برنامج بناء المستقبل

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٦/ديسمبر/٢٠١٨ ٠٤:٤٠ ص
برنامج بناء المستقبل

علي بن راشد المطاعني

بمباركة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- يمضي البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب لتحقيق الأهداف التي رسمت من أجل تعزيز كفاءات الشباب العُماني في توجهات وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، والإسهام في بناء مجتمع بسواعد الشباب قادر على إنتاج وابتكار المعرفة ‏وتوطينها وبما يعضد من رفاه المجتمع والمساهمة في إيجاد قاعدة من الشباب القادر على المشاركة بفاعلية في ازدهار اقتصاد المستقبل، ويوما بعد آخر يتضح مسار البرنامج الهادف لبناء مجتمع من الكوادر الوطنية الشابة القادرة علما وعبقرية على اغتنام الفرص والسوانح في إطار زخم الثورة الصناعية الرابعة والاستفادة منها، من خلال أفكار إبداعية هائلة صُممت بعناية من قبل فريق عمل البرنامج بديوان البلاط السلطاني لتمكين الشباب العُماني وتزويدهم بالقيم والمهارات والمعارف التي تساعدهم على الولوج إلى رحاب المستقبل بثقة عالية وكفاءة أكبر.

لقد جاء تجسيد البرنامج كواقع على الأرض استلهاما للنطق السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد- حفظه الله ورعاه- في أحد خطاباته السامية عندما قال: (دوركم الآن أيها الشباب هو إعداد أنفسكم تعليما وتثقيفا وسلوكا واسترشادا لتحمل مسؤوليات المستقبل).

فهذا البرنامج يعبر تعبيرا ميدانيا وعمليا عن هذه الرؤية المتقدمة في نظرة جلالته لدور الشباب في نهضة الأمم والشعوب، ويعكس الرعاية والاهتمام بالشباب الذي يحظى بالرعاية السامية في كل الميادين.

لقد اطلعت على الكثير من الأفكار الإبداعية التي قدمها الشباب في سباق الأفكار التقنية في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض في تجمع لـ600 مشاركة من خيرة أبناء الوطن وعباقرته، تسابقوا بشرف في تقديم الأفضل والأروع من البرامج والتطبيقات التي تُسرع من وتيرة الحياة وتوجد حلولا تقنية للكثير من المشكلات وتسهل سبل الحياة وتبلور (سمارت لايف) كما يقال في مارثون بديع لاختيار أفضل 100 فكرة مشاركة.

مما يثلج صدورنا جميعا أن تشاهد الحماس لدي الشباب في السباق التقني لمواكبة التطورات المتسارعة في كنف الثورة الصناعية الرابعة ، والتفاعل مع التكنولوجيا بكفاءة عالية، فالكل جاء ليقدم أفضل ما في جعبته من ابتكارات تقنية مطوعين التكنولوجيا لخدمة المجتمع وتسهيل انسياب التعاملات.

فالكثير من الأفكار الإبداعية من شأنها أن تقدم حلولا عملية في العديد من الجوانب التعليمية والسياحية والصناعية والخدمات العامة، وحتى الصيانة المنزلية واستقدام عاملات المنازل شملتها التطبيقات القادرة على اختصار الوقت والجهد.

إذن فإن اقتصاد المستقبل يبدأ من هنا، من حيث الأفكار الإبداعية الخلاقة الهادفة إلى الاستفادة من الثورة المعلوماتية وتطويعها لخدمة اقتصاد الوطن.

لقد أوقد البرنامج شعلة الأفكار لدى الشباب بشكل غير مسبوق وبدعم غير محدود من جلالته- حفظه الله ورعاه، للأخذ بأيدي أبناء عُمان إلى منصات المستقبل من خلال حفزهم للتسجيل في البرنامج وخوض غمار التنافس، ومن ثم اختيار الأفضل لتأهيلهم في أرقى الجامعات والكليات، فهكذا تصنع الكفاءات في مجال التطبيقات، وبالتعاون مع شركاء محليين ودوليين.

إن اختيار مائة مشروع من المشروعات المتسابقة لتحظي بالاهتمام والرعاية لإطلاقها كمشاريع قابلة للتطبيق خطوة مهمة لتشجيع الإبداع والابتكار لدى الشباب العُماني وتسهم في إثراء الاقتصاد بمشروعات تقنية رائعة تقدم حلولا عملية للعديد من القضايا والمشكلات وتمهد الطريق لحياة أفضل وأرغد.

نأمل أن يكلل هذا البرنامج الوطني بالتوفيق والنجاح والفلاح، ذلك أن الوطن يعلق عليه الآمال العراض في إيجاد علماء عُمانيين لا يقودون الوطن فحسب بل يسهمون بعلمهم في جعل حياة البشرية جميعها أرغد وأسعد.