حكومة مغلقة

الحدث الأحد ٢٣/ديسمبر/٢٠١٨ ٠٣:٥٣ ص
حكومة مغلقة

واشنطن-وكالات

أغلقت العديد من الإدارات الفيدرالية في الولايات المتحدة في وقت مبكر من السبت بعد إرجاء الكونغرس مداولاته بشأن مشروع قانون الاتفاق وتلبية طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحصول على أموال لبناء جدار على الحدود. وتوقفت عمليات العديد من الوكالات الأساسية عند الساعة 00,01 (05,01 بتوقيت غرينيتش) من السبت على الرغم من المفاوضات التي استمرت في مبنى الكونغرس بين مسؤولي البيت الأبيض وقادة الكتل البرلمانية.

ولم يتّضح بعد إلى متى سيستمر هذا الإغلاق لكنّ المؤشّرات بدت غير مطمئنة الجمعة، ما ينذر باحتمال أن يمضي الأمريكيون عطلتي الميلاد ورأس السنة محرومين من خدمات حكومية رئيسية.

والأمريكيون معتادون على هذه المواجهة المرتبطة بالميزانية التي تؤدي إلى إغلاق الخدمات التي تعتبر «غير أساسية» في الحكومة الفدرالية، وتحرم بذلك من التمويل والرؤية. وبقدر ما تطول فترة الإغلاق، تكون النتائج قاسية.

آخر إغلاق

يعود آخر «إغلاق» لإدارات فيدرالية في الولايات المتحدة إلى يناير 2018 وكان الأول في عهد إدارة ترامب. وقد استمر ثلاثة أيام. قبل ذلك أغلقت الإدارات غير الأساسية في أكتوبر 2013 وكانت الفترة الأطول إذ استمرت 16 يوما، وإن كانت لا تقاس بالإغلاق الذي استمر 21 يوما في 1995-1996. هذه المرة، أكد ترامب أنه مستعد لتوقف «طويل جدا» ليحصل على تمويل لجدار يعتبره محور سياسته في مجال الهجرة. وقد وضع على حسابه على تويتر مساء الجمعة تسجيل فيديو يقول فيه إنه يأمل «ألا يستمر هذا الإغلاق لفترة طويلة».

موازنات مسبقة
ولدى 75 بالمئة من الإدارات الفدرالية ميزانية تمت الموافقة عليها منذ أشهر ولن تتأثر بالإغلاق، لكن العكس ينطبق على عدد من الوزارات المهمة مثل الأمن الداخلي والعدل والتجارة والنقل والسكن والخزانة، وكذلك وزارة الداخلية التي تدير المحميات الوطنية التي يتوجه إليها عدد كبير من الزوار خلال فترة الأعياد. واستنادا إلى «الإغلاق» الذي حدث في يناير بسبب خلاف حول سياسة الهجرة أيضا، سيبقى الجزء الأكبر من هذه المحميات مفتوحا على الرغم من توقف ثمانين بالمئة من موظفي «إدارة المحميات الوطنية» عن العمل في بطالة تقنية.

وهذا ينعكس على أرض الواقع إغلاقا للعديد من الخدمات في هذه المناطق أمام الزوار مثل المحلات التجارية والمطاعم والمراحيض وغيرها. وقد لا يكون من الممكن دخول «تمثال الحرية». فقد بقي مغلقا ليومين في يناير قبل أن تعيد ولاية نيويورك فتحه بتمويل عملياته من ميزانيتها - 65 ألف دولار سنويا - وأكدت متاحف «سميثونيان» في واشنطن أنها ستبقى مفتوحة حتى الأول من يناير. وقدر البرلمانيون الديموقراطيون بأكثر من 800 ألف موظف فدرالي عدد الذين سيتأثرون بهذا «الإغلاق» من أصل 2,1 مليون موظف. وسيصبح نحو 380 ألف شخص في «بطالة تقنية» بينهم 95 بالمئة من موظفي وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) ووزارة السكن، و52 ألف موظف من إدارات الضرائب.
ويفترض أن يواصل حوالي 420 ألف موظف آخرين في الإدارات التي تعد أساسية، العمل بدون أن يتلقوا أجورا فورا حسب الديموقراطيين. وبين هؤلاء، 150 ألف موظف في وزارة الأمن الداخلي التي تشرف على شرطة الحدود والنقل، وأكثر من أربعين ألف موظف في مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) ووكالة مكافحة المخدرات وإدارة السجون.

