رحلات طيران لمصيرة مطلب حيوي

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٠/يناير/٢٠١٩ ٠٣:٠٩ ص
رحلات طيران لمصيرة مطلب حيوي

علي بن راشد المطاعني
في الوقت الذي تبذل فيه الجهات الحكومية جهودا كبيرة في توفير وسائل النقل إلى ولاية مصيرة لتخفيف معاناة الأهالي والمسافرين بشكل عام من وإلى شبه جزيزة مصيرة ، إلا أن شركات الطيران يجب أن تضطلع هي الأخرى بجهود مماثلة لإستكمال دائرة الوصول إلى الجزيرة من خلال تسيير رحلات إلى هذه الولاية البعيدة جغرافيا ، إلا أنها ورغم بعدها ستظل وتبقى هي وسكانها في قلوبنا جميعا ، فهناك معاناة مترتبة على عدم وجود خطوط طيران ولو رحلتين أسبوعيا يومي السبت والخميس لنقل المواطنين منها وإليها فضلا عن توفير وسيلة أخرى تضاف إلى توفر النقل البحري عبر العبارات الخاصة متطلعين إلى تكثيف وسائل ووسائط النقل بشتى أشكالها.
لاشك أن ولاية مصيرة هي كغيرها من الولايات البعيدة عن محافظات السلطنة إذ تبعد عن مسقط اكثر من 600 كم، وعليه يجب تنشيط الحركة السياحية والإقتصادية لاسيما وأنها تزخر بإمكانات سياحية لايستهان بها ، وستسهم بإبجابية في أضافة عائدات مالية مجزية لها وللوطن، وهذا هدف لايمكن الإستهانة بأهميته ، كل تلك الأهداف الاقتصادية يمكن إضافتها ببساطة عبر تسيير الرحلات الجوية المنتظمة إليها ، وبالنتيجة ستسهم تلك الرحلات في تخفيف معاناة المواطنين والزوار ، الذين مابرحوا يتكبدون المشاق عند السفر إليها برا ، وبعدها بالبحر ويتحملون حالات مده وجزره وهيجانه وعواصفه ، كل ذلك يمكن إختصاره عبر الرحلات الجوية المقترحة والتي ستضيف العديد من المزايا للجزيرة وتقربها بما فيه الكفاية من مسقط البعيدة عنها حاليا وكذلك من باقي محافظات السلطنة ، كما إنها ستسهم في حل مشكلة الذين يرغبون في الذهاب إليها لقضاء عطلة نهاية الإسبوع والعودة بعد ذلك مباشرة وهو مايستحيل تحقيقه في ظل الواقع الراهن الآن.
إن الجهود التي يبذلها سلاح الجو السلطاني العُماني في تسيير رحلات لها كخدمة لمجالات عمله ولبعض المواطنين الذين تتقطع بهم السبل إليها كالمرضى والحالات المستعجلة والتي لاتقبل التأخير تعد إضافة تستحق الإحترام بالفعل ، وبالتالي فإن تعضيدها بالمقترح المشار إليه سيسهم في إيجاد حلول لكل الإشكالات القائمة حاليا وبنحو جذري ونهائي. و يمكن ايجاد السبل للاستفادة من المطار المتوفر للاغراض المدنية كتسيير رحلات الطيران و معالجة الاشكاليات الفنية اذا كانت.
بالطبع الكل يتطلع إلى اليوم الذي تعلن فيه شركات الطيران العاملة بالبلاد عن بدء تسيير هذه الرحلات قريبا بإذن الله ، فهي خطوة مباركة ستضيف قيمة مضافة عالية لدور هذه الشركات الوطنية في رتق البناء الاجتماعي وتجسيد المسؤولية الوطنية وبأعلى المستويات، إضافة لتحقيق الجانب الحيوي والأهم وهو ربط أبناء مصيرة الأعزاء بمسقط العاصمة.
نأمل أن تكلل جهود ربط مصيرة برحلات جوية من جانب شركات الطيران بالنجاح والتوفيق وبالسرعة القصوى، فهذا الجزء من الوطن غال علينا جميعا ومن حق أبناء مصيرة علينا أن نعمل كل ما في إستطاعنا لنجلب لهم السعادة والفرح وأن نرى الإبتسامة مشرقة على وجوههم دائما وأبدا.