إجازة بلا طعم.. ولا لون..

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٣/يناير/٢٠١٩ ٠٤:٠٠ ص
إجازة بلا طعم.. ولا لون..

لميس ضيف

سؤال لأولياء الأمور:

هل أنا الوحيدة التي ترى أن إجازة منتصف العام هي أطول بكثير مما يجب؟
وكيف يُفترض أن يقضى التلامذة إجازة تزيد عن الشهر وتصل لـ6 أسابيع في بعض المدارس!
لقد بدأ التلامذة الانتظام في الدراسة في الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر على الأغلب الأعم. ومرت إجازات عدة في الفصل الدراسي الأول. أطولها إجازة العيد الوطني التي امتدت أسبوعا. فكم يوم إجازة سيحصلون في المجمل مقابل كل يوم دراسي!
في إجازة الصيف هناك مجال للأسرة أن تسافر مثلا، إن كانت مقتدرة ماديا، كما ولدى بعض الأسر الإمكانية لتسجيل أبنائهم في برامج ومخيمات صيفية في الداخل والخارج. أما إجازة الربيع هذه فلا لون لها ولا طعم ولا رائحة. يقضيها الصغار في النوم، وأمام الألواح الذكية والتلفاز، مهدرين طاقاتهم الذهنية والجسدية بلا طائل وفي سن يُفترض فيه ان تكون كل أيامهم فيه أنشطة تبني الشخصية وتصقل العقل وتشحذ المواهب!
لا أعرف إن كان باقي أولياء الأمور يشاطرونني الرأي. ولكنني للأمانة أنتمي للمدرسة الفكرية التي ينتمي لها الرئيس الكوري كيم جونغ يون الذي منع الإجازة الأسبوعية واستعاض عنها بأنشطة في المدرسة لقناعته بأن عقول الأطفال تملك قدرات خارقة على التعلم. ولن أتمنى أن يدرس أطفالي طوال الأسبوع ولكني لا أريد أن أرى قدراتهم مستنزفة لخمسة أشهر في السنة بسبب الإجازات المتتالية والمتقطعة.
بالطبع بعض المدارس الخاصة تكتفي بأسبوعين لاعتبارات مختلفة. وبعضهم يستغل الوضع فيمد الإجازة لأكثر من 6 أسابيع ضاربا برأي أولياء الأمور عرض الحائط ومتذرعا بتعليمات وزارة التربية في حين أن إجازة المدارس الحكومية نفسها لا تعدو الشهر! فالبعض يتعاطى مع مضمار التعليم والتربية كما يتعاطى مع تجارة التجزئة. فالربح ثم الربح ولا مكان حقيقيا لأي اعتبارات أخرى.
إن حوارا معمقا يجب أن يدور حول موضوع الإجازات لا سيما في التعليم الخاص الذي يضيف إجازة عيد الفصح وموسم الأعياد المسيحية لقائمة إجازاته الكثيرة أصل. خصوصا وأننا في مناطق لا توجد بأنها أنشطة خارجية ولا مراكز كافية للمواهب وشحذ الطاقات. ما يعني أن الهدر هو عنوان حياة الطفل والمراهق. وهو ما يؤثر سلبا على قدراتهم الذهنية ويحجم إمكانياتهم. لنتساءل في أديباتنا لاحقا بسذاجة: لماذا لا نرى عباقرة في دولنا كما الآخرين، ولم لا نرى مبتكرين ومبدعين والجواب لأننا نخدرهم معظم الوقت بالراحة والرفاهية عوضا عن أن نستغل فضول عقولهم الصغيرة في تفجير إمكانياتهم.