مركز الدراسات العمانية يقود مشروعاً بحثياً يستقصي الأمر.. حقيقة وعي العمانيين بأعلام عُمان

مزاج الاثنين ١٧/ديسمبر/٢٠١٨ ٢٣:٤٤ م
مركز الدراسات العمانية يقود مشروعاً بحثياً يستقصي الأمر.. حقيقة وعي العمانيين بأعلام عُمان

مسقط - خاص
يقود مدير مركز الدراسات العمانية في جامعة السلطان قابوس د.أحمد بن حمد الربعاني، مع مجموعة من الأكاديميين من الجامعة، مشروعا بحثيا يسعى لاستقصاء «مستوى وعي العمانيين بأعلام عمان عبر التاريخ ودور مؤسسات التوعية المختلفة في تعزيز ذاكرة عمان التاريخية لديهم».

فكرة هذا المشروع وهدفه وأهميته اليوم في ظل المتغيّرات التي تحيط بنا نتعرّف عليها من خلال لقائنا مع د.أحمد الربعاني. وإليكم التفاصيل.

في البداية حدّثنا دكتــور عن الفـكـرة التي انبثق منها هذا المشروع البحثي؟

يعد تعزيز الوعي المجتمعي بالمنجزات الحضارية والأعلام الذين ساهموا فيها إحدى دعائم تنشئة الأجيال لبناء أمة معتزة بماضيها صانعة لحاضرها، لذلك تحرص الأنظمة السياسية في جميع دول العالم على تعزيز الذاكرة التاريخية للأفراد عبر مؤسساتها المختلفة ووسائل إعلامها من أجل الحفاظ على المكتسبات الحضارية واستدامتها جيلا بعد جيل. من هذا المنطلق، جاءت فكرة هذا المشروع البحثي الذي يسعى لاستقصاء «مستوى وعي العمانيين بأعلام عمان عبر التاريخ ودور مؤسسات التوعية المختلفة في تعزيز ذاكرة عمان التاريخية لديهم»، حيث تزخر عمان برصيد حضاري من العلماء والفقهاء والقضاة والمفكرين والساسة والمصلحين والأدباء والرواد في التجارة والصناعة وارتياد البحر وعلومه والقادة العسكرين والأطباء الذين ذاع صيتهم لإنجازاتهم التي تجاوزت نطاقها المحلي إلى العالمي، فالمتتبع للتاريخ العماني يلاحظ أنه لا تكاد تخلو منطقة أو حقبة زمنية من الأعلام الذين برزوا وكان لهم دور في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية، والمتفحص للكتب التاريخية التي تحفل بها المكتبات المحلية والعالمية يجد أن سير هؤلاء الأعلام تحظى بكثير من الاهتمام من قِبل الباحثين والمهتمين ورواد الفكر.

هل تحتم الظروف والمعطيات الحالية المزيد من العناية بتعزيز الوعي المجتمعي بهؤلاء الأعلام؟

بالطبع، حيث يُشكّل تعزيز الوعي المجتمعي بهؤلاء الأعلام أمرًا ضروريًا، وواجبًا وطنيًا لتقدير إنجازاتهم والسير على نهجهم في النهوض بوطنهم، الأمر الذي يحتم على المتخصصين والمهتمين بهذا الجانب إعطاء المزيد من العناية بهذا الجانب حتى لا ينشأ جيل منسلخ عن تاريخه والأعلام الذين سطروا صفحات المجد لاسيما في ظل عصر العولمة والمتغيّرات السياسية وإرهاصاتها الفكرية والثقافية التي باتت تؤثر في تشكيل الهوية الوطنية، وهذا ما يُلقي مسؤولية جمة على كافة الجهات والمؤسسات المعنية بتعزيز الذاكرة التاريخية لدى أفراد المجتمع العماني عبر المؤسسات التعليمية والوسائل الإعلامية المختلفة والفعاليات الوطنية، والأنشطة الأخرى.

