سفر ممنوع

الحدث الأحد ٢٠/يناير/٢٠١٩ ١٢:١٥ م
سفر ممنوع

واشنطن - أ ف ب
ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولة مقررة لرئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي ورحلة وفد بلاده للمشاركة في منتدى دافوس الاقتصادي مع تعمق أزمة واشنطن جراء الإغلاق الجزئي لإدارات الحكومة الفدرالية.
وازدادت الفوضى التي تعصف بدوائر صنع القرار في العاصمة الأمريكية على وقع سجال بين الكونغرس والبيت الأبيض بشأن كيفية الخروج من المأزق الذي دخل أسبوعه الرابع وتسبب بحرمان آلاف الموظفين الفدراليين من رواتبهم.
لكن المسألة ارتدت طابعا شخصيا بشكل متزايد بين طرفي النزاع الرئيسيين.
وفي رسالة احتوت على نوع من السخرية، قال ترامب لرئيسة مجلس النواب المعارضة له بيلوسي «آسف لإبلاغك بأن جولتك إلى بروكسل ومصر وأفغانستان تأجلت. سنحدد تاريخا جديدا لجولتك هذه التي تستمر سبعة أيام عند انتهاء الإغلاق الحكومي». وأضاف «أنا متأكد من أنك ستتفقين على أن تأجيل مناسبة العلاقات العامة هذه هو (قرار) مناسب».

إلغاءات
وفي خطوة بدا أنها تهدف لتجنب الانتقادات الديموقراطية المرتبطة بسفرات الإدارة غير الضرورية خلال الإغلاق، أعلن البيت الأبيض إلغاء رحلة وزير الخزانة ستيفن منوتشين وغيره من المسؤولين للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس «لمراعاة 800 ألف موظف أميركي رائع لا يستلمون رواتبهم».
وخططت بيلوسي ووفدها للقيام بزيارة إلى أفغانستان وكان من المفترض أن يسافروا على متن طائرة «إير فورس وان» الرئاسية. وأفاد مكتبها أن مصر لم تكن على جدول الرحلة.
وأفاد مساعد لها في الكونغرس أن عدة نواب كانوا في الحافلات في طريقهم لمغادرة مبنى الكابيتول عندما وصلهم قرار ترامب. وفي محاولة لإحراجها، قال ترامب إنه لا يزال بإمكان بيلوسي حجز رحلاتها الخاصة.
وكتب في رسالته «طبعا، في حال رغبتي بالقيام بجولتك عبر السفر على الطيران التجاري، فبالتأكيد لديك الحق في ذلك».
وأعقب قرار الإلغاء اقتراح بيلوسي بأن يؤجل ترامب كلمته السنوية عن حال الاتحاد الموجهة إلى الكونغرس والمقررة في 29 يناير أو أن يلقيها من البيت الأبيض.
ورغم أنها أرجعت ذلك إلى تأثير الإغلاق الحكومي على الإجراءات الأمنية، لكنها على ما يبدو ترغب بحرمان الرئيس من أهم لحظاته السنوية تحت الأضواء. وبينما نفى البيت الأبيض أن يكون إلغاء سفرتها هو للرد عليها، إلا أن ذلك لم يقنع الكثيرين.

