بـارقـة أمـل في مفاوضات السويد حول اليمن

الحدث الأربعاء ١٢/ديسمبر/٢٠١٨ ٠٤:٣٩ ص
بـارقـة أمـل في مفاوضات السويد حول اليمن

عواصم - - وكالات

أكدت مصادر صحفية تبادل وفدا الحكومة اليمنية وجماعة أنصار الله كشوفات الأسرى والمعتقلين، وذلك في إطار المفاوضات اليمنية التي تستضيفها السويد. وقدّم الوفد الحكومي كشوفات بثمانية آلاف ومئتي اسم، في حين قدّم الانقلابيون كشوفات بسبعة آلاف اسم.

ويقضي الاتفاق أن يتم تبادل الإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين خلال 45 يوماً من تبادل الكشوفات بأسمائهم.
والاثنين، أكد المبعوث الدولي لليمن، مارتن جريفثس، في مؤتمر صحفي بالسويد، أن إعلان اتفاق وتفاصيل تبادل الأسرى -الذي تم توقيعه سابقاً- سيتم خلال اليومين المقبلين.
وأضاف «نحاول تقريب الهوة بين الوفدين حتى نستطيع اختتام هذه المحادثات خلال الأيام القليلة المقبلة».
وتابع: «ناقشنا بالتفصيل بنود اتفاقيات محتملة بين وفدي المشاورات، ونرغب أن تكون الدورة الحالية من المشاورات حاسمة». وكشف عن «مفاوضات لخفض التصعيد في الحديدة وتعز»، موضحاً أن «الأمم المتحدة يمكن أن تساعد من خلال مراقبين». وتابع: «سننشر كل ما ناقشناه قبل مغادرتي السويد، وسأقدم إحاطة لاحقاً إلى مجلس الأمن». وقال: «إن المشاورات الجارية مفصلة وصعبة، وخاصة حول مطار صنعاء».

أرقام صادمة

من جانب آخر، وعلى صعيد الوضع الإنساني، أعلنت الأمم المتحدة أنّها بحاجة لخمسة بلايين دولار لتوفير المساعدات الإنسانية في 2019 لحوالي 20 مليون يمني، أي 70% من سكان البلد الغارق في حرب أهلية مدمّرة.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك إنّ المنظمة الدوليّة تحتاج كل عام لبليون دولار إضافي لتوفير المساعدات الإنسانية في اليمن.
وأضاف أنّه بمبادرة من السويد وسويسرا والأمم المتحدة سيُعقد مؤتمر للمانحين في جنيف في 26 فبراير، وقال لوكوك الذي زار اليمن مؤخراً «ليس لدينا وقف للقتال» على الأرض، حتى وإن بدا أنّ حدّة المعارك تراجعت، معرباً عن أمله في أن تتكلّل بالنجاح مفاوضات السلام الجارية برعاية الأمم المتّحدة في السويد بين طرفي النزاع اليمني.
واستنكر المسؤول الأممي مجدَّداً العراقيل التي تحول دون إيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها في اليمن، مشدِّداً على أنّه بالإضافة إلى هذه المساعدات فإنّ اليمن يحتاج إلى مساعدة للنهوض باقتصاده المتهاوي.
وأكّد لوكوك أنّ ميناء الحديدة المطلّ على البحر الأحمر والذي تجرى حوله مناقشات مكثّفة في السويد «دوره حاسم» في إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين. وفشلت حتى الآن كل المحاولات الرامية لإنهاء الحرب المستمرّة منذ أربع سنوات في اليمن، في حين أنّ الوضع الإنساني، الأسوأ في العالم، يزداد تفاقماً يوماً بعد يوم.

