حشود عسكرية

الحدث الاثنين ٠٧/يناير/٢٠١٩ ٠٣:٥٥ ص
حشود عسكرية

دمشق- وكالات
دفع الجيش السوري، امس الأحد، بحشود وتعزيزات عسكرية جديدة إلى جبهات ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.

ونقل عن مصادر عسكرية، أن قوات الجيش السوري أرسلت تعزيزات عسكرية جديدة وبشكل مفاجئ إلى ريفي حماة وإدلب، مكونة من مدرعات ومدافع وحاملات جند، كما دفع بوحدات عسكرية من المنطقة الجنوبية باتجاه الشمال السوري. وعن احتمال شن عمل عسكري قريب للجيش على جبهتي ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، أوضحت المصادر أن الجيش السوري يراقب التطورات الأخيرة في إدلب، حيث باتت التنظيمات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) تسيطر على معظم مناطق ريفي إدلب وحماة، بالإضافة إلى ارتفاع وتيرة التصعيد من قبل هذه المجموعات الإرهابية ومحاولاتها المستمرة لإحداث خروقات وشن اعتداءات على مواقع الجيش السوري وعلى البلدات والأحياء السكنية المجاورة والواقعة تحت سلطة الدولة السورية، الأمر الذي لم يعد من الممكن السكوت عنه.
وحول وضع الجبهات وجاهزية القوات، قالت المصادر: إن قوات الجيش السوري عزز وجود قواته على جبهات ريفي حماة وإدلب منذ عدة أشهر، واليوم تأتي هذه التعزيزات الجديدة تحسبا لأي تطور قد يحصل على هذه الجبهات في الأيام القليلة القادمة.
وخلال الأيام الأخيرة، بدأ تنظيم «جبهة النصرة» وحلفاؤه من تنظيمي «حراس الدين» المبايع لتنظيم القاعدة، و»الحزب التركستاني» هجوما منسقا على تنظيم «حركة أحرار الشام الإسلامية» التابع للجيش التركي في «معرة النعمان»، وهذه المدينة هي الموقع الوحيد على طول طريق (حلب/‏ حماة) الذي لا تسيطر عليه النصرة، الأمر الذي يمكن اعتباره تطورا معاكسا لاتفاقات سوتشي الذي تعهدت تركيا خلاله بإبعاد التنظيمات الإرهابية عنه تمهيدا لفتحه أمام الحركة التجارية.

أغذية لليرموك
من جانب آخر أعلن المتحدث الرسمي باسم مركز المصالحة الروسي بين الأطراف المتحاربة في الجمهورية العربية السورية، إدوارد تيتوف، أمس الأحد، أن الجيش الروسي قام بتوزيع حوالي 2 طن من المواد الغذائية إلى ساكني مخيم اليرموك في ضواحي دمشق.

وقال تيتوف للصحفيين: «الناس الذين يعيشون هنا، في محافظة دمشق، يوجدون في أسوأ الظروف، وظروف غير صحية، ويفتقرون إلى المواد الغذائية الأساسية الضرورية للحياة».
وأضاف المتحدث الروسي: «نفذ اليوم مركز المصالحة عملاً إنسانياً، حيث تم توصيل طنين من المواد الغذائية بما في ذلك وللأطفال بالكميات اللازمة». وعاد مخيم اليرموك الذي كان يقطنه لاجئون فلسطينيون إلى جانب مواطنين سوريين إلى سيطرة الحكومة السورية في الحادي والعشرين من مايو من العام الفائت، بعدما كان تحت سيطرة داعش وجبهة النصرة وعدد من التنظيمات المسلحة.
وشدّد القيادي الكردي البارز في قوات سوريا الديموقراطية ريدور خليل على أن «لا مفرّ من التوصل الى حل» مع دمشق إزاء مستقبل الإدارة الذاتية الكردية، مشددا على أن هذا الاتفاق يجب أن يشمل بقاء المقاتلين الأكراد في مناطقهم مع إمكانية انضوائهم في صفوف الجيش السوري.
وقال خليل في مدينة عامودا (شمال شرق): «لا مفرّ من توصّل الإدارة الذاتية إلى حلّ مع الحكومة السورية لأن مناطقها هي جزء من سوريا».
وبعد عقود من التهميش، تمكن الأكراد خلال سنوات النزاع السوري من بناء إدارتهم الذاتية والسيطرة على نحو ثلث مساحة البلاد. وحصلوا خلال الحرب على دعم عسكري كبير من الولايات المتحدة. لكن قرار واشنطن المفاجئ بسحب جنودها من سوريا دفعهم لإعادة حساباتهم.
وقد وجهوا قبل أسبوعين دعوة الى السلطات السورية لنشر قواتها في مدينة منبج (محافظة حلب، شمال) التي كانت تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية لحمايتهم من تهديدات أنقرة التي أعلنت نيتها تنفيذ عملية عسكرية ضد الأكراد تشمل منبج. وعلى الأثر، انتشر المئات من جنود الجيش السوري في منطقة منبج على خطوط التماس الفاصلة بين قوات سوريا الديموقراطية من جهة والفصائل السورية الموالية لأنقرة من جهة ثانية.ثم أعلنت دمشق انسحاب المئات من المقاتلين الأكراد من المنطقة.
وأشار خليل الى «مفاوضات مستمرة مع الحكومة للتوصل الى صيغة نهائية لإدارة شؤون مدينة منبج»، مضيفا: «في حال التوصل الى حلّ واقعي يحفظ حقوق أهلها، فبإمكاننا تعميم تجربة منبج على باقي المناطق شرق الفرات»، في إشارة الى مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية في محافظة دير الزور في شرق سوريا.
ويخوض الأكراد منذ الصيف مفاوضات مع دمشق التي تؤكد نيتها استعادة السيطرة على كل أراضيها بما فيها المناطق الكردية.
وتحدث خليل عن «بوادر إيجابية» في هذه المفاوضات، موضحاً أن «دخول جيش النظام الى الحدود الشمالية مع تركيا ليس مستبعداً لأننا ننتمي الى الجغرافيا السورية، لكن الأمور ما زالت بحاجة الى ترتيبات معينة تتعلق بكيفية الحكم في هذه المناطق».
وتابع: «لدينا نقاط خلاف مع الحكومة المركزية تحتاج الى مفاوضات بدعم دولي لتسهيل التوصل الى حلول مشتركة»، مرحّباً بإمكانية أن تلعب روسيا دور «الدولة الضامنة» كونها «دولة عظمى ومؤثرة في القرار السياسي في سوريا».
وقال إن الأكراد يرفضون انسحاب مقاتليهم من مناطقهم. وأوضح «ربما تتغير مهام هذه القوات، لكننا لن ننسحب من أرضنا، ويجب أن يكون لها موقع دستوري، سواء أن تكون جزءاً من الجيش الوطني السوري أو إيجاد صيغة أخرى تتناسب مع موقعها وحجمها وتأثيرها».
ويصرّ الأكراد كذلك، وفق خليل، على ضرورة وضع «دستور جديد يضمن المحافظة على حقوق جميع المواطنين، وأن تكون للقوميات والإثنيات حقوق دستورية مضمونة وفي مقدمها حقوق الشعب الكردي».
لكنه أشار الى «قواسم مشتركة» مع دمشق أبرزها «وحدة سوريا وسيادتها على كافة حدودها»، إضافة الى كون «الثروات (الطبيعية) ملك الشعب السوري»، والاتفاق «على مكافحة الفكر الإسلامي السياسي».