برعاية شهاب بن طارق..تكريم 13 مشروعا بحثيا ضمن الجائزة الوطنية للبحث العلمي

بلادنا الاثنين ١٠/ديسمبر/٢٠١٨ ٠٣:٥٨ ص
برعاية شهاب بن طارق..تكريم 13 مشروعا بحثيا ضمن الجائزة الوطنية للبحث العلمي

مسقط -

بمشاركة واسعة وحضور لافت من الخبراء والباحثين من كافة المؤسسات البحثية والأكاديمية بالسلطنة رعى مستشار جلالة السلطان، رئيس مجلس البحث العلمي صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد، أمس الأحد حفل تنظيم الملتقى السنوي الخامس للباحثين، وإعلان البحوث الفائزة في الدورة الخامسة من الجائزة الوطنية للبحث العلمي، وذلك بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض بمدينة العرفان.

في بداية الملتقى ألقى سعادة د. هلال بن علي الهنائي كلمة رحب فيها بالمشاركين في فعاليات الملتقى السنوي للباحثين في نسخته الخامسة، مشيرا إلى أنه أضحى تظاهرة علمية مهمة بما يشمله من تكريم للبحوث العمانية المجيدة ومن جلسات حوارية ومعرض لمخرجات البحوث الممولة من قبل مجلس البحث العلمي، وحدثا يتطلع إليه الباحثون والمهتمون بالبحث العلمي في السلطنة. وأضاف سعادته أن السلطنة تزخر بإرث حضاري ضارب في جذور التاريخ، تجلى في إسهامات بارزة تخدم شتى مناحي الحياة الإنسانية؛ من الابتكار الزراعي في بيئات صعبة، وشق قنوات الأفلاج بأسلوب علمي متقن، إلى تشييد الحصونِ والقِلاع الشامخة، وبناء السفنِ لمقارعة مخاطر البحار والمحيطات، والبحث عن المعادن من باطن الأرض لتسخيرها في خدمة الإنسان. وهو إرث عريق تتجسد صفاته في ثقافتنا المعاصرة، وقال: كما تعلمنا من أجدادِنا في هذا الوطنِ العزيز، فإن البحث العلمي والابتكار هما أساسان يرتكز عليهما رخاء المجتمع وازدهاره، فالاقتصاد المبني على المعرفة ينمو قويًا ومستدامًا، ولديه القدرة على مقاومةِ المخاطر، والتواؤم مع التغيير، ومواجهة التحديات، لذا، فقد أسس مولانا حضرةُ صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظهُ الله ورعاه- رؤية مُلهمة من أجل بناء نظام وطني متكامل للبحث العلمي والابتكار، لدعم التنمية والتقدم ولضمان استمرار الرخاء والازدهار لشعب عُمان في الوقت الراهن وفي المستقبل لأجيال عدة على أرض هذا الوطن العزيز، وفي هذا المقام، لا يسعنا إلا أن نؤكد أن مجلس البحث العلمي حظي بعظيم الشرف حين أُوكلت إليه هذه المهمة النبيلة؛ ألا وهي تجسيد رؤية جلالته الحكيمة وتحويلها إلى واقعٍ ملموس، وذلك من خلال الإستراتيجية الوطنية للبحث العلمي التي أقرها مجلس الوزراء الموقر في العام 2008م والإستراتيجية الوطنية للابتكار التي أقرها مجلس الوزراء الموقر في العام 2017م. ومن خلال سعيه إلى تنفيذ هاتين الإستراتيجيتين فإن مجلس البحث العلمي يفتخر بإسهاماته البارزة في تفعيل النظام الوطني للابتكار الذي يعمل على تحقيق التفاهم البنّاء وتحويل المعرفة إلى قيمةٍ اجتماعيةٍ واقتصادية، تحقق الرخاء والازدهار لأجيال الحاضر والمستقبل، وذلك عبر مجموعة متكاملة من البرامج والمبادرات المدعومة بأحدث المرافق والبنى الأساسية، والتي تقوم على مبدأ الشراكة بين المؤسسات البحثية المنتجة للمعرفة والجهات المستفيدة من هذه المعرفة في القطاعين العام والخاص، وتماشياً مع الأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لإعداد وبلورة وصياغة الرؤية المستقبلية لعمان 2040 وبعد وضوح مؤشراتها خصصنا محاور الجلسات القطاعية في الملتقى السنوي للباحثين هذا العام لمناقشة الأولويات البحثية للإستراتيجية الوطنية للبحث العلمي 2040 التي يعكف المجلس على إعدادها بما يتناغم مع رؤية عمان 2040. وحول مجمع الابتكار مسقط، قال سعادته في كلمته: لقد تواصلت جهود المجلس في تنفيذ عدد من المبادرات في مجال تطوير البيئة المحفزة للابتكار، ولعل من أهمها إنشاء مجمع الابتكار مسقط الذي يوفر البيئة المثالية للباحثين والعلماء والشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات متعددة الجنسيات ويدعم جهود السلطنة الاقتصادية والمعرفية، في مجالات تشمل الطاقة والخدمات الصحية والمياه والبيئة والمنتجات الغذائية والتقنية الحيوية، وقد شهد مجمع الابتكار مسقط هذا العام عدة أحداث مهمة: أولها افتتاح معهد عمان للنفط والغاز الذي أنشئ بالتعاون بين شركتي تكاتف وشلمبرجر، كما شهد أيضا انتقال الأمانة العامة لمجلس البحث العلمي إلى المجمع. وشهد كذلك توقيع اتفاقيات إنشاء مركز النمذجة كأحد المشاريع التي تدعمها الهيئة العمانية للشراكة من أجل التنمية، من جانبها نجحت الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم في ربط عدد كبير من المؤسسات الأكاديمية، حيث تمثل هذه الجهات أكثر من 70% من المجتمع البحثي المستهدف في السلطنة، بمصادر المعرفة محليا وعالميا، وذلك من خلال إنشاء شبكة اتصالات عالية السرعة ترتبط بالشبكات المماثلة عالميا، كإيدوجين والشبكة الأمريكية إنترنت2 والشبكة الأوروبية جاينت وقريبا في شبكة أسيا والمحيط الهادي، كما وفرت الشبكة خدمات اتصالات معلوماتية متقدمة مثل الهوية المعرفية والتجوال التعليمي «الإيديوروم» والاجتماعات المرئية وشهادات أمن المواقع الإلكترونية، علاوة على أنها أسهمت بشكل كبير في تخفيض أسعار الاتصالات لقطاع البحث والتعليم في السلطنة بنسبة تزيد على 85%، كما توفر المكتبة العلمية الافتراضية العمانية (مصادر) العديد من المصادر عبر الاشتراك في عدد من قواعد البيانات بما يساهم في توفير مئات الآلاف من المصادر أمام الباحثين، عبر الشبكة الإلكترونية، ويسر القائمين على المكتبة الإعلان اليوم تدشين تطبيق الهواتف الذكية للمكتبة، وتأتي الشراكات مع الشركاء المحليين والدوليين، سواء من القطاع العام أو الخاص في قلب منظومة الابتكار بمجلس البحث العلمي. وهناك العديد من هذه الشراكات المحلية والإقليمية ذات التأثير الملحوظ من أبرزها مسابقة الجدران المتساقطة وجائزة الغرفة للابتكار وبرنامج تحويل مشاريع التخرج التقنية لشركات ناشئة ومنصة إيجاد ومنصة المدن الذكية ومؤتمر لندن للعلماء الشباب وغيرها من الشركات المحلية والدولية.

