الألعاب الشعبية العمانية كتاب يوثق و يحفظ الموروث

مزاج الاثنين ٠٧/يناير/٢٠١٩ ٢٠:١١ م
الألعاب الشعبية العمانية
كتاب يوثق و يحفظ الموروث

المضيبي - سعود بن سلطان الراشدي

تعد الألعاب الشعبية موروثًا حضاريًا يجب المحافظة عليه، والألعاب الشعبية العمانية كثيرة ومتنوعة ولا تخلو أي ولاية من ولايات السلطنة من هذه الألعاب ولو تشابه بعضها بين ولاية وأخرى، ولازال العمانيون يمارسون الكثير من هذه الألعاب بعضها يوميًا والأخرى حسب المناسب.
ولهذه الألعاب الشعبية نظمها وقوانينها وأعرافها التي لا تتغير؛ والتي حافظ عليها الجميع منذ مئات السنين، وعادة ما يتطلب بعضها وجود حكم يدير اللعبة مثلما تدار الألعاب العصرية الحديثة. وتعد الألعاب الشعبية موروثا يجب المحافظة عليه حتى لا ينقرض ويجب الاهتمام به وتعليمه للأبناء جيلًا بعد جيل. ومن هذا المنطلق عمل العميد المتقاعد سعود بن سليمان الحبسي من ولاية المضيبي بمحافظة شمال الشرقية على جمع وتأليف كتاب "الجامع للألعاب الشعبية العمانية" كونه واحدا من المهتمين بالموروثات العمانية.. ما الذي يحتويه هذا الكتاب ؟ تابعوا السطور القادمة.

فكرة الكتاب
من أين جاءت فكرة الكتاب، ولماذا عمل العميد سعود بن سليمان الحبسي عليه، وما الذي يضمه بين دفتيه؟ يجيب: "كنت أهوى الألعاب الشعبية منذ الطفولة ومارست عددا منها في ولاية المضيبي وتحديدا في المضيبي وبلدة الروضة، وفي الآونة الأخيرة لاحظت بأن وزارة الشؤون الرياضية الموقرة أعطت هذا الجانب اهتماما أكبر من ذي قبل، كما أنني قرأت الكتاب الذي أصدرته الوازرة في هذا الشأن الذي شمل عدد من الألعاب الشعبية التي وضعت لها قوانين جديدة وخصوصا تلك الألعاب التي يمكن وضع قوانين لها. بالإضافة إلى ذلك اطلعت على قرص مدمج سجلت فيه بعض الألعاب الشعبية، وتوصلت إلى قناعة بأن الكتابة في هذا المجال ضرورية لسببين رئيسين، الأول: أن كل ما نشر عن الألعاب الشعبية في عمان يتحدث عن منطقة واحدة وليس كل المحافظات في السلطنة وبالتالي لابد من إصدار كتاب أكثر شمولا. ثانيا: الرغبة في توثيق هذه الألعاب وبالأساليب والأعراف التي كانت تنظم هذه الألعاب دون إضافة قوانين جديدة حفاظا على هذا الجانب من التراث العماني الغير مادي. وعليه قررت أن أقوم بإصدار هذا الكتاب في ثلاثة فصول. الفصل الأول: الألعاب في المناطق الحضرية، والفصل الثاني: الألعاب في البادية. والفصل الثالث: الألعاب الفكرية".

مرحلة جمع المعلومات
وتطلب جمع المعلومات لهذا الكتاب زيارات عدة قام بها العميد سعود إلى مناطق مختلفة من السلطنة. يقول: "لقد عملت جدول زيارات لكل محافظات السلطنة من مسندم إلى ظفار وقابلت كبار السن والمهتمين بهذا الموضوع، ووجدت بأن هنالك فروق بين محافظة وأخرى بل بين ولاية وأخرى وفي حالات بين قرية وأخرى، وهذه الفروق تتمثل في المسميات، والأعراف التي تنظم هذه الألعاب فعلى سبيل المثال، وجدت بأن لعبة ما في أكثر من ولاية تحمل نفس الاسم ولكنها تختلف في الأعراف التي تنظمها والعكس صحيح. كما أن بعض الألعاب لم أجدها إلا في محافظة أو ولاية واحدة فقط، مثال على ذلك لعبة (الخال) وهي لعبة فكرية لم أجدها إلا في محافظة مسندم، وكذلك لعبة ( المرزاحة) وهي لعبة فردية تتطلب لياقة بدنية عالية لم أجدها إلا في محافظة الوسطى ....إلخ".

توثيق بالصور
وعن الصعوبات التي واجهته بشأن جمع تفاصيل هذه الألعاب في الكتاب وتوثيقها بالصور يقول: "ما من شك في أن أي عمل كهذا ليس سهلا لذلك واجهت العديد من الصعوبات أهمها الوصول إلى الشخص المناسب للحصول على المعلومات المطلوبة، وكذلك تجميع العدد المناسب من الصغار والكبار لممارسة اللعبة وتوثيقها بالصور، والمشقة في التنقل بين ولاية وأخرى. ولكن بالتصميم والصبر تمكنت من التغلب على تلك الصعوبات".
ويضيف: "تعلمت من التجوال بين ولاية أخرى الكثير عن العادات والتقاليد العمانية واكتسبت عددا من الأصدقاء، كما إنني تعرضت لبعض المواقف.. البعض منها صعبة والبعض الآخر ممتعة، وتعلمت منها الكثير، كل ذلك انغرس في ذاكرتي ولا زلت عنما أقرأ الكتاب أتذكر تلك المواقف وأستمتع بإعادة الذاكرة".

مسؤولية الجميع!
وحول رسالته التي يوجهها للمجتمع العماني يقول سعود الحبسي:"ما من شك بأن المحافظة على التراث العماني المادي وغير المادي من مسؤولية كافة فئات المجتمع كل في مجاله، والألعاب الشعبية العمانية أحد مفردات هذا التراث العريق وتحمل الأعراف التي تنظمها بعضا من القيم والعادات العمانية الأصيلة لذلك لا بد من المحافظة عليها، خاصة وأن الحياة اليومية في العصر الحديث أصبحت لاتتيح فرصة كافية لممارسة هذه الألعاب ولكن لا بد من إيجاد أوقات لممارستها من قبل الفرق الرياضية وخصوصا خلال العطلة الصيفية من خلال إقامة معسكرات يكون أحد مجالات نشاطها الألعاب الشعبية العمانية حفاظا على هذا الموروث القيم للأجيال القادمة".