خلاف مع الكونغرس
وأرجأ مجلس النواب الأمريكي إلى امس السبت مداولاته بشأن مشروع قانون إنفاق قصير الأجل يحول دون إغلاق عشرات الإدارات الفدرالية، ما يعني أنّ إغلاق هذه الإدارات بات أمراً لا مفرّ منه اعتباراً من منتصف ليل الجمعة (05,00 ت غ السبت) بسبب الخلاف بين البيت الأبيض والكونغرس حول الجدار الحدودي. وللحؤول دون هذا «الإغلاق» كان يفترض بمجلسي النواب والشيوخ أن يتوصّلا مع البيت الأبيض إلى اتّفاق قبل منتصف الليل لرفع سقف الموازنة الفدرالية.

ولكنّ المفاوضات التي استمرت حتى اللحظات الأخيرة باءت بالفشل بسبب رفض المشرّعين الديموقراطيين الموافقة على تمويل بناء جدار على الحدود مع المكسيك يريد الرئيس دونالد ترامب تشييده لوقف الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتّحدة. وبسبب بلوغ عشرات الإدارات الفدرالية سقف الميزانية المحدّد لها وعدم إقرار قانون يرفع هذا السقف فإنّ هذه الإدارات لن تتمكّن من فتح أبوابها ، كما أنّ موظفيها، وهم بمئات الآلاف، سيضطرون لأخذ إجازة غير مدفوعة الأجر.
ووافق الديموقراطيون على رفع سقف الميزانية الفدرالية لفترة قصيرة ولكنّ ترامب اشترط في بادئ الأمر للتوقيع على أي مشروع قانون موازنة يقرّه الكونغرس أن يتضمّن مبلغ خمسة بلايين دولار مخصّصة لبناء الجدار الحدودي، قبل أن يعود الرئيس الجمهوري ويليّن موقفه مشترطاً أن يلحظ مشروع القانون مبلغاً مالياً كبيراً مخصّصاً لأمن الحدود.
والخميس أعلن ترامب أنّه لن يوقّع اقتراح القانون الذي طرحه حلفاؤه الجمهوريون في الكونغرس لتمويل الإدارات الفدرالية لغاية 8 فبراير بسبب عدم تضمّن هذا النصّ ما يكفي من الأموال لضمان أمن الحدود.

أرجأ رحلته
وكان مقرّراً أن يغادر ترامب واشنطن عصر الجمعة على متن الطائرة الرئاسية (إير فورس وان) لتمضية عطلة الأعياد في منتجع مارالاغو الذي يملكه في فلوريدا، لكنّه أرجأ رحلته لمتابعة تطورات قضية الميزانية.

وكتب ترامب في تغريدة نشرها على حسابه على تويتر بعيد ساعة تقريباً من إعلان مجلس النواب رفع جلسة التصويت إلى السبت «لقد ألغيت رحلتي على متن إير فورس وان إلى فلوريدا ريثما نعرف ما إذا كان الديموقراطيون سيساعدوننا في حماية الحدود الجنوبية للولايات المتّحدة».
وأتبع ترامب تغريدته بشريط فيديو نشره على حسابه على موقع تويتر وأعرب فيه عن أمله في «أن لا يستمرّ طويلاً» إغلاق الإدارات الفدرالية. ولم يتّضح بعد إلى متى سيستمر هذا الإغلاق لكنّ المؤشّرات بدت غير مطمئنة ، ما ينذر باحتمال أن يمضي الأمريكيون عطلتي الميلاد ورأس السنة محرومين من خدمات حكومية رئيسية. والجمعة أعلن أعضاء في مجلس الشيوخ للصحافيين أنّ مسؤولين في الكونغرس من كلا الحزبين تفاوضوا خلف الكواليس مع البيت الأبيض، وبالخصوص مع كل من مايك بنس نائب الرئيس، وجاريد كوشنر مستشار ترامب وصهره، وميك مولفيني الذي سيتولى منصب كبير موظفي البيت الأبيض بالوكالة.
من جهته قال السناتور الجمهوري جون كورنين لوكالة فرانس برس إنّ هذه المفاوضات تناولت بالخصوص مبلغ الـ1,6 مليار دولار المخصّص لتمويل أمن الحدود والمنصوص عليه في مقترح مجلس الشيوخ.