الجدار الأمريكي

الحدث الأحد ٠٦/يناير/٢٠١٩ ٠٤:٤٦ ص
الجدار الأمريكي

واشنطن-أ ف ب
دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجددا عن مشروعه بناء جدار حدودي مع المكسيك بكلفة 5 مليارات دولار، مؤكدا أنه مستعد لبقاء الإدارات الفدرالية الأميركية مغلقة طيلة عام أو أكثر.
وعلى الرغم من تنويه ترامب بمحادثات "مثمرة جدا"، أعطى المسؤولون الديموقراطيون الذين التقوه في البيت الأبيض رواية مغايرة وأقل تفاؤلا.
ويُتوقع أن تعقد محادثات جديدة في الأيام المقبلة. وقال ترامب في مؤتمر صحافي في حديقة البيت الأبيض إنه انتقى مجموعة "سيلتقيها في نهاية الأسبوع".
وأكد ترامب مجددا أن بناء جدار حدودي مع المكسيك هو قضية "أمن قومي" منتقدا تسخيف الأمر ومشددا على "التقّدم" الذي حققته المفاوضات مع خصومه السياسيين.
إلا أن زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، ولدى خروجه من البيت الابيض مع الرئيسة الديموقراطية الجديدة لمجلس النواب نانسي بيلوسي أعطيا رواية مغايرة، وتحدثا عن محادثات "متوترة".
وقال شومر إن ترامب أكد استعداده لـ"إغلاق" قد "يدوم طويلا، لمدة أشهر أو لسنوات"، وهو ما أكده الرئيس الأميركي قائلا "نعم لقد قلت ذلك"، مضيفا "لا أعتقد أنه (الإغلاق) سيدوم طويلا، لكنني مستعد".

لا أخلاقي

ويشكّل "الإغلاق" مادة تجاذب سياسي بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي. ويحمّل كل من الحزبين خصمه مسؤولية إغلاق الإدارات الفدرالية الأميركية. وفي حين حافظ الجمهوريون على الغالبية في مجلس الشيوخ تمكّن الديموقراطيون من حصد الغالبية في مجلس النواب وإيصال رئيسة قوية للمجلس.
ومساء الخميس الفائت قالت بيلوسي إن "بناء جدار (عند الحدود مع المكسيك) لا أخلاقي"، وذلك بعيد توليها منصبها الجديد.
وتساءلت الرئيسة الجديدة لمجلس النواب في أول مؤتمر صحافي لها بعد توليها المنصب "هل هناك من لا يزال يتساءل ما هو موقفنا؟ لن نبني جدارا".
ويبقى السؤال هل سيساوم الديموقراطيون؟ هل يتخلى ترامب عن طلبه تمويل الجدار؟ ما هي المخارج المحتملة من أجل وضع حد لـ"إغلاق" يشل منذ 22 ديسمبر 25 بالمئة من الإدارات الفدرالية الأميركية؟
وطرح في الأيام الأخيرة إدراج برنامج "الاجراءات المؤجلة للأطفال الوافدين" المعروف اختصارا باسم "داكا" في المفاوضات حول إنهاء الإغلاق.
وكان الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما استحدث البرنامج الذي ألغاه ترامب في سبتمبر، الا ان قاضيا فدراليا الغى قرار الرئيس الأميركي ما أدخل الملف في نزاع سياسي وجعل مصير هؤلاء المهاجرين في مهب الريح.
إلا أن ترامب أكد أن الأولوية ليست لهذه المحادثات وقال "سوف نبحث هذا الأمر في وقت لاحق".
وتنذر قضية الإغلاق بمواجهة في السنتين الأخيرتين من الولاية الرئاسية لترامب وتعكس كباشا معه قد يطول لولاية مع إعلانه نيّته الترشّح لولاية جديدة.
وبسيطرتهم مجددا على مجلس النواب، سينتزع الديموقراطيون عمليا رئاسة لجان برلمانية تتمتع بسلطات واسعة للتحقيق وخصوصا استدعاء شهود للإدلاء بإفاداتهم وإصدار أوامر بتقديم وثائق.
وقد وعدوا أساسا بأن يطلبوا من الرئيس الثري تقديم بياناته الضريبية.
ووراء كل هذا الاضطراب، إمكان إطلاق إجراءات إقالة أو "عزل" قد ترتسم معالمها بوضوح.
لكن نانسي بيلوسي استبعدت حاليا هذه الفكرة مؤكدة أنها تريد انتظار نتائج التحقيقات أولا.
ورد ترامب عبر تويتر متسائلا عن إمكان عزل رئيس فاز بانتخابات هي على الأرجح الأقوى على الإطلاق ولم يرتكب أي مخالفة وحقق في السنتين الأوليين من عهده أفضل النتائج وهو الجمهوري الاكثر شعبية في التاريخ.

طلب حدودي

واعلن البنتاغون الجمعة أنه تلقى طلبا جديدا من وزارة الامن الداخلي لمساعدة حرس الحدود في مواجهة وصول المهاجرين، لكنه لم يوضح ما اذا كان سيرسل قوات إضافية الى الحدود مع المكسيك.
وقال مسؤول في البنتاغون لم يشأ كشف هويته "تلقينا اليوم طلب مساعدة جديدا من وزارة الامن الداخلي".

ولم يوضح المسؤول مضمون الطلب، لكنه لفت الى أن الوزارة تطلب قدرات لتنفيذ مهمة محددة، وأن وزارة الدفاع ستحدد حجم العديد والعتاد الضروريين لإتمام هذه المهمة.
وتم نشر نحو 5600 جندي على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك دعما لحرس الحدود.
وأعلن الرئيس دونالد ترامب نشر هؤلاء الجنود قبل انتخابات منتصف الولاية في السادس من نوفمبر بهدف احتواء وصول آلاف المهاجرين من أميركا الوسطى.
وكان مقررا أن ينتهي هذا الانتشار منتصف ديسمبر، لكن وزارة الامن الداخلي طلبت من البنتاغون تمديده حتى 31 ينايرالجاري في ضوء "تهديد مستمر" على الحدود.
وتحدثت وسائل إعلام اميركية عدة عن إمكان نشر جنود على طول الحدود في كاليفورنيا وأريزونا، لكن الامر قد يتم عبر نقل جنود منتشرين أصلا الى مناطق حدودية اخرى وليس عبر إرسال جنود اضافيين.
وقال مصدر عسكري رفض كشف هويته إن طلب وزارة الامن الداخلي لا يشتمل على استمرار انتشار الجنود الى ما بعد 31 يناير.