ترامب يصرّ على إغلاق الحكومة الأمريكية

الحدث الأحد ٣٠/ديسمبر/٢٠١٨ ٠٤:٤٦ ص
ترامب يصرّ على إغلاق الحكومة الأمريكية

واشنطن - أ ف ب

هدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة بإغلاق الحدود بين الولايات المتّحدة والمكسيك إذا تمسّك الديمقراطيون في الكونجرس برفضهم تمويل جدار حدودي، وهو خلاف تسبّب بإغلاق جزئي للحكومة الفيدرالية منذ 22 ديسمبر الذي يتوقع أن يستمر حتى مطلع 2019. وكتب ترامب في تغريدة على تويتر «سنضطر لإغلاق الحدود الجنوبية بالكامل إذا لم يوافق الديمقراطيون المعطّلون على إعطائنا المال لإنجاز الجدار».

وأوضح الرئيس الجمهوري في سلسلة تغريدات أنّه إذا اضطر لإغلاق الحدود الجنوبية لبلاده فهذا الإجراء سيكون «مفيداً» بكل الأحوال لأنّ «الولايات المتّحدة تخسر أموالاً طائلة بتجارتها مع المكسيك في ظلّ اتفاقية نافتا، أكثر من 75 بليون دولار سنويا (من دون احتساب أموال المخدّرات التي قد تبلغ أضعاف هذا المبلغ)». وكان ترامب نجح في أن يفرض على المكسيك وكندا إعادة التفاوض على اتفاقيّة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) التي طبّقت بين الدول الثلاث طوال 24 عاماً. وكرّر ترامب تهديده بإغلاق الحدود في تغريدة أخرى قال فيها «إمّا أن نبني الجدار أو نغلق الحدود الجنوبية».
وسبق أن هدّد الرئيس الأمريكي في نوفمبر بإغلاق الحدود مع المكسيك لمكافحة الهجرة غير القانونية. وفضّل الرئيس المكسيكي أندريه مانويل لوبيز أوبرادور الجمعة عدم التعليق على التهديدات الجديدة. وقال خلال مؤتمر صحفي «لا نعتبر أنه علينا التدخّل في هذا النقاش».
وفي سلسلة تغريدات أكّد ترامب أنه مستعد «لإلغاء كل المساعدات» إلى الهندوراس وغواتيمالا والسلفادور التي تعاني من الفقر والإجرام من حيث يأتي عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة.

مأزق

وجعل الرئيس الجمهوري من مكافحة الهجرة غير القانونية إحدى أولوياته، مع بناء جدار على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة لوقف الهجرة السريّة وتهريب المخدرات.
لكنه دخل في صراع مع أعضاء الكونجرس الديمقراطيين ما أدّى إلى مأزق، مع تمسّك كل طرف بموقفه، حيث يرفض الديمقراطيون تخصيص خمسة بلايين دولار يطالب بها ترامب لبناء الجدار، فيما يصرّ الرئيس على أنّه لن يوقّع الميزانية لتمويل الحكومة إلّا إذا حصل على تمويل للجدار. وصباح الجمعة أعلن ميك مولفاني المسؤول الجديد لمكتب دونالد ترامب لقناة «فوكس نيوز» أن «الديمقراطيين علقوا بكل بساطة النقاشات».
في المقابل يتهم الديمقراطيون البيت الأبيض بتقديم مطالب متقلبة تجعل أي مفاوضات مستحيلة.
وباتت الكرة في ملعب مجلس الشيوخ حيث عهد زعيم الغالبية الديمقراطية ميتش ماكونيل بالمفاوضات إلى الديمقراطيين والبيت الأبيض.
ولا يملك الجمهوريون سوى 51 مقعداً في مجلس الشيوخ، في حين يتطلّب إقرار النصّ ستين صوتاً. واعتباراً من يناير، تنتقل الغالبية في مجلس النواب إلى الديمقراطيين.

«أوقات صعبة»

حتى وإن كان الإغلاق جزئيا ويطال 25 % من الوزارات والإدارات الفيدرالية أصبحت عواقبه ملموسة. وسيتقاضى الموظفون الفيدراليون مستحقاتهم بعد إعادة عمل الحكومة لكن في الأثناء يخشى البعض من التخلف في تسديد فواتيرهم. ولمساعدتهم نشر المكتب المكلف الموارد البشرية في الحكومة الفيدرالية على الإنترنت أمثلة لرسائل للتفاوض حول تأجيل الدفعات. وورد في إحداها «انخفض مدخولي وأصبحت عاجزا عن تسديد فواتيري الشهرية كاملة. أقدر تفهمكم في هذه الأوقات الصعبة».
لكن المتعاقدين لا سيما الموظفين المكلفين التنظيف وقاعات الطعام والحراس الأمنيين فسيخسرون ببساطة أجورهم خلال أيام الإغلاق. في قلب واشنطن تكدست النفايات الجمعة في موقع تابع لوزارة تأثرت بالإغلاق. وأعلنت متاحف سميثونيان وحديقة الحيوانات أنها ستغلق أبوابها اعتبارا من الثاني من يناير إذا استمر الإغلاق.
وهذا الإغلاق هو الثالث هذا العام بعد يناير (ثلاثة أيام) وفبراير (بضع ساعات). وكان الإغلاق الذي سبقه في أكتوبر 2013 ودام 16 يوما. ويعود أطول إغلاق إلى 1995-1996 ودام ثلاثة أسابيع.