سياج ضد طهران

الحدث الأحد ١٣/يناير/٢٠١٩ ٠٥:٠٢ ص
سياج ضد طهران

واشنطن - موسكو - عواصم - وكالات

تنظّم الولايات المتّحدة قمّة دوليّة الشهر المقبل في بولندا ستركّز على النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، بحسب ما أعلن وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو لقناة «فوكس نيوز».

ويأتي إعلان بومبيو في مقابلته مع القناة الأميركيّة خلال جولة يجريها في الشرق الأوسط تهدف إلى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة بعد قرار الرئيس دونالد ترامب المفاجئ سحب قوّاته من سوريا.
وأكّد بومبيو: «سنجمع عشرات الدول من كلّ أنحاء العالم». وبحسب الوزير الأميركي، ستُركّز القمّة على «استقرار الشرق الأوسط والسلام والحرّية والأمن هنا في هذه المنطقة، وهذا يتضمّن عنصرًا مهمًا هو التأكّد أنّ إيران لا تمارس نفوذًا مزعزعًا للاستقرار». وقالت الولايات المتّحدة وبولندا في بيان مشترك إنّ وزراء من أنحاء العالم سيدعون لحضور القمّة في 13 و14 فبراير المقبل في وارسو.
غير أنّ البيان لم يذكر إيران بالتحديد، وقال إنّ الاجتماع سيركّز على «شرق أوسط أكثر سلامًا واستقرارًا». وأضاف: «الاجتماع الوزاري سيتطرّق إلى عدد من القضايا المهمّة، منها الإرهاب والتطرّف وتطوير الصواريخ والانتشار والتجارة البحرية والأمن، والتهديدات التي تمثلها مجموعات تعمل بالوكالة في أنحاء المنطقة».

دعم الاتفاق
وأكّد متحدّث باسم وزارة الخارجيّة أنّ بولندا، أسوة بدول أوروبية أخرى، تدعم الاتفاق الدولي الذي انسحب منه ترامب العام الفائت والمتعلّق بالبرنامج النووي الإيراني. وقال المتحدّث إنّ اجتماع وارسو: «يوجّه رسالة مهمّة مفادها أنّ الدول التي لديها آراء مختلفة بشأن الاتفاق النووي يمكن أن تلتقي لمناقشة قضايا أخرى مهمة في المنطقة». وبولندا التي تقودها حكومة شعبويّة يمينيّة، حليف قديم للولايات المتحدة وتتمتّع بعلاقات مع ترامب أفضل من ألمانيا وفرنسا.

وأعاد ترامب فرض عقوبات على إيران سعيًا لتغيير نهج النظام لكنّه لم يلق دعما لدى حكومات غربيّة تقول إنّ طهران تطبّق بنود الاتفاق المدعوم من الأمم المتحدة.
غير أنّ موقف ترامب المتشدد من طهران، لقي ترحيبا من حليفي الولايات المتحدة الإقليميين السعودية وإسرائيل.
وردّ وزير الخارجيّة الإيراني محمّد جواد ظريف على تويتر، قائلاً إنّ «الحكومة البولنديّة لا يُمكنها محو العار: ففي حين أنقذت إيران بولنديّين خلال الحرب العالميّة الثانية، تستضيف (بولندا) الآن سيركًا مضادًا لإيران».
كما نشر ظريف صورةً على تويتر لقمّة عقدت في العام 1996 جمعت في شرم الشيخ كلاً من الرئيسين السابقين الأميركي بيل كلينتون والمصري حسني مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شيمون بيريز. وكتب ظريف: «تذكير لمَن سيستضيف وسيُشارك في مؤتمر ضدّ إيران: أولئك الذين شاركوا في العرض الأميركي الأخير الموجّه ضدّ إيران، إمّا ماتوا أو وُصِموا بالعار أو هُمّشوا».

الإعفاء
وأعلن برايان هوك، ممثل الولايات المتحدة الخاص لإيران، امس السبت، أن واشنطن لا تنظر في أمر منح أي إعفاءات أخرى فيما يتعلق بقطاع النفط الإيراني بعد إعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران. وأكد هوك في مؤتمر صحفي في العاصمة الإماراتية أبوظبي إن سبب الإعفاءات التي منحت من قبل هو منع ارتفاع أسعار النفط، وأحجم هوك عن الإفصاح عما تعتزم واشنطن فعله عندما تنتهي مدة الإعفاءات الحالية بنهاية مايو، كما نقلت وكالة «رويترز».

دعوة لنتنياهو

ونشر المحلل السياسي الإسرائيلي، شمعون آران، تغريده له، صباح امس السبت، على حسابه الرسمي على «تويتر»، جاء فيها أن بومبيو وجه الدعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لحضور الاجتماع المزمع عقده الشهر المقبل، في بولندا، بشأن إيران.
وذكر الكاتب والمحلل السياسي بهيئة البث الإسرائيلية «كان»، أن المؤتمر الدولي دعي إليه عدد من وزراء الخارجية العرب، وإنه لم يتخّذ قرارا بالمشاركة من عدمها.
وأوضحت القناة العبرية العاشرة، مساء الجمعة، أن مشاركة نتنياهو في مؤتمر إلى جانب وزراء عرب سيكون لها تأثير كبير جدا، خصوصا أنها تأتي قبل أقل من شهرين على الانتخابات الإسرائيلية، المقررة في التاسع من أبريل المقبل.
وكشفت القناة أن من بين الدول المدعوة للمؤتمر السعوديّة والإمارات ومصر والأردن والبحرين والمغرب، في حين لم يفصح وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، عن أسماء الدول المشاركة.

شراكة متينة
وفي موسكو أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين جابري أنصاري، الخميس، أن العلاقات بين روسيا وإيران تتطور وتتوسع في مجالات مختلفة، وأن وسوريا تمثل أحد مواضيع التعاون بين البلدين.

وقال أنصاري، في مستهل لقائه بنائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين في موسكو: «أنا سعيد باللقاء معكم جميعاً هنا في موسكو. أنا أريد أن أهنئكم جميعاً بحلول رأس السنة وأهنئ شعب روسيا، وأنا مسرور بأن أول لقاء عمل لي في السنة الجديدة يجري في موسكو. هذا يعتبر دليلاً على التعاون الوثيق بين روسيا وإيران كما هو رمز لتلك الاتصالات وتلك العمليات المشتركة، التي نحن ننفذها جميعاً. سنناقش في هذه المشاورات التغيرات الحاصلة في سوريا واليمن وأيضا مسائل تخص القضايا الدولية المختلفة».
وأضاف: «أنا أتفق معكم على أنه رغم أن هذا اللقاء ثنائي، يمكن اعتبار أنه يمثل جهود وإجراءات مشتركة ننفذها سوية مع شركائنا الأتراك في إطار صيغة أستانا» موضحا أن التعاون المشترك بين إيران روسيا وتركيا في إطار صيغة أستانا يعتبر مهما وأثبت أهميته خلال عدة سنوات. مؤكدا في الوقت ذاته أن مشاورات اليوم ستكون مفيدة وفعالة». وتابع: «نحن نرى أن العلاقات بين روسيا وإيران في مجالات مختلفة تتطور وتتوسع الآن، وسوريا تمثل فقط أحد مواضيع التعاون بين إيران وروسيا. وإيران وروسيا حققتا نتائج مهمة ومفيدة جداً في محاربة الإرهاب وأيضاً في ضمان السلام والأمن في هذه الدولة».