مأساة إنسانية

في السياق ذاته، قال رئيس مجلس الوزراء د.معين عبدالملك: «من المؤسف يأتي احتفال العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان هذا العام واليمن يعيش مأساة إنسانية»، وأضاف رئيس الوزراء في كلمته التي ألقاها، مساء أمس الأول الاثنين، في الحفل الخطابي الذي أقامته وزارة حقوق الإنسان بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ70 لليوم العالمي لحقوق الإنسان تحت شعار (الحق في السلام العادل المستدام) «إن الواقع المؤسف لمعاناة بلادنا لا تقتصر على تدمير الحاضر بل تطال المستقبل».
وشدد د.معين، على ضرورة العمل من أجل رد الاعتبار لمبادئ حقوق الإنسان وتعزيز مسار السلام على المستوى الوطني والإقليمي والدولي باعتباره ضرورة وحقيقية يجب أن يضطلع بها الجميع.. داعياً إلى أهمية تضافر الجهود وتكامل الأدوار من الجميع حكومة ومؤسسات وطنية ومنظمات المجتمع المدني والنساء والشباب ليتحقق الاستقرار والسلام.
ونوه بأن اليمن عرف مبادئ حقوق الإنسان قبل أي وثيقة دولية عبر إعلائه لقيم الخير والعدل وترسيخ مبادئ السلام والحوار والقبول بالآخر والانفتاح الواعي على العالم، مع حفاظه على قيمه الأصيلة ومبادئ دينه الحنيف منذ الأزل التي نحن بحاجة إليها اليوم لنُعيد لليمن مجده، ونصون به الكرامة الإنسانية، ونحقق من خلاله احترامنا الشامل لحقوق الإنسان.
وأشاد رئيس الوزراء اليمني في ختام كلمته بتضحيات النساء في اليمن واللاتي كن دوما رمزاً للبذل والعطاء والتضحية ومثالاً لتحمّل المشقات.. لافتاً إلى إدراكه أن أي مجتمع لا يعطي المرأة مكانتها التي تستحق، سيبقى محصورا في دائرة العنف، مأسوراً للماضي مستسلماً للخرافة لتفقد المرأة بذلك نصفها الأخر المكمل للحقوق في كل جوانب الحياة.
من جانبه، أكد وزير حقوق الإنسان محمد عسكر، أن المعنى الحقيقي لحقوق الإنسان هو الانتصار لكينونة الإنسان وكرامته وحريته وحقه بحياة لائقة بعيدة عن العوز والفقر، وهو المعنى المتوافق عليه من قبل أغلبية الدول أعضاء الأمم المتحدة.
وأكد عسكر أن السلام التي تنشده وزارة حقوق الإنسان وتسعى له هو ذلك الذي لا يفرط بالحقوق، ويقوم على مبدأ إنصاف الضحايا وعدم إفلات المجرمين من العقاب، والمبني على المرجعيات الثلاث.. مؤكداً أن وزارته ستلاحق المجرمين المتورطين بجرائم حرب أمام المحاكم الوطنية والدولية، وأن جرائمهم لا تسقط بالتقادم.
وشدد على أن مقايضة السلام مقابل التنازل عن مبدأ أصيل من مبادئ سيادة القانون وحماية حقوق الإنسان، وهو حق عدم الإفلات من العقاب يضع الدبلوماسية الأممية والمؤسسات الدولية أمام مسئولية أخلاقية كبيرة.. مؤكداً أن أول خطوات حماية حقوق الإنسان هي إعادة بناء مؤسسات الدولة باعتبارها خط الحماية الأول. وجدد عسكر التأكيد على أن وزارته ستستمر في بذل الجهود المتواصلة لنشر ثقافة حقوق الإنسان، وستسعى في الحاضر والمستقبل على تدريب العاملين بأجهزة الدولة المعنية للارتقاء بأدائهم في إنفاذ الحقوق وحمايتها وفقا للالتزامات الوطنية والمعاهدات الدولية الموقع عليها من قبل بلادنا بعيدا عن التسييس أو المعايير المزدوجة.
وفي ختام الحفل، كرّم رئيس الوزراء بعض الشخصيات الاجتماعية من ذوي الاحتياجات الخاصة لما بذلوه من جهود ملموسة في حماية وتعزيز حقوق الإنسان في اليمن.