وفي ختام كلمته قال سعادة الدكتور الأمين العام لمجلس البحث العلمي: نحتفل اليوم بتكريم 13 مشروعا بحثيا ضمن الجائزة الوطنية للبحث العلمي و6 مشاريع بحثية طلابية ضمن جائزة بحوث الطلاب، حيث شهدت هذه النسخة من الجائزة إقبالا جيدا من الباحثين تلقى المجلس خلالها 136 مشروعا بحثيا للمشاركة منها 98 مشروعاً لفئة حملة شهادة الدكتوراه أو ما يعادلها استشاري أو استشاري أول للأطباء فقط و 37 مقترحاً في فئة الباحثين الناشئين من غير حملة شهادة الدكتوراه وسيتم بعد قليل بإذن الله تكريم الفائزين لهذا العام. وعليه يسرني أن أبارك للباحثين الفائزين بالجائزة متمنيا لهم دوام التوفيق والنجاح، كما نتقدم بالشكر الجزيل للجان التقييم في كافة برامج المجلس على الجهود الكبيرة التي بذلها أعضاء هذه اللجان دعما منهم للباحثين والمبتكرين في كافة المجلات. كما لا يفوتني أن أتقدم بوافر الشكر والتقدير لزملائي في مجلس البحث العلمي على الجهود الكبيرة التي يبذلونها لتفعيل برامج وأنشطة المجلس وتحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للبحث العلمي والإستراتيجية الوطنية للابتكار.

