عشاء «يكبح» الرسوم

الحدث الاثنين ٠٣/ديسمبر/٢٠١٨ ٠٤:٣٦ ص
عشاء «يكبح» الرسوم

بوينس آيرس - أ ف ب - وكالات

توصّل الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جينبينج خلال قمّة في بوينس آيرس السبت إلى هدنة في الحرب التجارية الدائرة بين بلديهما تقضي بتعليق واشنطن لثلاثة أشهر تنفيذ قرار زيادة الرسوم الجمركية على نصف وارداتها الصينية.

وقال وزير الخارجية الصيني وانج يي خلال مؤتمر صحفي في بوينس آيرس إنّ شي وترامب «توصّلا إلى اتّفاق لوضع حدّ لفرض رسوم جمركية جديدة».

موافقة

من جهته قال نائب وزير التجارة وانج شوان خلال المؤتمر الصحفي نفسه إنّه خلال عشاء العمل بين ترامب وشي ومساعديهما والذي جرى على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين واستغرق أكثر من ساعتين، وافقت واشنطن على العدول عن تنفيذ قرارها زيادة الرسوم الجمركية على ما قيمته 200 بليون دولار من وارداتها من البضائع الصينية سنوياً.

إرجاء التنفيذ

لكنّ البيت الأبيض سارع إلى إصدار بيان أوضح فيه أنّ ترامب لم يتراجع عن قرار زيادة الرسوم بل أرجأ تنفيذه لمدة 90 يوماً إفساحاً في المجال أمام توصّل البلدين لاتّفاق ينهي الحرب التجارية الدائرة بينهما.
وقالت الرئاسة الأمريكية في بيانها إنّه «إذا لم يتوصّل الطرفان في نهاية هذه المدّة إلى اتّفاق فإنّ الرسوم الجمركية ستُرفع من 10 % إلى 25 %».
وأعلنت المتحدثة الصحفية باسم البيت الأبيض، سارا ساندرس، أمس الأحد، أن الصين وافقت على شراء كمية «بالغة الأهمية» من السلع الزراعية وغيرها من السلع من الولايات المتحدة للحد من الاختلالات التجارية.
وقالت ساندرس في بيان، عقب لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع الزعيم الصيني شي جينبينج، على هامش قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس: «توافق الصين على شراء كمية كبيرة جدا من المنتجات الزراعية والطاقة والصناعية وغيرها من المنتجات الأمريكية للحد من اختلال التوازن التجاري بين البلدين».

تغييرات هيكلية

وأوضح البيت الأبيض في بيانه أنّه يسعى لإبرام اتفاق مع بكين يُجري «تغييرات هيكلية» على علاقاتهما التجارية، ولا سيّما في ما يتعلّق بعمليات النقل «القسرية» للتكنولوجيا والملكية الفكرية.
وأضاف أن بكين التزمت خلال قمة بيونس آيرس شراء كميّات «لم تحدّد بعد، لكنّها كبيرة جداً» من السلع الأمريكية، وذلك بهدف الحدّ من الخلل الضخم في الميزان التجاري بين البلدين، لافتاً بالخصوص إلى أن الصين ستبدأ «على الفور» بشراء منتجات زراعية أمريكية.
ونقل البيان عن ترامب قوله إن الاجتماع كان «هائلاً ومثمراً ويفتح مجالات غير محدودة أمام كل من الصين والولايات المتحدة».
من ناحيته وصف وزير الخارجية الصيني ما أثمرت عنه القمة بأنّه «مكسب للجانبين».
وقالت صحيفة تشاينا ديلي وشبكة «يس جي تي أن» الرسميتان إن ترامب وشي اتّفقا على عدم فرض أي رسوم جديدة بعد الأول من يناير»، التاريخ الذي كانت الولايات المتحدة تعتزم فيه فرض رسوم جديدة على ما قيمته 200 بليون دولار من الصادرات الصينية إليها.

ساعتان

وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودولو إثر العشاء الذي استغرق أكثر من ساعتين وتناول خلاله الرئيسان والوفدان المرافقان لهما شرائح من اللحم الأرجنتيني وفطائر إنه كان «جيّدا جداً».
وكان هذا الاجتماع منتظراً بشدّة بسبب تأثيراته المحتملة على الحرب التجارية الدائرة بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأدلى المستشار الاقتصادي بتعليقه هذا للصحفيين في الوقت الذي كان فيه الرئيس ترامب والوفد المرافق يستعدون لمغادرة العاصمة الأرجنتينية للعودة إلى واشنطن.
وتوجّهت الأنظار إلى هذه القمة الأمريكية - الصينية نظراً إلى ما يمكن أن تؤدّي إليه نتائجها من تخفيف للحرب التجارية الدائرة بين البلدين أو تأجيجها.
وكان ترامب أعرب في مستهلّ الاجتماع عن تفاؤله، وقال «سنبحث في ملف التجارة وسينتهي بنا الأمر على الأرجح إلى تحقيق شيء جيّد لكل من الصين والولايات المتحدة».
بالمقابل قال الرئيس الصيني إنّه «متشوّق» لبدء المحاثات مع ترامب.

تبادل الضرائب

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في 15 يونيو الفائت، عن فرض رسوم استيراد بنسبة 25 بالمئة على الواردات من الصين، تقدر بـ50 بليون دولار سنويا.
وردت الصين بإعلانها فرض رسم استيراد بنسبة 25 بالمئة على سلع مستوردة من الولايات المتحدة تبلغ قيمتها نحو 34 بليون دولار اعتبارا من 6 يوليو الفائت. وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أعلن في 20 يوليو الفائت، استعداده لفرض رسوم على البضائع المستوردة من الصين بقيمة تصل إلى 500 بليون دولار، في حال استمرت الصين في رفع الرسوم على المنتجات الأمريكية.
وأعلنت وزارة التجارة الصينية، أن الصين بدأت إجراءات في منظمة التجارة العالمية، بسبب عزم الولايات المتحدة فرض رسوم إضافية جديدة على البضائع الصينية بقيمة 200 بليون دولار سنويا.
وجرت محادثات تجارية بين البلدين في الفترة ما بين 3-4 مايو الفائت، هي الأولى من نوعها منذ بدء التصعيد بينهما بسبب رسوم الاستيراد الأمريكية على الفولاذ والألمنيوم.