المخيمات فرصة للاستمتاع بروعة الصحراء

مزاج الاثنين ٠٧/يناير/٢٠١٩ ٢٠:٠٨ م
المخيمات 
فرصة للاستمتاع بروعة الصحراء

مسقط - ش

تشهد المخيمات السياحية تدفقا سياحيا من داخل السلطنة وخارجها كواحدة من المنتجات السياحية التي تلقى إقبالا من السياح ، إذ تشير الإحصائيات إلى أن نسبة الإشغال خلال الموسم الشتوي الذي يمتد من شهر أكتوبر اإلى نهاية ابريل من كل عام بلغت ما بين 60 ـ 70% ، وتشجع وزارة السياحة الإستثمار في المخيمات السياحية بإعتبارها منتجا سياحيا ورافدا يسهم في زيادة وتوفير الغرف الفندقية للقطاع السياحي في السلطنة ، إذ تشير الإحصائيات إلى أن عدد الأسرة التي وفرتها المخيمات بلغ 313 سريرا في 175 غرفة بعشرة مخيمات ، كما أكد العديد من أصحاب الشركات السياحية والمخيمات والمنتجعات السياحية المتنوعة إلى تنامي الإقبال السياحي على رمال الشرقية ، حيث تشهد زخما كبيراً وصفه المتحدثون من أصحاب النشاطات السياحية بأنه تأكيد على تنوع المنتجات السياحية التي تزخر بها المنطقة ، ودليل على تنوع البرامج السياحية وثرائها ، وتلك مؤشرات كافية لجذب المزيد من الفئات السياحية على إختلافها.

استرخاء وتأمل

طلال الشعيبي مدير إدارة السياحة في محافظة شمال الشرقية قال أن هناك تطورا إيجابيا في الإقبال يعكس رغبة السياح في الاستمتاع بجمال الطبيعة الصحرواية ، مشيرا إلى أن المخيمات السياحية في رمال الشرقية أثبتت نجاحها كمنتج سياحي عُماني متفرد أسهم إلى حد كبير في توفير المنشآت الفندقية للعديد من الفئات والشرائح من السياح من داخل السلطنة وخارجها ليقضوا أوقاتا ممتعة من الاسترخاء والتأمل بعيدا عن صخب المدينة وضجيجها .

وأضاف إلى أن هناك رغبة عارمة لدى الكثير من السياح الأجانب في اكتشاف أسرار الرمال وطبيعتها تمثل ذلك في الحجوزات والبرامج السياحية المكثفة إلى تلك الوجهات والتي تعتبر أحد أهم الأماكن والمقاصد طلبا للرحلات في أعماق الصحراء في الوقت الحالي.

وأشار إلى أن أنشطة المغامرات تحظى بجاذبية خاصة لدى السياح والزوار الذين يستمتعون بركوب الجمال وعبر حزمة من البرامج التي تتعلق بقطع الرمال الذهبية من خلال القوافل التي تسير من مواقع المخيمات السياحية إلى مواقع أخرى في مناطق مختلفة لعدة أيام وليالي مع ممارسة رياضات الرماية والتزحلق على الرمال وركوب دراجات الدفع الرباعي البخارية ، وأكد أن المخيمات السياحية في رمال الشرقية تتميز بحفاظها على التراث العمراني العُماني الأصيل ، لذا تحرص معظم المخيمات السياحية على تقديم حزم من البرامج الفنية المختلفة من الفنون الشعبية ، وتعمل على ابتكار طرق حديثة لتغليف المنتجات الحرفية اليدوية العُمانية إضافة إلى التفنن والابتكار في طهي مختلف أنواع المأكولات الشعبية والمشروبات والمخبوزات العُمانية الأصيلة .

كرم الضيافة

وحول دور المخيمات في عكس الثقافة العُمانية للسياح قال الشعيبي : أن من يصل إلى المخيمات السياحية سيشعر بكرم الضيافة العُمانية والترحاب ، وبعد نزوله بالمخيم له أن يختار ما يناسبه من المناشط والفعاليات التي يتم تقديمها من عروض لمختلف أنواع الفنون الشعبية التقليدية العُمانية المميزة ، والحلي المصنوعة بالطرق اليدوية الحرفية القديمة.
وحول مدى مساهمة المخيمات السياحية في إيجاد فرص عمل للسكان المحليين أشار إلى أن المخيمات السياحية المنتشرة في رمال الشرقية اثبتت نجاحها كمنتج سياحي أسهم إلى حد كبير في خلق فرص عمل لبعض المواطنين ، بالإضافة إلى رغبة الكثير من السياح الأجانب في إكتشاف أسرار الرمال وطبيعتها ويتم ذلك من خلال الإستعانة بالمواطنين وتوظيفهم لهذا الغرض من خلال معرفتهم للطرق والمسارات القديمة بالصحراء.

