طبيب يجيب على أسئلة الشبيبة حول مرض السكري في المجتمع العماني

مزاج الاثنين ٢٤/ديسمبر/٢٠١٨ ٢١:٣٦ م
طبيب يجيب على أسئلة الشبيبة حول مرض السكري في المجتمع العماني

مسقط- زينب الهاشمية
كشف تقرير جديد مؤخراً صادر عن "كوليرز إنترناشونال" بعنوان "تأثير داء السكري على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" أنه من المتوقع ارتفاع أعداد المصابين بداء السكري في المنطقة إلى 82 مليون مصاب بزيادة قدرها 110% وذلك بحلول العام 2045 لتصبح في المرتبة الثانية عالمياً بعد إفريقيا التي من المتوقع أن تشهد زيادة في أعداد المصابين بنسبة 156% مما يؤثر بشكل كبير على معدل الوفيات.
ووفقا للتقرير، فإن هناك العديد من العوامل التي تساهم في انتشار داء "السكري" في منطقة الخليج والتي تشمل تغير نمط الأكل بسبب ارتفاع مستوى الدخل والانخراط في الحياة الحضرية.

**media[982017]**

وتعقيباً على هذا التقرير يقول رئيس قسم الأمراض غير المعدية بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة مسقط د.رياض بن مبارك السيابي: بداية أود الإشارة إلى أن مرض السكري يحدث عندما يكون الجسم غير قادر على التعامل مع سكر الجلوكوز في الدم مما يؤدي لتراكمه فوق المعدل الطبيعي الذي يحتاجه الجسم، وذلك أما نتيجة لنقص كلي أو جزئي في إفراز هرمون الإنسولين من عضو البنكرياس وهو المادة الفعالة المسؤولة عن تنظيم دخول السكر من الدورة الدموية إلى داخل خلايا الجسم حيث يتحوّل بعد ذلك إلى مصدر من مصادر الطاقة.

فتش عن السبب!
وحول أسباب ارتفاع أعداد المصابين بمرض السكري في مجتمعنا، يجيب الدكتور قائلا: يعزى الارتفاع المضطرد في أعداد المصابين بداء السكري في مجتمعنا إلى عدة أسباب لعل أهمها هو التغيير الكبير والمتسارع في نمط حياة الناس غير الصحي، حيث ازداد وبشكل ملحوظ ميل الكثير من الناس إلى الاعتماد على تناول الوجبات الغذائية السريعة والأغذية الغير صحية والتي تتسبب في حدوث ارتفاع كبير في مستوى سكر الدم. كما أن قلة ممارسة النشاط البدني المنتظم وانتشار ثقافة الخمول البدني يعد أحد أسباب ارتفاع نسب الإصابة بالسكري. وأشير هنا إلى إن التدخين يعد من عوامل الخطورة المسببة لهذا الداء الخطير في مضاعفاته وتبعاته.
وتجدر الإشارة إلى أن انتشار السمنة له دور كبير في رفع نسبة المصابين بداء السكري أيضا.
ويضيف قائلا: كما نود التذكير بأن هناك عوامل وراثية قد تكون لها أثر في جعل البعض عرضه للإصابة بمرض السكري أكثر من غيرهم، حيث إنّ وجود أقارب مصابين بالمرض يزيد احتمالية نسبة الإصابة به.
ومن المعلوم بأن التوتر والإجهاد البدني والذهني المستمر أحد عوامل الخطورة المسببة لداء السكري.
ومتى ما كان الشخص مصابا بأمراض مزمنة أخرى كمرض ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكولسترول الضار فإن ذلك يشكل عاملا مهما لإصابته بداء السكري.
وفي بعض الحالات النادرة التي يصاب فيها البنكرياس بأمراض مختلفة كالالتهابات وغيرها قد ينتج عنه أيضا إصابة الشخص بمشاكل عدة لعل منها ارتفاع سكري الدم وإصابته بداء السكري.

إدمان الوجبات السريعة ونسيان الرياضة!
لكن. ماذا عن العمانيين؟ هل يؤدي تغير نمط الحياة والنظام الغذائي لدى العمانيين إلى الإصابة بالسكري؟
يجيب د.رياض قائلا: نحن في السلطنة لسنا بمعزل عن بقية العالم، حيث إن نمط الحياة اليومي للأفراد العمانيين طرأ عليه الكثير من التغيير على مر الأيام نتيجة لعوامل المدنية الحديثة، حيث يلاحظ انتشار ثقافة تناول الوجبات السريعة وغير الصحية واتساع نطاقها وسهولة الوصول والحصول عليها نتيجة ظروف الحياة اليومية المختلفة. كما أن بروز ظاهرة عدم الاهتمام بممارسة الأنشطة الرياضية المنتظمة له دور رئيس في انتشار داء السكري أيضا.
ونشير إلى نقطة مهمة قد تغيب عن البعض وهي أن التدخين بشتى أنواعه يشكل عامل خطورة رئيس في هذا الصدد.

إحصائيات وطنية
وعن الفئة العمرية الأكثر إصابة بالسكري في عمان يقول د. رياض: يصيب مرض السكري جميع الأفراد بمختلف الأعمار فلا يميز هذا الداء بين صغير ولا كبير، ومتى ما توفرت الأسباب وعوامل الخطورة المسببة للمرض فلا شك بأن الإصابة تكون ممكنة.
و تشير الإحصائيات أن معدل انتشار المرض بين أفراد المجتمع العماني البالغين تصل إلى حوالي 15.7% غالبيتهم من الفئة العمرية الفتية المنتجة.
كما أن معدل انتشار الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم يصل إلى حوالي 33.3 %.

نصائح للوقاية
وينصح د. رياض ببعض أهم طرق الوقاية من الإصابة بداء السكري هي تجنب الإصابة بعوامل الخطورة المسببة للمرض، وكما أسلفنا يجب على الإفراد الحفاظ على تناول وجبات غذائية صحية تشمل على جميع المجموعات الغذائية الرئيسية مثل الخضروات والفواكه والحبوب والابتعاد عن التركيز على الأغذية التي تحتوي على سعرات حرارية عالية ترفع من مستوى سكر الدم ولا تكسب الجسم أية فائدة غذائية.
كما ينصح الجميع بالاهتمام بممارسة الأنشطة البدنية والرياضية بشكل منتظم والاهتمام بعلاج السمنة إن وجدت والابتعاد أو الإقلاع عن التدخين وحتى التدخين السلبي وأقصد هنا مجالسة المدخنين أو المكوث في أماكن التدخين بشكل مستمر ودائم.
وأود التنويه بأن الابتعاد عن الإجهاد البدني والذهني المستمر والتوتر وعدم أخذ قسط كاف من الراحة والنوم لها أثر كبير في تجنب العديد من المشاكل الصحية لعمل من أهمها مرض السكري.