حصن «حورا برغا».. المنارة الطبيعية التي تنتظر الاكتشاف

مزاج الاثنين ٠٧/يناير/٢٠١٩ ١٢:٠٤ م
حصن «حورا برغا».. المنارة الطبيعية التي تنتظر الاكتشاف

صحار - حمد بن عبدالله العيسائي

بين أحضان الطبيعة الخلابة بوادي الجزي بولاية صحار، وعلى قمم جبالها الساحرة، يقع حصن حورا برغا، الذي يعد أحد الشواهد التاريخية على عراقة الماضي التليد لهذه الولاية العريقة منذ مئات السنين.

وللوصول إلى هذا الحصن ذو البعد التاريخي والفن المعماري الجميل، فإنك تسلك طريق وادي الجزي، وعلى بعد 25 كيلو متر تقريبا، يأتيك الجبل الذي يقع الحصن بقربه وهو جبل حورا برغا، حيث اطلق عليه هذا الاسم نتيجة قربه من هذا الجبل، وبحسب ما تذكره المصادر التاريخية والأعراف لأهل وسكان المناطق القريبة منه، فإن هذا الحصن يعد قمة صحار الهرمية والمنارة الطبيعية التي يستدل بها البحارة وربابنة السفن الى ميناء صحار العاصمة التجارية لعمان القديمة، كما ويستدل الصيادون كذلك بهذا الجبل إلى مصائدهم في البحر.

تاريخ قديم

بني حصن حورا برغا على قمة جبل غرابه، ويعود بناؤه إلى ما قبل الإسلام، حيث كان يعتبر حامية عسكرية ومقرا مركزيا وإداريا للحكم في تلك الحقبة الزمنية من تاريخ صحار. كما واستخدمت الحجارة الكلسية في بنائه. وعند النظر إلى الحصن من بعيد والتأمل في جمالية هندسته يقودك إلى التعرف على مكوناته الداخلية وما يحتوي عليه من غرف وقاعات وأسرار دهاليزه وممراته، فالحصن محاط بسور حجري تتخلله مجموعة من الأبراج كما وتوجد بالحصن مباني مستطيلة وبوابة معقودة وثلاثة خزانات مائية وسد حجري وقناة مائية وممر صاعد من أسفل الجبل إلى أعلاه.
ومع كل هذه الجمالية الإبداعية في هندسة بنائه، إلا أن عوامل التعرية الطبيعية ومع مرور كل هذه السنوات، أصابت مكوناته المعمارية، التي وصل ببعضها حدّ الاندثار.

ممر سري
لا تتوقف شهرة هذا الحصن عند هذا الحد، بل تصل شهرته إلى الروايات الشفوية المتناقلة جيلا بعد جيل، والتي تتحدث عن وجود ممر سري تحت الأرض يربط قلعة صحار بحصن حورا برغا يستخدم في أوقات الحروب وحصار الأعداء لمدينة صحار، حيث يصل العتاد العسكري والمؤن الغذائية من حصن حورا برغا للمدافعين عن قلعة صحار عبر هذا الممر السري ولكن لا يمكن اعتماد أو تأكيد عن تلك الروايات الشفهية إلا من خلال إجراء المزيد من البحوث والدراسات والتنقيبات الأثرية والعثور على شواهد أدلة مادية تثبت صحة تلك الرويات أو تنفيها.

وتحدثت الكثير من المصادر التاريخية والعلمية منذ العام 1877م وحتى وقتنا الحاضر عن حصن حورا برغا وجبل حورا برغا التاريخي القمة الهرمية لمدينة صحار العريقة ومن بين تلك المصادر «الخليج بلدانه وقبائله»، و»مخاطر الاستكشاف في الجزيرة العربية» و»القلاع والحصون في عمان» ومجلة الدراسات العمانية وكتاب في أرض البخور واللبان.

تساؤلات مشروعة

وهناك تساؤلات كثيرة من قبل أهالي ولاية صحار لماذا لا تقوم الجهة المختصة «وزارة التراث والثقافة» باستقدام بعثة أثرية تقوم بالدراسة ولبحث والتنقيب في هذا المعلم التاريخي الهام كسائر البعثات الأثرية العاملة في العديد من المواقع الأثرية والتاريخية بمختلف محافظات السلطنة حيث تقوم هذه البعثة بمهمة البحث والتنقيب وإعداد الخطط والبرامج لتأهيل الحصن وصيانته وترميم ما تبقى من آثار لأسوار هذا المعلم وأبراجه وأحواضه المائية وبوابته المعقودة وغيرها. ولماذا لا يتم توفير وتثبيت لوحات تعريفية وإرشادية تشير إلى الأهمية والقيمة التاريخية لحصن حورا برغا بجبل غرابه؟، وكذلك جبل حورا برغا التاريخي.. العلامة الاستدلالية البارزة والمنارة الطبيعية لمدينة صحار عاصمة عمان القديمة. ولماذا لا يتم وضع سياج سلكي حول الجبل ونقل الكسارات والمحاجر العاملة على تشويه منظره الطبيعي إلى مواقع بديلة؟.