كأس آسيا لم تبدأ

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٠/يناير/٢٠١٩ ٠٢:٣٥ ص
كأس آسيا لم تبدأ

سالم الحبسي
في الوقت الذي يعتبر فيه النقاد والمحللين والمتابعين في القارة الآسيوية أن منتخبنا تأهل إلى دور الـ16 وأصبح من كبار منتخبات القارة.. مازال يحاول البعض أن يلحن لحنا نشازا ويعتبر أن المنتخب لم يقدم ولم يفعل شيئا في كأس آسيا بالإمارات 2019.. التي انطلقت في الخامس من يناير الجاري.

بل يذهب ثلة منهم بأن كأس آسيا لم تبدأ حتى اللحظة رغم إننا شاهدنا وتابعنا مجموع «36 مباراة» فهل كانت هذه المباريات خارج البطولة.. ولا أدري ماذا يعني أن منتخبنا لم يتأهل بعد..هل هو محاولة للتقليل من عطاء المنتخب أم هي رغبة في الخروج عن النص.
منتخبنا رد على هؤلاء ومنتقديه.. فالمنتخب لم يستسلم للظلم التحكيمي الذي هضم حق المنتخب بعدم احتسابه لعدد «5 ضربات جزاء» وكذلك ظلمه باحتساب ضربة جزاء غير صحيحة أمام اليابان.. وبالتالي بمنطق من يقول إن المنتخب لم يحقق معادلة التأهل عليه أن ينظر إلى سوء الحظ الذي صاحب المنتخب والذي اقنع من به صمم.
كما ان المنتخب لم يتأهل إلى الدور الثاني فـــي تاريخ مشاركاته السابقة.. وهذه المرة تأهــل بجدارة وبدون أن ينتظر عطايـــا أخـــرى.. وهــــي الميزة ربما أكدت أن المنتخب يملك روح المنافسة وعدم الاستسلام والتحمل النفســـي.. ولم يرفع منتخبنــا راية الاستلام رغم كل الصعاب والعراقيل التي وضعت أمامه.
المنتخب بقيادة فيربك يقدم أداءا غاب عن أعيننا لسنوات.. والأرقام تتحدث بأن منتخبنا يصنف من الأربعة الكبار في نسبة الاستحواذ والوصول الى مرمى الخصم ودقة التمريرات.. وهذا يؤكد أن هناك عملا كبيرا.
كما نجح احمد كانو كابتن منتخبنا بأن يتحمل مسؤولية القيادة داخل الملعب بشكل مميز وبدرجة امتياز في قيادته لمجموعة فيها خليط من لاعبي الخبرة والشباب.. وأصبح أكثر لاعب آسيوي حاليا يشارك في اكبر عدد من المباريات الدولية ويتبقى له عدد من المباريات ليكون عميد لاعبي العالم..وما زال كانو يتمتع بحيوية الشباب.
واثبت فايز الرشيد جسارته ومقدرته للمرة الثانية بعد كأس الخليج 23.. بأنه الحارس «المخلص» الذي تفوق على نفسه امام اصعب منتخبات القارة اليابان.. وينبري الشاب محسن الغساني هداف منتخبنا الان بهدفين في كأس آسيا والمرشح بقوة بأن يكون من هدافي الكرة العمانية الأبرز مستقبلا.
مجموعة منتخبنا المتجانسة تعطيك منتخبا يلعب بروح الفريق الواحد..لا يتضرر إذا غاب عنه لاعب.. ولا يلعب لاعب على نجومية شخصية وهذا هو سر تفوق منتخبنا في الفترة الأخيرة.. لم يعد هناك «النجم الأوحد» في منتخبنا الأحمر.
منتخبنا يملك جماهير جراره تعشقه حتى النخاع.. وتقطع المسافات والطرقات لتطلب وده.. وتشاهده في أعلى المراتب.. وهذا الأمر الذي يعيه كتيبة كانو ورفاقه بأنهم أمام تحد جديد اليوم عندما يقابلوا منتخب إيران في مباراة مهمة وتاريخية.. وسيكون منتخبنا على الموعد كما عودنا.