حماية مؤقتة للمهاجرين

الحدث الاثنين ٢١/يناير/٢٠١٩ ١١:٤١ ص
حماية مؤقتة للمهاجرين

واشنطن - أ ف ب
اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت أن يُقدّم حمايةً موقّتة للأشخاص الذين وصلوا إلى الولايات المتّحدة بطريقة غير شرعيّة عندما كانوا أطفالاً، وكذلك لمجموعات أخرى من المهاجرين الذين يُواجهون التّرحيل، وذلك في مقابل أن يُموّل الكونغرس الجدار الحدودي المثير للجدل مع المكسيك.
وهذا المقترح الذي قدّمه ترامب في خطاب متلفز، يهدف بحسب الرئيس الأميركي إلى «الخروج من مأزق» الشّلل الذي يسود قسمًا من الإدارات الفدراليّة منذ نحو شهر تقريبًا.
وقال ترامب إنّ المعنيّين بمقترحه هم 700 ألف شخص يُعرفون بـ»الحالمين»، وهي تسمية خاصّة بالمهاجرين في وضع غير قانوني الذين وصلوا إلى الولايات المتّحدة قاصرين. كما يشمل المقترح 300 ألف مهاجر آخرين، بعد انتهاء الوضع الخاصّ الذي كان يحميهم في الولايات المتّحدة. واعتبر الرئيس الأميركي أنّ هذه التنازلات «ستعمل على بناء الثقة والنوايا الحسنة اللازمة لبدء إصلاح حقيقي لـ(ملفّ) الهجرة».
غير أنّ رئيسة مجلس النوّاب الديموقراطيّة نانسي بيلوسي رفضت مقترح ترامب، معتبرةً أنّ ما تمّ تقديمه على أنّه تنازل رئاسي لا يعدو كونه «تجميعًا لمبادرات عدّة تمّ رفضها في السابق».
ويرفض الديموقراطيّون أن يتمّ منح مبلغ 5,7 مليار دولار الذي يطلبه ترامب لبناء جدار حدودي مع المكسيك تنفيذًا لأحد الوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابيّة.
في المقابل، اعتبر الجمهوري ميتش ماكونيل زعيم الغالبيّة في مجلس الشيوخ، أنّ مقترح ترامب «قرار شجاع» من الرئيس «من أجل إعادة فتح الإدارات، وتأمين الحدود والعمل بطريقة غير حزبيّة لمعالجة القضايا الحاليّة المتعلّقة بالهجرة»، مشيرًا إلى أنه يعتزم عرض المقترح الرئاسي للتصويت.
وكان ترامب وَعَد بإصدار «إعلان مهمّ» السبت في شأن الإغلاق الجزئي للحكومة الفدراليّة المستمرّ منذ أكثر من شهر، والذي تسبّب به الانقسام السياسي الحادّ حول مشروع الجدار مع المكسيك.
وكتب ترامب على تويتر «سأصدر إعلاناً مهمًا في شأن الأزمة الإنسانيّة على حدودنا الجنوبيّة والإغلاق (الحكومي) مباشرة من البيت الأبيض».
ونشر ترامب مساء الجمعة على تويتر فيديو شدد فيه على ضرورة أن «تؤمّن» الولايات المتحدة حدودها الجنوبية.
وقال «يعلم الجميع الآن أن حدودنا الجنوبية تشهد أزمة إنسانية، وهي أزمة أمن قومي أيضاً».
واعتبر أن هذا الوضع مستمر «منذ عقود». ورأى أن الوضع «يزداد سوءاً لأن الكثير من الناس يريدون الدخول إلى بلدنا». ووجه ترامب نداءً للديموقراطيين الذين استعادوا السيطرة على مجلس النواب في بداية يناير، قائلاً «لنُبعد السياسة من كلّ ذلك، لنذهب إلى العمل ولنجد اتفاقاً».