البحوث الفائزة بالجائزة

الوطنية للبحث العلمي

وأعلن مجلس البحث العلمي أسماء البحوث الفائزة في الجائزة الوطنية للبحث العلمي لهذه السنة، حيث تم خلال الملتقى الإعلان عن فوز 13 مشروعا بحثيا من البحوث التي تقدمت للجائزة، حيث بلغت 136 بحثا من إجمالي عدد البحوث المتقدمة لعام 2018م، منها 99 بحثا من ضمن فئة حملة الدكتوراه أو ما يعادلها (استشاري أو استشاري أول للأطباء فقط)، و37 بحثا ضمن فئة الباحثين الناشئين من غير حملة الدكتوراه. حيث بلغ عدد الفائزين بالجائزة في القطاعات الستة ضمن فئة حملة الدكتوراه عدد (6) مشاريع بحثية في حين بلغ عدد المشاريع الفائزة في فئة الباحثين الناشئين (7) مشاريع بحثية، حيث فاز المشروع البحثي بعنوان إدخال الحدائق المدرسية إلى السياق العماني: دراسة أولية مع صفوف الصف السابع في قطاع التعليم والموارد البشرية بقيادة د. عبدالله أمبوسعيدي من جامعة السلطان قابوس، وفي قطاع الاتصالات ونظم المعلومات فاز مشروع بحثي بعنوان نظام وصول مسبق التشفير متعدد الحامل غير متعامد لشبكات الجيل الخامس الخلوية بقيادة د. عمران بيج من جامعة ظفار، بينما فاز في قطاع الثقافة والعلوم الإنسانية والأساسية بحث بعنوان تحديد المواد الصيدلانية المضافة للأدوية العشبية وعينات الغذاء باستخدام أعمدة الفصل الكرومات وغرافي المكونة من حبيبات نواة الصدفية المرتبطة بجهاز مطياف الكتلة بقيادة د. حيدر اللواتي من جامعة السلطان قابوس، أما في قطاع البيئة والموارد الحيوية فقد فاز مشروع بحثي بعنوان تقييم جودة العسل العماني بقيادة د. محمد الفارسي من وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، وفي قطاع الصحة والخدمات الاجتماعية فاز مشروع بحثي بعنوان تحليل دور جين أنزيم الاندماج في انفصال عناصر جينية متنقلة حاملة لجينات مقاومة بكتريا الأسينيتوباكتربوماني للمضادات الحيوية والمعادن الثقيلة لـ د. زعيمة الجابرية من جامعة السلطان قابوس، كذلك فاز مشروع بحثي في قطاع الطاقة والصناعة بعنوان تأثير نمط تفرع الألكاين والارتباط بـفلز على التزامر الضوئي لمركبات البلاتين (II) الثنائية الألكاينوالبوليمرية المحتوية على الآزوبنزين بقيادة د. محمد خان من جامعة السلطان قابوس.
وفي فئة الباحثين الناشئين فازت 7 مشاريع بحثية في ستة قطاعات، حيث فاز المشروع البحثي أثر استخدام مدخل التحليل الأخلاقي في تنمية مهارات اتخاذ القرار والتحصيل الدراسي في مادة الأحياء لدى طالبات الصف الثاني عشر في قطاع التعليم والموارد البشرية لـ د. خالصة العلوية من وزارة التربية والتعليم، وفي قطاع البيئة والموارد الحيوية فاز مشروعان بحثيان مناصفة؛ بحث بعنوان ضبط الظروف الملائمة والتقييم الاقتصادي لاستخلاص المواد الشمعية من مخلفات سعف شجرة النخيل باستخدام تقنيه الاستخلاص بثاني أكسيد الكربون في الحالة فوق الحرجة للباحثة كريمة البلوشية، والبحث الآخر للباحثة بثينة الغافرية بعنوان التحفيز الضوئي لتثبيط نمو البكتيريا وتحطيم الملوثات العضوية في المياه باستخدام خيوط بولي ايثرسلفون، بينما فاز المشروع البحثي بعنوان تحليل دورجين أنزيم الاندماج في انفصال عناصر جينية متنقلة حاملة لجينات مقاومة بكتريا الأسينيتوباكتربوماني للمضادات الحيوية والمعادن الثقيلة ضمن قطاع الصحة وخدمة المجتمع للباحثة حليمة البلوشي، أما في قطاع الاتصالات ونظم المعلومات فقد فاز مشروع بعنوان EMGGR بروتوكول خلايا التوجيه ذو الطاقة الفاعلية لشبكات الاستشعار اللاسلكية تحت الماء للباحثة فايزة الصلتية، وفي قطاع الثقافة والعلوم الإنسانية والأساسية فازت الباحثة بقية المغيرية عن بحثها بعنوان تحضير وتوصيف عوالق المنجنيز الرباعي كمادة متضوئة للكشف عن مضادات الأكسدة في عصير الرمان باستخدام القطرات النانوية على مختبر في رقاقة من وزارة التربية والتعليم.

