«السترات الصفراء» عادوا إلى باريس للمطالبة «بتغيير»

الحدث الثلاثاء ١١/ديسمبر/٢٠١٨ ٠٤:١٣ ص
«السترات الصفراء» عادوا إلى باريس للمطالبة «بتغيير»

باريس - وكالات

رغم تحذيرات السلطات ودعوة بعض «قادة» حركتهم المتنوعة، عاد محتجو «السترات الصفراء» إلى باريس لينجزوا «الفصل الرابع» من غضبهم الشعبي والمطالبة بتغيير.

في وقت ألقى فيه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خطابا أمام الشعب الفرنسي، بعد احتدام احتجاجات «السترات الصفراء».
وقالت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية إن الرئيس الفرنسي سيجتمع، بزعماء سياسيين، وقادة نقابات وقادة أعمال محليين وطنيين، للاستماع إلى مخاوفهم، بعد 4 أسابيع من الاحتجاجات، التي تحولت إلى أعمال شغب في باريس.

تهدئة

وكان ماكرون قد تجنّب الخروج في أي خطابات أو تصريحات علنية منذ أكثر من أسبوع تقريبا، ما زاد حدة التوتر.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، قد قال إنه يأمل أن يلعب الحوار المفتوح دورا في تهدئة احتجاجات حركة السترات الصفراء في الشارع الفرنسي التي تحولت إلى العنف في بعض الأحيان. ونقلت «رويترز» عن الوزير الفرنسي قوله في مقابلة تلفزيونية إنه يأمل في أن يلعب الحوار المفتوح دورا في تهدئة احتجاجات حركة السترات الصفراء.
وكتب أحد المتظاهرين على سترته الصفراء التي أصبحت رمز هؤلاء الفرنسيين الذين لم يعودوا قادرين على الانزلاق باتجاه الفقر ويدينون سياسة الرئيس إيمانويل ماكرون التي يرون أنها لا تفيد سوى الأغنياء، «فرنسي عنيد لا يقهر».

الناس لا تتحمّل

وقال أحد المحتجين كزافييه وهو ثلاثيني قدم من موزيل بشرق فرنسا ويعمل في قطاع البناء إن «الناس لم يعودوا قادرين على التحمّل»، لكنه أبدى بعض التحفظ على المواجهات بين الشرطة ومتظاهرين.
وأضاف «نحن نشتري أواني الطعام من (الجمعية الخيرية) أيموس»، في تلميح إلى الجدل الذي أثاره شراء قصر الإليزيه مجموعة من أواني الطعام بعشرات الآلاف من اليورو. وتابع «عليهم هم أيضا أن يبذلوا بعض الجهد».
ما كريستوف وهو طباخ من لوريان (غرب) شارك في التظاهرات كل سبت منذ بداية التعبئة، فأكد «لم نأتِ لنطلب خفض الرسم فقط بل ليشدوا هم أيضا الأحزمة. ما زال لديهم هامش».
وعبّر كزافييه عن غضبه من عنف بعض المتظاهرين. وقال بينما كانت قطع زجاج تتناثر إن «العنف مشين. إذا رغبوا فيه فسنرحل. أنا أب لولدين في نهاية الأمر». وأكد انتوني (23 عاما) «ليخربوا المصارف والشركات متعددة الجنسيات، لا يهمني، لكن ليس المتاجر الصغيرة ومحلات الأفراد، فهذا غباء». وقالت صديقته إنها تشعر بخيبة أمل من الذين جاؤوا «للتخريب فقط» لأنهم يجردون التحرك من مصداقيته.

سياسة غير عادلة

وصرّح رجل في السادسة والثلاثين من عمره يملك محلا تجاريا في بلدته بورج (وسط) «لسنا موافقين على العنف (...) لكننا نلاحظ مع الأسف أن الفلتان وحده هو الذي يدفع الحكومة إلى التفكير في سياستها غير العادلة التي تعمق التفاوت وتضر بكثيرين منا». وجاء هذا الرجل الذي رفض ذكر اسمه «للمطالبة بعدالة اجتماعية». وقد خط على سترته الصفراء على ظهره «ولى زمن الذين يمارسون القمع».
وهذا ما يطالب به أيضا في الشانزليزيه تيم فيتو (26 عاما) الذي حضر من ليون (وسط الشرق). وبعدما عمل عشر سنوات نادلا، أصبح الآن عاطلا عن العمل. وصرّح «أنا الآن على لائحة (بول انبلوا) الشركة الأولى للتوظيف في فرنسا»، موضحا أنه رفض وظائف بأجر يبلغ 1200 يورو شهريا. وهو مضطر للتخلي عن مسكنه مع صديقته.
وقال «سأعود إلى بيت أمي وكذلك صديقتي. عدنا مثلما كنا في السادسة عشرة من العمر. أمي أيضا منهكة. إنها تعمل ممرضة». وهتف «أهلا بكم في فرنسا». وتابع بأسف أن ما يملكه من مال يسمح له بتغطية نفقاته «لأربعة أشهر». وقال «أريد أن أنجب أبناء. كيف يمكنني أن أحقق ذلك في هذا الوضع؟».