الأمريكيون رهائن

الحدث الخميس ١٠/يناير/٢٠١٩ ١٢:١٥ م
الأمريكيون رهائن

واشنطن- أ ف ب
اتّهمت رئيسة مجلس النوّاب الأمريكي الديموقراطية نانسي بيلوسي الرئيس دونالد ترامب الثلاثاء باحتجاز الأمريكيين «رهائن» بواسطة «الإغلاق الحكومي» الذي يشلّ منذ أكثر من أسبوعين قسماً من الإدارات الفدراليّة.

وبعيد دقائق من خطاب وجّهه ترامب إلى الأمّة واعتبر فيه أنّ الوضع على الحدود مع المكسيك يمثّل «أزمة إنسانية وأمنية متزايدة» قالت بيلوسي: «يجب أن يتوقّف الرئيس ترامب عن احتجاز الأمريكيين رهائن ويجب أن يتوقّف عن تصعيد الأزمة ويجب أن يعيد فتح الحكومة».
وأضافت في خطاب بثّ مباشرة على الهواء وقد وقف إلى جانبها زعيم الأقليّة الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر أنّ «الرئيس استخدم لتوّه المكتب البيضاوي لفبركة أزمة وإشاعة الخوف وصرف الانتباه عن الفوضى التي تعمّ إدارته». وأتى ردّ بيلوسي بعد طلب ترامب في أوّل خطاب له إلى الأمّة من المكتب البيضاوي تمويلاً بقيمة 5,7 بليون دولار لبناء «حاجز فولاذي» على الحدود مع المكسيك.
وقال ترامب: «بناء على طلب الديموقراطيين سيكون حاجزاً فولاذياً بدلاً من جدار اسمنتي»، مشيراً إلى أنّ الوضع على الحدود الجنوبية لبلاده يمثّل «أزمة إنسانية وأمنية متزايدة».
وبحسب بيلوسي فإنّ «الحقيقة هي أنّ النساء والأطفال على الحدود لا يشكّلون خطراً على الأمن، بل يشكّلون تحدياً إنسانياً، وهو تحدّ زادته استفحالاً سياسات الرئيس القاسية وغير المثمرة».
وحمّل الرئيس الجمهوري في خطابه أخصامه الديموقراطيين المسؤولية عن «الإغلاق الحكومي» الذي يشلّ منذ أكثر من أسبوعين قسماً من الإدارات الفدرالية في البلاد، متّهماً هؤلاء بأنّهم «يرفضون تمويل أمن الحدود».
لكنّ شومر ردّ على ترامب بالقول: «لا تخطئن الظنّ أبداً: الديموقراطيون والرئيس يريدون جميعاً تعزيز الأمن على الحدود، لكنّنا في الوقت نفسه مختلفون في العمق مع الرئيس على الطريق الأكثر فعالية لفعل ذلك».

ترامب يطلب
وطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أوّل خطاب له إلى الأمّة من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض الثلاثاء تمويلاً بقيمة 5,7 مليارات دولار لبناء «حاجز فولاذي» على الحدود مع المكسيك.

وقال ترامب «بناء على طلب الديموقراطيين سيكون حاجزاً فولاذياً بدلاً من جدار اسمنتي»، مشيراً إلى أنّ الوضع على الحدود الجنوبية لبلاده يمثّل «أزمة إنسانية وأمنية متزايدة».
وأضاف «في إطار مقاربة شاملة لأمن الحدود، طلب خبراء إنفاذ القانون 5,7 مليار دولار من أجل بناء حاجز مادي».
وأكّد ترامب في خطابه أنّ «حدودنا الجنوبية هي بوابة الدخول لكميّات ضخمة من المخدّرات، بما في ذلك الميثافيتامين والهيرويين والكوكايين والفينتانيل».
ولم يفت الرئيس الجمهوري أن يحمّل أخصامه الديموقراطيين المسؤولية عن «الإغلاق الحكومي» الذي يشلّ منذ أكثر من أسبوعين قسماً من الإدارات الفدرالية في البلاد، متّهماً هؤلاء بأنّهم «يرفضون تمويل أمن الحدود».
وعلى الرّغم من النبرة الحادّة التي اتّسم بها خطابه الذي استغرق تسع دقائق فإنّ الرئيس لم يأت على ذكر أي إجراء طارئ استثنائي يمكن أن يلجأ إليه للحصول على التمويل الذي يريده، وهو خيار سبق له وأن لمّح إليه.

وحشية القتل

وبعد 24 ساعة من التكهنات والترقب في واشنطن، لم يعلن ترامب في نهاية المطاف «حال الطوارئ الوطنية» التي كانت ستسمح له بالالتفاف على الكونغرس والاستناد إلى الجيش لبناء الجدار. لكنه شدد على ضرورة ملحة برأيه لتنفيذ مشروعه، مبددا الآمال بإيجاد مخرج سريع للأزمة.
وتساءل محاولا كسب الرأي العام لقضيته «كم من الدماء الأمريكية ينبغي أن تراق قبل أن يقوم الكونغرس بواجبه؟»
وتابع: «على مر السنين، قتل آلاف الأمريكيين بوحشية بأيدي أشخاص دخلوا بلادنا بصورة غير قانونية، وستُزهَق آلاف الأرواح الأخرى إن لم نتحرك فورا».
وصدرت عن الرئيس خلال الحملة ومنذ توليه السلطة قبل سنتين رسائل مختلفة بل متناقضة في بعض الأحيان حول طول الجدار الذي يريد بناءه ونوعيته.
ويتحدث منذ بعض الوقت عن جدار مصنوع من الألواح الفولاذية وليس من الإسمنت، على أمل أن يقبل الديموقراطيون بمشروعه، غير أنهم لم يتجاوبوا إطلاقا مع هذه الصيغة الجديدة. والتقي ترامب امس جمهوريين وديموقراطيين من أعضاء مجلس الشيوخ حول مائدة غداء في الكونغرس، كما أستقبل نوابا من الحزبين في البيت الأبيض.
وسيزور اليوم الخميس الحدود الجنوبية «للقاء الذين هم في الخطوط الأمامية» لما يصفه بأنه «أزمة أمن قومي».
وعلقت السناتورة كامالا هاريس عند انتهاء الكلمة الرئاسية في تغريدة مقتضبة «كان ذلك غير مجد».