وما هي الاهتمامات المنصبة حاليًا في هذا الجانب؟

لقد حرصت سلطنة عُمان منذ فجر النهضة المباركة على جعل تراثها الحضاري الضارب في أعماق التاريخ حاضرًا في ذاكرة العمانيين عبر شتى الوسائل من خلال العناية بالتراث المادي واللامادي عبر جمعه وترميمه وتحقيقه وإبرازه للمجتمع، إلا أن مسألة الوعي به تبقى بالغة الأهمية، فالوعي بالتاريخ وأعلامه يمثل عنصرًا مهمًا في تشكيل شخصية الفرد وهويته الوطنية ويوجه سلوكه نحو الحفاظ على المكتسبات التاريخية والإحساس بالقيمة المعنوية والمادية لتلك المكتسبات ويدرك ما تتعرّض له من مخاطر، ويدفعه إلى التفكير في الآليات التي تعمل على استدامة تلك المكتسبات، وتحفز الباحثين والمهتمين على دراسة هؤلاء الأعلام.

ما هي النتائج المأمولة من هذا المشروع البحثي؟

إن استقصاء فعالية الوسائل المختلفة في تعزيز الوعي المجتمعي بالأعلام العمانيين يعد أمرًا ضروريًا لضمان تنشئة أجيال مدركة لماضيها التليد والدور الكبير الذي لعبه الأعلام العمانيون في صناعة التاريخ العماني الذي ما زال صداه يتردد في كافة أصقاع العالم، ويستهوي الباحثين والكتّاب، كما أن إجراء تقييمات مستمرة لمستوى الوعي بالأعلام بين حين وآخر أمر مهم جدا تفرضه التحولات الثقافية المستمرة التي باتت تفرض نفسها بقوة على تنشئة الأجيال وارتباطهم بماضيهم، فالمجتمع العماني مجتمع فتي قادر على لعب دور بارز في الحفاظ على الذاكرة التاريخية العمانية واستدامتها والسير على طريق الإنجازات التي حققها الأعلام العمانيون عبر الحقب التاريخية المختلفة. ويؤمل من هذا المشروع إعطاء صورة متكاملة لواقع وعي العمانيين بالأعلام العمانيين فمعرفة الواقع يمكننا من رسم السياسات المستقبلية في مجال الحفاظ على الذاكرة التاريخية العمانية لدى أبناء هذا الوطن، كما يعين على فهم المتغيّرات والعوامل التي أسهمت في هذا رسم هذا الواقع سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية وبالتالي التفكير في الآليات التي تساهم في الحد من التأثيرات السلبية لهذه المتغيّرات والعوامل على الذاكرة التاريخية العمانية وتوظيف كافة الأدوات والوسائل المتاحة من أجل تنشئة أجيال تصنع حاضرها وقادرة على الحفاظ على ماضيها وترويجه عالمياً، كما يؤمل أن يقدم لنا المشروع صورة واضحة عن دور كل وسيلة من وسائل التوعية في تعزيز الذاكرة التاريخية للأعلام العمانيين من أجل معرفة جوانب القوة والضعف في كل منها بما يساعد على تطوير دورها بما يحقق التكامل بين هذه الوسائل لخدمة حاضر وماضي هذا الوطن الضارب بجذوره في أعماق التاريخ.

ما الفئات المستهدفة من هذا المشروع؟

يسعى هذا المشروع للتعرّف على مستوى وعي المجتمع العماني بالأعلام العمانيين بفئاته المختلفة حيث رُوعي في اختيار العيّنة أن تشمل المستويات العمرية المختلفة (16 - 70)، والمستويات التعليمية للطلبة (التعليم ما قبل الجامعي والجامعي)، والمؤهلات العلمية (الدبلوم العام، الدبلوم المهني، البكالوريوس، الماجستير والدكتوراه)، العاملين في القطاعين العام والخاص، والباحثين عن عمل. حيث ستغطي عيّنة الدراسة 4500 مواطن ومواطنة من كافة محافظات السلطنة.

من هم الأعلام المستهدفون من هذه الدراسة؟

لا يكاد تخلو محافظة في سلطنة عُمان من وجود أعلام ذاع صيتهم في مجال معيّن، ومن هنا حرص المشروع على اختيار الأعلام من كافة محافظات السلطنة الذين برزوا في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأدبية، والعلمية والدينية والصناعات، والتجارة والملاحة البحرية.