تصرف غير ناضج
وأثار قرار ترامب حفيظة الديموقراطيين في مجلس النواب الذين كان من المفترض أن ينضموا إلى بيلوسي، بينهم العضو الجديدة في الكونغرس إليان لوريا، الجندية السابقة في البحرية التي أشارت إلى أن هدف الزيارة كان الإعراب عن التقدير للجنود الأمريكيين والحصول على معلومات استخباراتية مهمة.
وقالت لوريا في بيان إن «الإشراف مهمة الكونغرس ومن غير المناسب أن يتدخل الرئيس في مهامنا الدستورية».
بدوره، اتهم السناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي لعب دور الحكم بين ترامب وبيلوسي على مدى أسابيع، الأخيرة بـ «اللعب سياسيا (بخطاب) حال الاتحاد».
لكنه انتقد ترامب كذلك مشيرا إلى أن «منع رئيسة مجلس النواب بيلوسي من السفر على طائرة عسكرية لزيارة جنودنا في أفغانستان وحلفائنا في مصر وحلف شمال الأطلسي هو أمر غير مناسب كذلك». وقال إن «تصرفا واحدا غير ناضج لا يستحق ردا آخر عليه».
ويعود سبب الإغلاق الجزئي لإدارات الحكومة الفدرالية إلى رفض ترامب التوقيع على ميزانية عدد من الوزارات ردا على رفض مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديموقراطيون الموافقة على مشروعه لبناء جدار على الحدود مع المكسيك.
وتزداد تداعيات الإغلاق على البلاد حيث طُلب من موظفي مكتب التحقيقات الفدرالي وموظفي المتاحف وخفر السواحل وغيرهم من المسؤولين إما البقاء في منازلهم أو العمل دون رواتب.
وبينما سيحصل الموظفون العاديون على رواتب في نهاية المطاف، إلا أنه لن يتم الدفع للمتعاقدين. ويتبادل الديموقراطيون والبيت الأبيض المسؤولية بشأن الأزمة في وقت لا يظهر أي من الطرفين مؤشرات بشأن إمكانية التراجع.
وسارع معارضو ترامب إلى الإشارة إلى أنه زار جنود بلاده في العراق خلال أزمة الإغلاق الحكومي.
وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف إنه يعتقد أن هذه المرة الأولى التي يلغي فيها رئيس أميركي مهمة لرئيس مجلس النواب لتقصي الحقائق في بلد يشهد حالة حرب. وصرح للصحافيين «أعتقد أن هذا أمر غير مناسب على الإطلاق من الرئيس. لم نسمح لرئيس الولايات المتحدة بإبلاغ الكونغرس بأنه لا يمكنه القيام بمسؤولياته في الإشراف وأنه لا يمكنه ضمان امتلاك قواتنا ما تحتاجه سواء كانت حكومتنا تعمل أو مغلقة».
وأضاف «يجب أن يستمر هذا العمل وأعتقد أنه من المهم للغاية الآن أن نفهم الوضع على الأرض، تحديدا بالنظر إلى أن الرئيس أعلن عن عمليات انسحاب من سوريا وأفغانستان».

غير دقيقة
في إعلان نادر جدا، وصف المدعي الخاص روبرت مولر المكلف التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات، بـ»غير الدقيقة» معلومات نشرها موقع إخباري تفيد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب من محاميه السابق الكذب أمام الكونغرس.
وذكر موقع «بازفيد نيوز» الأمريكي مساء الخميس، بالاستناد إلى مصدرين في الشرطة الفدرالية لم يكشفهما، أن ترامب طلب من محاميه السابق مايكل كوهين أن يكذب في جلسة الاستماع أمام الكونغرس في 2017 بشأن محادثات متعلقة بمشروع عقاري في روسيا.
وقال الناطق باسم مولر إن «وصف بازفيد لتصريحات محددة تم الإدلاء بها لمكتب المدعي الخاص، وسمات الوثائق والشهادة التي حصل عليها هذا المكتب بشأن شهادة مايكل كوهين أمام الكونغرس غير دقيقة».
ونقل ترامب على الفور في تغريدة لقطة لشاشة تلفزيون «فوكس نيوز» خلال بث توضيحات مولر. وبعد ذلك رحب الرئيس الأميركي بإعلان فريق مولر. وبعد تغريدات انتقد فيها الموقع الإخباري، كتب «يوم حزين للصحافة لكنه يوم عظيم لبلدنا».
من جهته، قال رئيس تحرير «بازفيد نيوز» بن سميث في تغريدة على تويتر «نؤكد ثقتنا في تحقيقنا وفي المصادر التي غذته، وندعو المدعي الخاص إلى توضيح ما يعترض عليه».
وكتب الموقع الالكتروني أن هذا الاتهام خطير لأنه يشكل أول مثال على طلب فيها ترامب من شخص يعمل تحت إمرته أن يكذب مباشرة بشأن علاقاته مع روسيا.
أما كوهين الذي يؤكد أو ينفي عادة على تويتر المعلومات الصحافية المتعلقة به، فلم يصدر أي رد فعل هذه المرة. وقال محاميه لاني ديفيس إنه لن يرد على أي سؤال في هذا الشأن.
وكان البيت الأبيض ورودي جولياني محامي ترامب دافعا بقوة الجمعة عن الرئيس الأميركي في مواجهة هذه الاتهامات التي اعتبرتها المعارضة الديموقراطية «الأخطر» حتى الآن. وقال جولياني إن تقرير بازفيد «خاطىء قطعا». من جهته، صرح كتب لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف في تغريدة إن «هذه المزاعم قد لا يكون لها أساس، لكن إذا تبين أنها صحيحة فستمثل تحريضا على الإدلاء بشهادة زور وعلى عرقلة عمل القضاء».