بعد 15 سنة كاملة.. أسرار جديدة عن عملية اعتقال صدام حسين

الحدث الأحد ٢٣/ديسمبر/٢٠١٨ ٢١:٤٣ م
بعد 15 سنة كاملة.. أسرار جديدة عن عملية اعتقال صدام حسين

خاص – ش
رغم مرور 15 عاما على عملية الفجر الأحمر، أو القبض على الرئيس العرافي الراحل صدام حسين في السرداب حيث كان يختبيء، على يد قوات التحالف الأمريكية في شهر ديسمبر 2003م، لاتزال الأسرار تتكشف تباعا حول أبعاد وخلفيات هذا الفجر المزعوم.
مجلة "Esquire" الأمريكية نشرت مؤخراً ملفا كاملا بمناسبة ذكرى إلقاء القبض على صدام حسين، كشف في طياته العديد من الأسرار الجديدة نسردها تباعا في سياق التقرير التالي:-

هذا ما حدث؟
نقطة التحول في عملية البحث التي استمرت أشهر دون جدوى حدثت خلال شهر يونيو 2003 ، عندما كشف اثنان من رجال الأعمال العراقيين عن تفاصيل مذهلة عن جهاز الأمن الرئاسي الذي هيمنت عليه نصف دستة من العوائل التي كانت شاهدة على رحلة صعود حسين وارتبطت مع قبيلته بعلاقات قربى ومصاهرة، ومع استمرار التحقيقات وتدفق المعلومات برز اسمان بعينهما، كان أولهما "حدّوشي" والآخر هو "محمد ابراهيم المسلط".

البحث عن حدّوشي والمسلط
تمّ شن غارة على مزرعة الأول، الواقعة في ضواحي تكريت، حيث كانت مفاجأة كبيرة بانتظار الجنود الذين اقتحموا الموقع، بعثورهم على حاوية حديدية مدفونة كانت تضم قرابة عشرة ملايين من الدولارات الأمريكية في رزم أحاطت بها أربطة مصرف "تشيس مانهاتن". لكن ذلك لم يكن كل شيء، أصابت الصدمة الجنود مع عثورهم على كميات كبيرة من المجوهرات الخاصة بزوجة صدام، ساجدة طلفاح، موزعة على نصف دستة من أكياس القمامة الممتلئة مدفونة في التربة، وكذلك العديد من الوثائق الشخصية المهمة.

وشاية طفل
في التاسع من شهر ديسمبر وبعد سلسلة من المداهمات، قادت وشاية من طفل في التاسعة من عمره إلى اجتماع لـ"الفدائيين" في الصحراء الواقعة غربي تكريت الى إلقاء القبض أخيراً على محمد ابراهيم المسلط. بعد ذلك، تمكّن المحقّقون من إقناعه بأن يقودهم الى موضع اختباء صدام حسين مقابل أن يتم إطلاق سراح أربعين من السجناء من أفراد عائلته، وهو ماحدث
بعدها مباشرة، صدرت الأوامر سريعاً بالمداهمة وشارك قرابة ألف جندي في الإعداد للعملية، التي سُمّيت بـ"الفجر الأحمر"، ومن ثم تنفيذها.
تم العثور أولاً على صاحب الأرض وشقيقه وهما من فريق حماية صدام، لكنهما رفضا الإفصاح عن مكانه، فتمت الاستعانة بالمسلط الذي كان مرعوباً، فأشار بقدمه إلى بقعة غارقة في الظلام. توجّه الجنود، المُجهّزون بمعدات الرؤية الليلية، إلى البقعة المذكورة وقاموا بإزالة التربة عن مدخل حفرة تم فتحها وتوجيه أضواء الأسلحة الى داخلها.
"عندما فتحنا الحفرة، بدأ صدام بالصراخ: لا تطلقوا النار، لا تطلقوا النار! صحت به بالعربية بأن يخرج، فرفع يديه عالياً وجذبته منهما الى الخارج"، وفق رواية المترجم العراقي المرافق المدعو بسمير، والذي تمكّن من التعرّف على صوت الرئيس السابق على الفور، فقد كان وأفراد عائلته من ضحاياه.
بدأ سمير بكيل الصفعات لصدام، فحال رجال القوات الخاصة بينهما وأبلغوه بألا يمسه بسوء، إذ نصّت الأوامر على وجوب الإبقاء عليه حياً"، حسب ما يذكر جوزيف فرد فيلمور، المترجم من فرقة المشاة الرابعة.