من هم أعضاء الفريق البحثي؟

• د.أحمد بن حمد الربعاني، الباحث الرئيسي في المشروع البحثي، أستاذ مشارك مناهج وطرق تدريس الدراسات الاجتماعية، حاصل على الدكتوراه من جامعة ليدز 2002 المملكة المتحدة أشرف على 100 رسالة ماجستير كمشرف رئيسي وثانٍ، وعلى 5 طلاب دكتوراه، وناقش وترأس مناقشة 65 رسالة ماجستير، ونشر 34 بحثا علميا في مجلات علمية محكمة، شارك بـ23 ورقة علمية في مؤتمرات وندوات علمية دولية، يدرس مقررات البكالوريوس، والماجستير ودبلوم التأهيل، شارك في العديد من اللجان على مستوى القسم والكلية والجامعة ومركز الدراسات العمانية والجهات الحكومية، شارك في عدد من البحوث الممولة والاستشارات العلمية.

• د.محسن بن ناصر السالمي، أستاذ مساعد مناهج وطرق تدريس التربية الإسلامية، قسم المناهج والتدريس - كلية التربية، حاصل على الدكتوراه 2002 من جامعة ادنبرة - المملكة المتحدة، ترأس قسم المناهج والتدريس - 2014 - 2017، درس عددا من المقررات الدراسية في مرحلة البكالوريوس ودبلوم التأهيل التربوي والماجستير، أشرف على 47 طالب ماجستير، نشر 10 بحوث علمية في مجلات علمية محكمة، وشارك بـ12 ورقة علمية في مؤتمرات وندوات علمية. شارك في تأليف مناهج التربية الإسلامية في وزارة التربية والتعليم، ترأس العديد من اللجان على مستوى القسم والكلية، قدّم العديد من المحاضرات والورش التدريبية داخل وخارج الجامعة، ونشر عددا من المقالات الصحفية.
• د.محمد بن سعيد الغافري، أستاذ مساعد مناهج وطرق تدريس الرياضيات، حاصل على الدكتوراه من جامعة ساوثهامبتون بالمملكة المتحدة في العام 2002، نائب رئيس قسم المناهج والتدريس من 2015 - 2018، أشرف على 60 رسالة ماجستير، و4 طلاب دكتوراه، نشر 9 بحوث علمية، شارك في (10) مؤتمرات، ومن أنشطته في البحوث الممولة: عضو في بحث استراتيجي من المكرمة السامية، وعضو في بحث مع جامعة الإمارات، وعضو في بحث ممول داخلي من جامعة السلطان قابوس. كما شارك في العديد من اللجان على مستوى القسم والكلية والمؤسسات الوطنية.
• د.سليمان بن علي الشعيلي، أستاذ مشارك (التفسير وعلوم القرآن) قسم العلوم الإسلامية - كلية التربية، حاصل على الدكتوراه: جامعة ادنبرة 2001 المملكة المتحدة، وعمل رئيس قسم العلوم الإسلامية من 2003 - 2008، حصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير، أشرف وناقش 15 طالب وطالبة ماجستير، كما شارك في العديد من اللجان على مستوى القسم والكلية والمؤسسات خارج الجامعة، وقدّم العديد من المحاضرات والورش العامة، ونشر 10 بحوث في مجلات محكمة وشارك في 8 مؤتمرات علمية.
• د.حمد بن سليمان السالمي، أستاذ مساعد مناهج وطرق تدريس الدراسات الاجتماعية - قسم المناهج والتدريس كلية التربية، حاصل على الدكتوراه من جامعة بتسبرج عام 1996 من الولايات المتحدة الأمريكية، عمل كنائب لرئيس جامعة السلطان قابوس 2001- 2006، عمل كنائب لرئيس جامعة السلطان قابوس للشؤون الإدارية والمالية من 2006 - 2016، عمل كمساعد للعميد للدراسات العليا والبحث العلمي من 2000 - 2001، نشر 12 بحثا علميا في مجلات محكمة، وشارك في 9 مؤتمرات علمية، وترأس العديد من اللجان على مستوى جامعة السلطان قابوس، وكلية التربية وقسم المناهج والجهات الحكومية.