تدفق سياحي

أما وصال بنت عبدالله الحارثي صاحبة مخيم ألف ليلة وليلة الفاخر فأكدت أن المخيمات تضفي قيمة مضافة عالية للقطاع السياحي في السلطنة لما توفره من غرف فندقية صحراوية وأنشطة سياحية نوعية تعزز من مكانة سياحة المغامرات في السلطنة وتجعل السائح يستمتع بقضاء أيام جميلة في ربوع الصحراء ، وأشارت إلى أن المخيم يجسد الأصالة و المعاصرة من خلال المزج بين البيئة المحلية و تحديث المباني وإضافة وسائل الراحة وأماكن الترفيه والإسترخاء بشكل يسهم في توفير الراحة والإستجمام للزوار.

وأضافت بأن الموسم السياحي الشتوي يشهد تدفقا سياحيا جيدا على المخيمات كأحد المنتجات السياحية الرائعة التي تجتذب السياح في السلطنة ، ‏وأشارت إلى أن مخيم ألف ليلة وليلة يحتوي على 40 خيمة تقليدية و 4 أجنحة فخمة توفر مستويات عالية من الراحة . وأضافت وصال: بأن تجربة مخيم 1000 ليلة ، يقدم للسياح تجربة أصيلة للحياة الصحراوية التقليدية بشكل كامل مع توفير الفرق الموسيقية البدوية الحية وعازفي العود ووجبات الشواء البدوية التي يتم إعدادها بالطريقة التقليدية ويمكن للضيوف الإستمتاع بتجربة السير على الكثبان الرملية خارج المخيمات كنشاط ضمن العديد من الأنشطة والفعاليات .
وقال على بن زاهر الحجري صاحب مخيم الراحة :أن المخيمات السياحية تزدهر في فصل الشتاء وأن الأنشطة التي ينظمها مخيم الراحة تتمثل في مشاهدة الغروب وركوب الجمال والدراجات الرملية ، والمشي على الرمل ،والإستمتاع بحفلات السمر وغنائها الشعبي المتناسق مع عزف أجواء البادية الشجي .
فيما قال حمدان الحجري صاحب مخيم المها أن نسبة الأشغال بالمخيم في فصل الشتاء جيدة وتزداد في أيام العطلات والإجازات لما تشهده من تدفق للزوار لقضاء إجازة نهاية الأسبوع بصحبة العائلات والأصدقاء وبالإضافة إلى تنظيم رحلات لافواج سياحية .

محاكاة لحياة البادية

ويفضل العديد من السياح خاصة العوائل، أن تبدأ رحلتهم السياحية من المخيمات كونها توفر أغلب إحتياجات أفراد الأسرة ، ويرى الحسن بن خالد السوطي أحد محبي سياحة الصحارى : أن المخيمات السياحية تتسم بالجمال والروعة ، في نظر الكثير من السياح الذين ليس لديهم القدرة على المغامرات الشاقة .

أروى الخيارية وعائلتها من محبي هذا النوع من السياحة إذ يقومون برحلات سنوية في منتصف يناير الى مخيمات رمال الشرقية لاستحسانهم للأجواء هناك حيث أنها تحاكي البيئة البدوية التقليدية تماما من خلال مرافقها البسيطة ، وأشارت الخيارية الى استمتاعها بأجواء الصحراء خاصة عندما يتكون المخيم السياحي من خيم بدوية ومجالس مفتوحة السقف ليتمكن السائح من رؤية السماء والنجوم تتلألأ في الأعالي ، تماما كتلك المجالس التي زارتها في مخيم المها العربي ..

مرافق متعددة

يحتوي مخيم الراحة على العديد من المرافق التي تلائم إحتياجات الزائر لها حيث ذكر علي زاهر الحجري أحد أعضاء المخيم أن : الغرف في المخيم بلغ عددها 101 غرفة مفردة ومزدوجه وعائلية ، وكذلك 10 خيم مع دورات المياه ، بالإضافة إلى المجالس ومطعم المخيمات.
وأوضح حمدان الحجري من مخيم المها العربي أن المخيم يحتوي على 92 غرفة بالإضافة إلى مطاعم وصالات جلوس وصالة إجتماعات ، ومكتب إستقبال وغرف عائلية مزدوجة وفردية .

أما مخيم ليالي الصحراء الواقع في رمال الوهيبه فيحتوي على 39 خيمة و 14 غرفة بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الترفيهية التي تناسب كل أفراد العائلة .
ومن أهم الأنشطة التي يتميز بها مخيم ليالي الصحراء وجود مكتبة للقراءة وكتب خاصة للأطفال ، وحصل المخيم على تقيم 9.2 من عشرة من قبل الزائرين كما يتميز بوجود مركز تجاري للهدايا التذكارية وغرف للتشميس .

ومن ناحية عامة فإضافة إلى المرافق المتكاملة في المخيمات السياحية في رمال الشرقيه فإنها تتميز بالنظافه وهي من أهم الخصائص التي يبحث عنها السائح ، ذلك ما أكده السائح الإرجنتيني ماكس الذي سبق له وأن زار إحدى هذه المخيمات ، كما زار مخيم ألف ليلة وليلة ، وكان انطباعه واضحا وإيجابيا حول المخيم وترتيبه و نظافته وحسن ضيافته .