من الجيب الأخير الواقع تحت سيطرة داعش في دير الزور.. الخروج الكبير

الحدث الخميس ٢٤/يناير/٢٠١٩ ٠٠:٥٨ ص
من الجيب الأخير الواقع تحت سيطرة داعش في دير الزور.. الخروج الكبير

عواصم - وكالات
خرج 4900 شخص بينهم 470 مقاتلا في صفوف تنظيم داعش منذ يوم الإثنين من الجيب الأخير الواقع تحت سيطرة التنظيم في محافظة دير الزور في شرق سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إلى «خروج 4900 شخص من جيب التنظيم خلال الـ 24 ساعة الأخيرة من ضمنهم 470 من عناصر التنظيم». وقال المرصد إن غالبية المدنيين هم عائلات المقاتلين وقد تم نقلهم بواسطة عشرات الشاحنات التابعة لقوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف فصائل كردية وعربية، في حين قال عبد الرحمن إن آخرين غادروا المنطقة بسياراتهم الخاصة.
وقد توجّهت القافلة إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية في محافظة دير الزور حيث تقلّصت مساحة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم إلى نحو عشرة كيلومترات مربّعة، بحسب المرصد.

آخر الجيوب

وتخوض قوات سوريا الديموقراطية، منذ سبتمبر بدعم من التحالف الدولي عملية عسكرية ضد آخر جيب للتنظيم بالقرب من الحدود العراقية، وتمكنت من السيطرة على الجزء الأكبر من المنطقة، فيما بات ينحصر وجود الجهاديين في بقعة محدودة.
وفي الأسابيع الأخيرة تمكّنت قوات سوريا الديموقراطية من السيطرة على بلدتي هجين والشعفة وقرية السوسة، أبرز مناطق الجيب الأخير.
وقال عبد الرحمن إن «قوات سوريا الديموقراطية تمكّنت من تحقيق تقدم مهم واستراتيجي في المنطقة، عبر تقدمها وسيطرتها على نحو نصف بلدة الباغوز فوقاني، التي تعد آخر بلدة يسيطر عليها التنظيم في سوريا عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات». وبحسب المرصد فقد ارتفع إلى 26,950 عدد الأشخاص الخارجين من جيب التنظيم من جنسيات مختلفة منذ مطلع شهر ديسمبر من العام 2018، من ضمنهم «نحو 1770 عنصرا من تنظيم داعش، ممن جرى اعتقالهم من ضمن النازحين».

إنهيار التنظيم

وقال مدير المرصد إن «التنظيم بات منهاراً بشكل كبير، ولم يعد بمقدوره الصمود أكثر»، لكن هناك مقاتلين «يرفضون الاستسلام، في الوقت الذي سلم المئات أنفسهم خلال الـ24 ساعة الأخيرة لقوات سوريا الديمقراطية».
وعلى وقع عمليات عسكرية عدة، خسر التنظيم المتطرف في السنوات الأخيرة غالبية المناطق التي أعلن منها «الخلافة الإسلامية» في سوريا والعراق في 2014. ولم يعد يسيطر سوى على جيوب متفرقة في سوريا.
وبالإضافة إلى الجيب الخاضع لسيطرته في شرق سوريا يسيطر تنظيم داعش على قسم من البادية السورية الممتدة من وسط البلاد حتى دير الزور، حيث تدور مواجهات متقطّعة بين مقاتليه من جهة والقوات النظامية وتلك المتحالفة معها من جهة أخرى. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 19 ديسمبر أن الولايات المتحدة قد ألحقت مع حلفائها «الهزيمة» بتنظيم الدولة الإسلامية، وأمر بسحب القوات الأميركية من البلاد.
وتسبب النزاع السوري منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وتسبب بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

