تفاصيل اتفاقية المتحف الوطني وشركة بي. بي. عُمان لدعم مركز التعلم

بلادنا الاثنين ٣١/ديسمبر/٢٠١٨ ١٩:٣٢ م
تفاصيل اتفاقية المتحف الوطني وشركة بي. بي. عُمان لدعم مركز التعلم

مسقط – العمانية
وقع المتحف الوطني وشركة بي. بي. عُمان اليوم على اتفاقية تمويل مالي تدعم بموجبها الشركة جميع أنشطة مركز التعلم بالمتحف لمدة ثلاث سنوات قادمة. وقد وقع الاتفاقية كلا من جمال بن حسن الموسوي مدير عام المتحف الوطني، والمهندس يوسف العجيلي رئيس شركة بي. بي. عُمان. وتأتي هذه الاتفاقية متممة لاتفاقية سابقة وقعها الطرفان منذ ثلاث سنوات.

وصرح مدير عام المتحف الوطني حول الاتفاقية قائلا: "نعرب عن خالص شكرنا وتقديرنا لشركة بي. بي. عُمان والقائمين عليها لتجديدهم دعم برامج ومناشط مركز التعلم بالمتحف الوطني لمدة ثلاثة سنوات قادمة؛ استكمالا لدعمهم المالي السابق قبل أربعة سنوات، وهو ما كان سببا في تأسيس برامج ومناشط مركز التعلم. هذه المنحة السخية تمنحنا إمكانية تحقيق أحد أهم الأهداف التي من أجلها تأسس المتحف الوطني، ألا وهو رفع الوعي العام بالتراث الثقافي لعمان وغرس القيم العمانية النبيلة، وتفعيل انتماء مختلف الفئات العمرية لعمان تاريخا وحضارة".

واضاف أن مركز التعلم بالمتحف الوطني، وعبر مختلف البرامج التعليمية التي يقدمها يقوم بتكريس جهوده لدعم مهمة الحفاظ على مكنونات التراث الثقافي العُماني، من خلال رفع مستوى الوعي العام حول أهمية التراث الثقافي العُماني، بما يخلق المزيد من الاهتمام - لدى كافة فئات الزوار- بتاريخ عُمان العريق.

وتحدث المهندس يوسف العجيلي عن أهمية هذه الاتفاقية قائلاً "شركة بي. بي. فخورة بدعمها لأنشطة مركز التعلم بالمتحف الوطني في عُمان للمرة الثانية ولمدة ثلاث سنوات،. فمركز التعلم يسهم في رفع الوعي الثقافي للمجتمع، وهي أحد الأهداف التي تحققت بشكل لافت في الفترة الأولى، ونؤمن إنها ستكون أكثر شمولية في الفترة القادمة. إن تعريف أجيالنا الحديثة بتاريخ وحضارة عمان العريقة هي من المتطلبات المهمة وتندرج تحت مظلة التعليم التي تدعمها الشركة".

ويهدف مركز التعلم بالمتحف الوطني إلى تولي زمام قيادة القطاع المتحفي بالسلطنة فيما يخص الجوانب التعليمية، والتربية المتحفية. ودعم المناهج الدراسية المعتمدة في السلطنة، من خلال بناء جسور بين مختلف جوانب تلك المناهج وبين الأنشطة الدراسية التي تتمحور حول مقتنيات المتحف الوطني لمختلف المستويات الدراسية.

كما يهدف إلى توفير أدوات تطوير مهنية للمعلمين، مثل ورش العمل والدورات التدريبية الخاصة التي تتناول مجموعة واسعة من المواضيع، والمواد الدراسية. بالإضافة إلى توفير أنشطة تعليمية مخصصة للعائلات والتي تستهدف الفئات العمرية المختلفة. كما يعمل على تطوير البرامج المناسبة التي من شأنها تشجيع السياح على زيادة معرفتهم بالتراث الثقافي للسلطنة. والعمل بالتعاون مع مختلف المؤسسات البحثية على الصعيدين المحلي والدولي لدعم عملية التعليم القائمة على البحث العلمي.

ويضم المركز العديد من المرافق التي لا نظير لها في هذه المرحلة في المتاحف الأخرى في السلطنة، وبالتالي فهي تمثل موردًا هامًا لمختلف البرامج التعليمية وخصوصًا كونها تتمحور حول مقتنيات المتحف.