تصلّب
أمل ترامب صباح السبت في أن تتمكن بيلوسي من «التقدّم وإدراك ما يعرفه العالم أجمع (...) وهو أنّ الجدران تنفع، ونحن بحاجة إلى جدار».
وهذا التصلب المتبادل من الجانبين أدى منذ 22 ديسمبر إلى إغلاق حكومي جزئي شلّ الإدارات الفدرالية، بسبب عدم إقرار ميزانية في الكونغرس.
وأثّر هذا الإغلاق على 800 ألف موظف فدرالي لم يتلقوا رواتبهم، فيما اضطر جزء آخر إلى العمل بلا راتب. ويُفترض أن يتلقّى هؤلاء رواتبهم في نهاية الإغلاق، لكن بانتظار هذه النهاية فإنّهم يُواجهون صعوبات جدّية في دفع فواتيرهم وقروضهم أو حتّى شراء حاجاتهم الغذائية.
والسبت، كتب السناتور الجمهوري ميت رومني على تويتر «لم تعد مشكلة جدار. إنها مشكلة رواتب يتجاهلها الكونغرس. صوتوا على قوانين مجلس النواب وادرجوا الجدار في الموازنة المقبلة».
في خطاب رسمي من البيت الأبيض في 8 يناير، توجّه الرئيس إلى الأميركيين بالقول إنه يحدّثهم «لأننا نشهد أزمة إنسانية وأمنية متنامية على الحدود الجنوبية». وحذّر من المهاجرين غير الشرعيين الذين يتسببون بإهراق «الدماء الأميركية».
وصباح السبت، هاجم ترمب السلطات المكسيكية مجددًا، متحدثًا عن «قافلة» من المهاجرين انطلقت من اميركا الوسطى نحو الولايات المتحدة، على غرار قوافل اخرى في الاشهر الاخيرة.
وعبر 2000 مهاجر من أميركا الوسطى، أكثرهم من الهندوراس، بطريقة غير شرعية الجمعة الحدود بين غواتيمالا والمكسيك.
وغادرت قافلة جديدة الثلاثاء مدينة سان بدرو سولا في الهندوراس وتتقدم بمجموعات منفصلة.
وهذه ثالث قافلة تخرج من هذا البلد منذ مغادرة أوّل موكب في 13 أكتوبر والذي ضمّ نحو سبعة آلاف شخص.

مسيرة النساء
تأمل «مسيرة النساء» التي نظمت تظاهرات ضخمة ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في يناير 2017، في جمع مئات آلاف الأشخاص في جولتها الثالثة السبت في الولايات المتحدة، رغم انقسامات في صفوفها واتهامات بمعاداة السامية تستهدفها.
وتنطلق المسيرة الكبرى في واشنطن في الساعة 10,00 (15,00 ت غ) فيما تجري تظاهرات في مواقع أخرى من البلاد، بعد عامين على انتخاب ترامب رئيسا.
وضمت التظاهرات العام الفائت أكثر من 500 ألف شخص تحت راية حركتي «#مي تو» و»#تايمز أب» ضد التحرش والعنف الجنسي. وتندد الحركة بتصريحات الملياردير الجمهوري التي تعتبر عنصرية أو معادية للنساء، وقد اتهمته هو نفسه عدة نساء بالتصرف بصورة غير لائقة.

موكبان
وعاد الجدل إلى الواجهة في ديسمبر عندما أكد موقع «تابلت» للأنباء اليهودية أن تاميلا مالوري السوداء وناشطة أخرى متحدرة من أميركا اللاتينية تدعى كارمن بيريز قالتا لمنظِّمة بيضاء يهودية الأصل تدعى فانيسا رابل إن لليهود مسؤولية خاصة في استغلال وعبودية السود في الولايات المتحدة. وأفاد الموقع أن هذا الكلام صدر عنهما في نوفمبر 2016 لدى إنشاء التحرك.
في نوفمبر الفائت دعت تيريزا شوك، أول امرأة طرحت فكرة «المسيرة»، إلى استقالة المسؤولات الأربع الحاليات عن «مسيرة النساء» تاميكا مالوري وكارمن بيريز والناشطة الأميركية الفلسطينية ليندا صرصور وبوب بلاند.
ورفضت صرصور هذه الاتهامات مؤكدة في بيان أن هدف المنظمة «محاربة التعصب الأعمى والتمييز بشتى أشكاله منها كره المثليين ومعاداة السامية». وكانت المنظمة رفضت في وقت سابق في بيان مواقف فرخان. وفي يناير 2018 كانت المنظمتان تقومان بمسيرات جنبا إلى جنب ضمت مئات آلاف الأشخاص في نيويورك ولوس أنجلوس. وستنظم الحركتان السبت مسيرتين منفصلتين وقالت «مارتش أون» إنها لن تنضم إلى مسيرة واشنطن.
لكن شارون لين الطبيبة التي ستشارك في مسيرة نيويورك تعتبر أن لا أهمية لهذه الانقسامات. وصرحت لفرانس برس «النية الأصلية لا تزال قائمة : حشد الجماهير لتأكيد معارضتنا للمنحى الذي اتخذته البلاد».