خسائر التنظيم

سيطرت قوات سوريا الديموقراطية أمس الأربعاء على بلدة في شرق سوريا كانت خاضعة لتنظيم داعش، ما دفع المقاتلين الى التقهقر في بقعة محدودة في آخر جيب له، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتقود هذه القوات المؤلفة من فصائل كردية وعربية، منذ 10 سبتمبر هجوماً بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن لطرد التنظيم من هذا الجيب الواقع في ريف دير الزور الشرقي بمحاذاة الحدود العراقية، والذي يدافع التنظيم عنه بشراسة.
ورغم الهجمات المضادة التي شنّها التنظيم، تمكّن تحالف الفصائل العربية والكردية من السيطرة على القسم الأكبر من معاقله.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «ان قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على بلدة الباغوز» وذلك غداة سيطرتها على نحو نصف بلدة الباغوز فوقاني، التي تعد آخر بلدة يسيطر عليها التنظيم في سوريا عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات.
ولا يزال التنظيم المتطرف يسيطر على قريتين صغيرتين وأراض زراعية في محيط البلدة، بحسب المصدر الذي أشار كذلك إلى ان الباغوز «هي آخر بلدة كان يسيطر عليها التنظيم».
ولفت مدير المرصد إلى أن «عمليات التمشيط في البلدة مستمرة بحثا عن المتوارين من عناصر تنظيم داعش مضيفا «من المتوقع الآن التقدم باتجاه الأراضي الزراعية في محيط الباغوز».
ومنذ بدء الهجوم في سبتمبر، قتل أكثر من 900 مقاتل و600 من قوات سوريا الديموقراطية، وفق المرصد الذي وثق أيضاً مقتل أكثر من 380 مدنياً، بينهم نحو 140 طفلاً.

محادثات

من جهة أخرى عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب اردوغان أمس الأربعاء في موسكو محادثات حول سوريا سوف تركّز وفق تركيا على إنشاء «منطقة أمنية»، كما تسميها أنقرة، في شمال سوريا.
ويقف الزعيمان على طرفي نقيض من الأزمة السورية، فروسيا تقدم الدعم للحكومة السورية بينما تدعم تركيا المسلحين المعارضين الذين يحاربون نظام الرئيس بشار الاسد.
وبالرغم من هذا فقد عمل الزعيمان معا وبشكل وثيق على ايجاد حل سياسي للحرب المستمرة منذ سبعة اعوام، وقد وافقت روسيا وتركيا على تنسيق عمليات برية في سوريا بعد إعلان الرئيس الاميركي الصادم الشهر الماضي سحب القوات الأميركية من هناك.
وقال أردوغان في خطاب الإثنين انه سيبحث مع بوتين اقتراح ترامب انشاء «منطقة أمنية» تسيطر عليها تركيا في شمال سوريا. الا ان الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة والذين يسيطرون على الجزء الاكبر من شمال سوريا يرفضون الفكرة خوفا من هجوم تركي محتمل ضد المناطق التي تقع تحت سيطرتهم.
ومن المرجح ان تعارض موسكو ايضا الفكرة، خاصة مع تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاسبوع الماضي بأن على دمشق ان تسيطر على مناطق شمال البلاد.
وبعد نحو ثماني سنوات من الصراع الدامي في سوريا، أدى الانسحاب الأميركي إلى تعزيز حملة الاسد المدعومة من روسيا لإعادة فرض السيطرة على البلاد.
فالقوات الكردية، التي تُركت مكشوفة بعد اعلان ترامب سحب الجنود الأميركيين، طلبت المساعدة من النظام السوري لمواجهة التهديد المتمثل بهجوم تركي.
وأشاد الكرملين بدخول القوات السورية إلى مدينة منبج الرئيسية في الشمال للمرة الأولى منذ ست سنوات.
وتخطط موسكو لتنظيم قمة ثلاثية مع تركيا وإيران بداية هذا العام كجزء من عملية أستانا للسلام التي أطلقتها الدول الثلاث عام 2017.
وقال يوري أوشاكوف مستشار بوتين للسياسة الخارجية في لقاء مع صحفيين الأسبوع الماضي «حتى الآن لم يتم تحديد موعد، لكن بعد التفاوض مع أردوغان سنبدأ التحضيرات للقمة الثلاثية».
وعقد آخر اجتماع بين بوتين وأردوغان والرئيس الايراني حسن روحاني في إيران في سبتمبر من العام الماضي، حيث سيطر على جدول الأعمال البحث في مصير إدلب. وتدهورت العلاقات بين روسيا وتركيا إلى أدنى مستوى لها منذ سنوات في نوفمبر 2015، عندما أسقطت القوات التركية طائرة حربية روسية فوق سوريا. ولكن بعد اتفاق مصالحة عام 2016، عادت العلاقات بسرعة الى طبيعتها، وعاد التعاون بين بوتين واردوغان حول سوريا، كما أعلنت تركيا عن شراء أنظمة دفاع جوي روسية الصنع وعن بناء روسيا لأول محطة نووية تركية.