دمشق: الدستور يقرره السوريون

الحدث الأحد ٢٥/نوفمبر/٢٠١٨ ٠٣:١٧ ص
دمشق: الدستور يقرره السوريون

دمشق - موسكو - عواصم - وكالات

أكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن مدى فعّالية اللجنة الدستورية في سوريا، أهم من موعد تشكيلها.
وقال لافروف، خلال مشاركته في منتدى "الحوارات المتوسطية" الرابع في روما الجمعة الفائت، إن "فعّالية اللجنة الدستورية السورية أهم من وضع مهل زمنية غير واقعية لتشكيلها".
وكانت الخارجية الروسية أعلنت، في وقت فائت، أن نائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوجدانوف، بحث مع السفير السوري رياض حداد مسألة تشكيل اللجنة الدستورية وعودة اللاجئين.
وقالت الوزارة في بيان: "يوم السادس من نوفمبر قام نائب وزير الخارجية الروسية، مبعوث الرئاسة إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ميخائيل بوجدانوف، باستقبال السفير السوري في موسكو رياض حداد، بطلب من الأخير".
وأكدت دمشق أن الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي سوري بحت يقرره السوريون بأنفسهم، وبالتالي فإنه لا يمكن القبول بأي فكرة تشكل تدخلا في الشؤون الداخلية السورية أو قد تؤدي إلى ذلك.
وقال مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، إن الشعب السوري وحده يقرر مستقبل بلده دون أي تدخل خارجي والعملية السياسية يقودها السوريون بأنفسهم، مشيرا إلى أنه لا يجوز فرض أي شروط أو استنتاجات مسبقة بشأن عمل اللجنة الدستورية والتوصيات التي يمكن أن تخرج بها. بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء السورية "سانا".
ولفت مندوب سوريا الدائم إلى أن الدستور شأن سيادي يقرره السوريون، ولا يمكن قبول أي فكرة تشكّل تدخلا في الشؤون الداخلية لسوريا أو قد تؤدي إلى ذلك.. مشددا على أن مهمة المبعوث الأممي الخاص هي ميسر لأعمال لجنة مناقشة الدستور الحالي ولا يمكن أن ينصب نفسه طرفا ثالثا، وذلك انسجاما مع الولاية المنوطة به ومع ميثاق ومبادئ عمل الأمم المتحدة من حيث الحياد والنزاهة وعدم التدخل في الشؤون التي تكون من صميم السلطان الداخلي لأي دولة.

"سوتشي" نموذجا
وجاء كلام الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي في 19 نوفمبر، حول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بيّن خلاله أن "مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري" في سوتشي شكّل فرصة للحوار بين السوريين دون تدخل خارجي حيث عكس المشاركون فيه مختلف شرائح المجتمع السوري.
وجدد الجعفري تأكيد سوريا على الدور المهم الذي تقوم به روسيا وإيران كضامنين في "مسار أستانا" وخاصة أن فكرة تشكيل لجنة لمناقشة الدستور الحالي جاءت بناء على اتفاق السوريين في مؤتمر سوتشي الذي جاء بدوره بمبادرة من الدول الضامنة، وفي سياق تفاهمات "مسار أستانا" الذي كانت الحكومة السورية ولا تزال جزءا أساسيا منه وبالتالي لا يمكن أبدا القفز فوق دورها أو تجاهل دور موسكو وطهران.
يشار إلى أن المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، أعلن أنه من الممكن انعقاد اللجنة الدستورية السورية التي لم تشكل بعد، في شهر ديسمبر من هذا العام.