تكريم أفضل 6 مشاريع طلابية

ضمن برنامج دعم بحوث الطلاب

كما تم تكريم أفضل ستة مشاريع بحثية ضمن جائزة برنامج بحوث الطلاب وهي بحوث تم تمويلها ضمن البرنامج في 6 قطاعات بحثية، حيث فاز في قطاع الاتصالات ونظم المعلومات مشروع بعنوان تطبيق التبرع بالدم باستخدام تقنية إنترنت الأشياء من الكلية التقنية العليا لفريق طلابي بقيادة شعيب بنت سليمان المنذري، أما في قطاع الثقافة والعلوم الإنسانية والأساسية فقد فاز مشروع بحثي بعنوان ظاهرة التدخين بين الطلبة العمانيين: دراسة كمية ونظرية لفريق بحثي طلابي قيادة الطالبة كوثر بنت سالم الصالحية، وفي قطاع البيئة والموارد الحيوية فاز مشروع بحثي طلابي بعنوان تحسين إعادة تدوير النفايات في كلية الشرق الأوسط نحو حرم مستدام باستخدام آلة البيع العكسي لتدوير النفايات من كلية الشرق الأوسط لفريق بحثي طلابي بقيادة الطالبة حليمة غلام البلوشي، وفي قطاع الصحة وخدمة المجتمع فاز مشروع بحثي بعنوان تصميم وتطوير تقنية تعمل بالطاقة الشمسية لمساعدة مختلف الأشخاص محدودي الحركة في سلطنة عمان من كلية التقنية بالمصـــــنعة لفريق بحثي طلابي بقيادة الطالبة أميرة بنت خليفة الجهورية، بينما فاز في قطاع الطاقــــة والصناعة مشروع بحثي طلابي تصميم وتطبـــــيق معمل اختبار الإجهاد في أدوات حفر النفط: حالات نماذج الاهتزازات الجانبية والالتوائية والمحورية من جامعة السلطان قابوس بقيادة فريق بحثي طلابي للطالب زايد الشكيلي، وفي قطاع التعليم والموارد البشرية فاز مشروع بحثي بعنوان تأثير الهاتف الذكي على تعلم الطلاب من جامعة نزوى بقيادة فريق بحثي طلابي بقيادة الطالبة ابتسام بنت سالم الخاطرية.

معرض الملصقات والمشاريع

واشتمل المعرض المصاحب للملتقى على 43 ملصقا بحثيا بالإضافة إلى أركان لعرض عدد من المشاريع التي ينفذها المجلس، ومستجدات وتطورات العمل فيها إلى جانب مشاركة مجمع الابتكار مسقط في الملتقى السنوي للباحثين الخامس، عبر إقامة ركن تعريفي في المعرض المصاحب للفعالية، حيث يتضمن ركن مجمع الابتكار مسقط عرض نموذج ثلاثي الأبعاد للمجمع بكافة مراحله المختلفة، إلى جانب عرض إصدارات ومطبوعات المجمع باللغتين العربية والانجليزية، إلى جانب استعراض هوية المجمع أمام الحضور والتعريف بأركانه المختلفة، وكذلك توزيع بعض الهدايا التذكارية لمرتادي الركن.