ويتميز مركز التعلم المكون من طابقين بوجود مدخل منفصل لاستقبال الزوار، وبالتالي فإنه من الممكن زيارته أثناء أو بعد أوقات الدوام الرسمي للمتحف وفقًا للبرامج المقدمة من المركز، كما يتوفر في المركز مصعد كهربائي منفصل مما يجعله مهيئًا للاستخدام من قبل الفئات ذوي الاحتياجات الخاصة. ويتكون الطابق الأرضي من مدخل مخصص للمركز، وقاعة للاستقبال، ودورات مياه، وغرفتان دراسيتان تتسع كل واحدة منهما لحوالي (20) طالبًا. أما الطابق الأول فيشمل قاعة متعددة الاستخدام يمكن استخدامها على شكل قاعة للندوات أو تقسيمها الى قاعتين؛ لتستخدم كفصول دراسية إضافية، بالإضافة الى قاعة المحاضرات المجاورة التي تتسع لـ (80) زائرًا.

وقد نفذ مركز التعلم عدد من الفعاليات والزيارات بلغ إجمالا (1142) فعالية منذ بدء الافتتاح في (2015م) وحتى نهاية (2018م)، تقسمت بين زيارات مدرسية بلغ عددها (772) زيارة، و(115) فعالية لطلاب الكليات والجامعات، و(127) فعالية للعائلات، و(93) فعالية في إطار التعليم المستمر لفئة الكبار، و(21) فعالية لذوي الاحتياجات الخاصة، و(5) فعاليات للتوعية المجتمعية. فيما بلغ عدد المستفيدين منذ بدء افتتاح المتحف في (2015م) وحتى ديسمبر (2018م) (33532) مستفيد، يتقسمون وفق الفئات الآتية: (23577) طالب مدرسي، و(3123) طالب جامعي، و(3458) مشارك في فعاليات العائلات، و(2750) مشارك في فعاليات التعليم المستمر، (488) مشارك من ذوي الاحتياجات الخاصة، (138) مشارك في فعاليات التوعية المجتمعية.

الجدير بالذكر أن المتحف الوطني يعد الصرح الثقافي الأبرز في سلطنة عُمان، والمخصص لإبراز مكنونات التراث الثقافي لعُمان، منذ ظهور الأثر البشري في شبه الجزيرة العُمانية قبل نحو المليوني عام، وإلى يومنا الحاضر والذي نستشرف من خلاله مستقبلنا الواعد.

وقد أنشأ المتحف الوطني بموجب المرسوم السلطاني رقم (2013/62)، الصادر بتاريخ (16 من محرم سنة 1435هـ)، الموافق (20 من نوفمبر سنة 2013م)؛ وبذلك أصبحت له الشخصية الاعتبارية؛ بما يتوافق، والتجارب، والمعايير العالمية المتعارف عليها في تصنيف المتاحف العريقة.

ويهدف المتحف إلى تحقيق رسالته التعليمية، والثقافية، والإنسانية، من خلال ترسيخ القيم العُمانية النبيلة، وتفعيل الانتماء، والارتقاء بالوعي العام لدى المواطن، والمقيم، والزائر، من أجل عُمان، وتاريخها، وتراثها، وثقافتها، ومن خلال تنمية قدراتهم الإبداعية، والفكرية، ولاسيما في مجالات الحفاظ على الشواهد، والمقتنيات، وإبراز الأبعاد الحضارية لعُمان؛ وذلك بتوظيف واعتماد أفضل الممارسات والمعايير المتبعة في مجالات العلوم المتحفية، وبتقديم الرؤية، والقيادة للصناعة المتحفية بالسلطنة. ويتجسد ذلك كله في توزع تجربة العرض المتحفي على (14) قاعة، تتضمن أكثر من (5500) من اللقى المميزة، والمنتقاة بعناية، و(33) منظومة عرض تفاعلي رقمية، ويعتبر أول متحف بالسلطنة يتضمن مركزًا للتعلم، مجهزًا وفق أعلى المقاييس الدولية ومرافق للحفظ والصون الوقائي، ومختبرات مجهزة تجهيزًا كاملًا. كما يعتبر أول متحف بالسلطنة يتضمن قاعة عرض صوتية ومرئية؛ بتقنية (UHD)، وأول متحف بالشرق الأوسط يوظف منظومة "برايل" باللغة العربية ومنظومة المخازن المفتوحة.