أمر ممكن
مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، جينادي جاتيلوف، قال في 2 نوفمبر إن تشكيل اللجنة الدستورية السورية قبل نهاية العام الجاري أمر "ممكن" في حال تم إكمال تشكيل ما يعرف بـ "القائمة الثالثة" من لجنة قائمة المجتمع المدني.
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف، عن وجود اتفاق بين الأطراف المشاركة في عملية "أستانا" للتسوية السورية على ضرورة عقد الاجتماع في نهاية نوفمبر.
وقال بوجدانوف "هناك اتفاق بين جميع المشاركين في إطار أستانا على مستوى رفيع للوفود على عقد اجتماع في أستانا في أواخر شهر نوفمبر الجاري".
وأضاف بوجدانوف أن "ملف سوريا مهم جدا ونحن نبذل جهودا لحلحلة المشاكل والأزمة السورية بطرق سلمية في إطار المشاورات السياسية على أساس قرار مجلس الأمن 2254، الذي اتخذ بالإجماع، وأعتقد أن مسار أستانا يلعب دورا مهما ونشطا وفعالا".
كما أكد وزير الخارجية الكازاخي خيرت عبد الرحمنوف، أنه من المتوقع أن يشارك وفد من المعارضة السورية المسلحة في المشاورات بشأن التسوية السلمية السورية في أواخر نوفمبر في أستانا.
وصرح عبد الرحمنوف، لوكالة "سبوتنيك"، حيث شارك في مشاورات صيغة الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى في بروكسل: "ستعقد مفاوضات، الجولة الحادية عشرة من عملية أستانا بشأن التسوية السلمية في سوريا، كما هو مخطط لها، في 28-29 نوفمبر.
وتابع الوزير "الحديث يدور عن مواصلة تعزيز وقف الأعمال القتالية واحترام الهدنة. وسيعقد الاجتماع السادس القادم لفريق العمل المعني بتبادل السجناء وقضايا أخرى".
وأضاف عبد الرحمنوف: "من المتوقع أن تكون قائمة المشاركين تقليدية: فهؤلاء هم الدول الضامنة، روسيا، تركيا، إيران، مراقبو الأمم المتحدة، الأردن، الحكومة السورية والمعارضة السورية المسلحة".
وفي وقت سابق، صرّح المتحدث الصحفي باسم وزارة الخارجية الكازاخية، أيبك صمادياروف، أن المعارضة السورية من المحتمل أن تشارك في مفاوضات أستانا، المقرر عقدها في نهاية نوفمبر.
وينحصر وجود الفصائل المسلحة في الشمال السوري (ومحيط القاعدة الأمريكية في التنف)، حيث تنتشر في محافظة إدلب وجزء من ريف حماة الشمالي، بالإضافة إلى ريف حلب الشمالي والغربي، فيما تسيطر قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية على منطقة شرق الفرات والشمال الشرقي من سوريا.

اشتباكات
وكشف المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري عن وقوع اشتباكات لم يحدد تاريخها بين القوات الأمريكية والروسية في سوريا.
وفي حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية أكد جيفري أن "الولايات المتحدة تؤيد وحدة الأراضي السورية ولا تريد تدمير البلاد"، مشدداً على أن بلاده لن تخفف العقوبات على إيران مقابل انسحابها من سوريا.
وأضاف أن واشنطن "لا تسعى لأي شكل من أشكال تغيير النظام وعلى الشعب السوري أن يقرر من يحكمه وأي حكومة ستكون لديه، بل تستهدف تغيير سلوك هذا النظام إزاء شعبه بالدرجة الأولى، ثم تجاه جيرانه، فالمجتمع الدولي، بما يشمل استخدام السلاح الكيميائي وممارسة التعذيب وما يهدد المنطقة من مخاطر هائلة نتجت عن تدخل إيران وإطلاق عنان ولو بطريقة غير مباشرة لكارثة تتمثّل في "داعش" في المنطقة وأوروبا، إضافةً إلى تدفق ملايين المهاجرين الذين أثقلوا كاهل أوروبا وتركيا ولبنان والأردن.
كما أشار إلى "قائمة طويلة" لما تعتبره الولايات المتحدة "غير مقبول" في أداء الحكومة السورية وما "يجب أن يتغيّر لدى التوصل إلى السلام الحقيقي والتسوية الحقيقية للخلافات مع المجتمع الدولي".
ورداً على سؤال حول المواجهة الوحيدة المعروفة بين جيش بلاده وجيش روسيا التي حصلت في فبراير الفائت بدير الزور وقتل نتيجتها كما أعلن "عدد كبير من المرتزقة الروس"، قال: “نحن لا نعلق على أعمال عسكرية محددة.. القوات الأمريكية موجودة في سوريا على أسس شرعية، لمساعدة القوى المحلية في حربها ضد داعش.. أحداث مشابهة جرت في مختلف مناطق سوريا مرات عديدة. إنهم يمارسون حقهم في الدفاع عن أنفسهم إن شعروا بالخطر.