب أن ينهض بها الجميع.
وبناء عليه جاء المرسوم السلطاني السامي رقم: 28/ 2018 بمنع استخدام (شعار الدولة) في أي منتجات تجارية أو بقصد الإعلان أو الدعاية التجارية، وتم حظر وضع الشعار على المصوغات أو المنتجات أو الأدوات التي تنتج أو تصنع محليا أو استيراد أي منها دون إذن مسبق ليضع حدا للممارسات والأخطاء التي تمس بنحو سافر شعار الدولة بعد أن تمت استباحة هيبته عبر طباعته على المنتجات التجارية لتحقيق أرباح مالية خصما على معناه ومغزاه.
كل الدول والشعوب تحرص كأمر طبيعي على الحفاظ على علمها وشعاراتها وتبعدها من كل محاولات المساس والتشويه والعبث، بل إنها تضع خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها تحت أي مبرر كان في محاولة الوصول إلى هذه المقدسات الوطنية، ونحن في السلطنة أيضا كذلك كأمر طبيعي.
ومن حسن الطالع أن استبدال المادة 12 التي نصّت على منع عرض أو بيع المواد المصنعة بالمخالفة لأحكام المادة في المحلات التجارية هو تأكيد على الجدية في إيقاف هكذا ممارسات وصلت لحد استخدامها في مظلات السيارات والأواني والمصار والكميم والأقمشة والتحف والهدايا وغيرها كثير من المنتجات.
كما ذهب البعض إلى استخدام شعارات لها علاقة بشعار رئاسة قوات السلطان المسلحة أو شعار الحرس السلطاني العُماني وغيرها في المنتجات أو الإعلانات التجارية.
ومن الأهمية هنا إعادة التذكير بالدلالات العميقة لهذه الرموز الوطنية، فعلم السلطنة مؤطر بمرسوم سلطاني سامٍ، ورفع لأول مرة في 17 ديسمبر 1970، ويتألف من ثلاثة أشرطة (الأبيض والأخضر والأحمر) وفي الشريط الأحمر وعلى اليسار نجد شعار السلطنة، واللون الأبيض يرمز للسلام والازدهار، واللون الأخضر يرمز للخصب والزراعة في البلاد، واللون الأحمر يرمز للمعارك التي خاضها الشعب العُماني عبر تاريخه الطويل لطرد الغزاة.
وشعار علم السلطنة السيفين والخنجر في الربع الأعلى القريب من السارية هو شعار الدولة ويرجع استخدامه كشعار إلى منتصف القرن الثامن عشر ويمثل ذلك الأسلحة التقليدية للشعب العُماني عبر التاريخ.
نأمل أن نحافظ جميعا على شعارات الدولة باعتبارها مسؤولية وطنية تهم كل من يعيش على ثرى هذه الأرض الطيبة والتبليغ عن كل من يسيء استخدامها باعتباره قد تجاوز خط الوطنية الأحمر.