محميات تحتاج إلى حماية

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٢/يناير/٢٠١٩ ٠١:٤٦ ص
محميات تحتاج إلى حماية

محمد الراسبي

عندما تتحرك منطلقا بسيارتك انت وأصدقائك او عائلتك محملين بالمؤن متزودين بتفاصيل الرحلة العائلية متأملين رحلة تصحبها ذكريات جميلة تظل معك لأيام مقبلة ولقضاء ساعات مع اسرتك منتظرا ان ينطلق اطفالك في الفضاء اللامحدود بقدر عمرهم واحلامهم يحكون قصتهم بعدها لمعلمهم او لمعلمتهم او لزملائهم او لمن في عمرهم للمكان الذي قصدوه في رحلتهم الداخلية في وطنهم.

قد لا تتحقق مثل هذه النماذج من الرحلات والاستجمام او السياحة الطبيعية الترفيهية البينية ذات الخصوصية في المستقبل وقد يتحقق منها الشئ القليل في أماكن محدودة بسبب ما نراه من تزاحم وزحف عمراني من حيث نواته ونقطة الانطلاقة الاصلية له.

الزحف نجدة في بعض الاماكن ممتدا في جميع الاتجاهات الاربع واصلا او يكاد ان يصل نحو الجبال وسفوحها والبحار وشواطئها والصحاري بطبيعتها وجمالها دون وجود حدود او خط فاصل او تمييز او اعتبارات بيئية.
تجرف بعض هذه المخططات بل العشوائيات امامها الخصوصية والمتعة التي يتمتع بها السائح سواء من الحاضرة او البادية مع امكانية ان تفقد عذريتها يوما ما كما فقدت في بعضها ما لم توضع الخطوط الفاصلة المعتمدة بأن هذه او تلك المكنونات الطبيعية خط لا يمكن تجاوزه.

يحز في الخاطر والهمس يدور ان ترى فنادق ومنتجعات سياحية (مثلا) على البحر أغلقت أمكنة لها خصوصيتها كانت للعامة لمئات السنين وكانت يوما متنفسا للعوائل والرياضيين وعاشقين المشي وسمر التجمع العائلي. الجميع يشجع الاستثمار والسياحة وتنمية الاقتصاد الوطني ولكن نتمنى ترك المساحات التي تخص العامة وان يكون هناك فاصل وهمي رمزي بدل الأغلاق الكامل والحرمان من مبدا لا ضرر ولا ضرار.

كيف نحرص بأن نوفر الخصوصية لضيوف تلك المنتجعات والفنادق وتمييزهم وهم لم يطلبوا أصلا ذلك وقد يكون هذا العامل أصلا ليس من عوامل النجاح وفي المقابل الآخرين يفقدون هذه الميزة.
تجد في الصحاري والرمال ذات الطبيعة القريبة من المدن والقرى والتي هي كذلك ملجأ ومتنفس ترفيهي بل عشق متبادل منذ الأزل كونها جزءا من التراث بأن كانت وما زالت تخيم العوائل وتنتقل وتعسكر لأيام ووقت الأمطار وتوفر المرعى قد تخيم وتتردد لأسابيع لذات الأمكنة إنه العشق المتبادل بين الطبيعة والإنسان العماني.
حين تبدأ العشوائيات والتمليك في مثل هذه الاماكن الطبيعية من الطبيعي ان يضيق الخناق لمن يبحثون عن تغير الجو الروتيني من حياة المدينة والعمل الى حياة و مكان اوسع وأبهى لقضاء وقت يعيد لهم نشاطهم وحيويتهم.
هناك أماكن للأسف قد لا تنفع للسكن الدائم وبعيدة كل البعد عن المخططات السكنية ونجد من يقفز عليها محاولة التملك في بقعة ما قد تؤثر على باقي المساحات. مثل هذا النموذج قد يفتح الشهية والمجال للآخرين وفي نفس الوقت قد يكون عائقا لحماية مثل هذه الأماكن بان تجعلها عامة يوما ما.
جميعنا مسؤول وكل من له قرار في تأمين مناخ ومساحات محمية آمنة تحتضن عشاق الطبيعة عشاق الشواطئ والصحاري والوديان كونهم جزءا من المنظومة العمانية الموائمة بينهم وبين ذات الطبيعة وجغرافيتها العمانية وأن لا ننسى أن هناك أجيالاً قادمة تستحق ان تجد ما يلائم أحلامها وتكون امتدادا لحاضرها.
نحتاج الى محميات مصغرة بقرارات وزارية ولا تنقض الا بقرارات مماثلة في حالة دعت الضرورة على أن تظل محميات محمية بالقانون لكي تظل مرتع ومرجع للعوائل وللأجيال المقبلة وان لا تلغيها أو تؤثر عليها التداخلات البينية ببن ولاية وأخرى لأنها للمواطن والمقيم او الزائر او العابر لمثل تلك المحطات الطبيعية وان تكون ملكا عاما يحق لأي شخص قضاء وقت ممتع دون ان يتنغص انه في يوم ما سوف يفقد ذلك المعلم.
هذا سيكون اضافة الى المحميات العامة والتي صدر ت فيها مراسيم سلطانية سواء المحميات الفطرية او الحيوانية او النباتية والتي لايمكن المساس بها.
هذا بطبيعة الحال لا يعني أن نحد من الاستثمار أو المخططات السكنية ولكن بمعايير. للضرورة أحكام عندما يراد من هذه المحميات ان تكون للجميع كمخطط سكني لا مفر منه عندما لا يكون هناك مجال آخر وبعد دراسة مستفيضة.