كيف حصل هذا يا بلدية بوشر!

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٨/يناير/٢٠١٩ ٠٧:٣٠ ص
كيف حصل هذا يا بلدية بوشر!

علي بن راشد المطاعني

هناك ممارسات تحز في النفس وتطعن في القلب، وتعض بأسنان كالأشواك على الضمير الحي، تحدث للأسف في (بعض) جهاتنا الحكومية، فالواقعة التي أمامنا حدثت في بلدية بوشر بالعاصمة مسقط، فقد قررت إحدى الأسر عمل مظلة للسيارة أمام المنزل، وهذا الإجراء يتطلب موافقة الجهات المختصة بالبلدية كأمر طبيعي ومعمول به حسب اللوائح والقوانين التي تنظم مثل هذه الأمور، وبالفعل قامت الأسرة بمراجعة البلدية مرارا وتكرارا لطلب الموافقة، غير أن كل ماكانوا يتلقونه من ردود هو اعتذارات متكررة لضيق المساحة تارة، وعدم وجود مسافة كافية في الشارع تارة أخرى، كل أفراد العائلة تقريبا تناوبوا على مراجعة البلدية بهذا الشأن، ولكن دون جدوى، وفي نهاية المطاف دب اليأس في نفوس أفراد العائلة، وأيقنوا أن من المستحيل ان يتم الأمر.
غير أن الحيرة بقيت قائمة قي نفوسهم، فما يشاهدونه في الحارات الأخرى يناقض رفض البلدية، فهناك مظلات شبيهة تماما لمظلتهم الحلم، وفي مساحات مطابقة لمساحة منزلهم، عندها عادوا يسألون طوب الأرض كيف حصل أولئك على التراخيص اللازمة وقامت مظلاتهم كما ينبغي، في حين فشلوا هم في الحصول على ذات الترخيص، أسئلة مشروعة كثيرة تدور في مخيلتهم، ولكن لا مجيب عليها فظلت كما هي معلقة بين السماء والأرض.
بعدها جاء الحدث المدوي الذي زلزل كيان المظلة المزعومة، فقد أتت الشركة التي يعمل بها الأجانب لتسأل الأسرة عن التراخيص اللازمة ليتسنى لهم الشروع في إقامة المظلة بناء على الاتفاق معهم، وبحسرة أبلغوهم بأنهم فشلوا في الحصول على أي ترخيص من البلدية، تبسم صاحب الشركة أو أحد المسؤولين فيها، قال لهم هاتوا أوراقكم، سلموها له فهم يعلمون بأنه سيعود إليهم بعد حين بكف حنين، بعد أن عادوا هم بخفي حنين المسكين.
بعد يومين فقط حصل الوافد على الموافقة اللازمة لإقامة المظلة، ومع فرحة الحصول على الترخيص ظل السؤال الحائر قائما ويحمل العديد من علامات الحيرة والدهشة، إذ كيف للشركة أو للأجانب أن يحصلوا على الموافقة من بلدية بوشر في هذه الفترة الوجيزة في حين فشلوا هم بعد ركض أمتد لشهور للحصول على الموافقة دون ان يحصلوا عليها.
فهل يمكن تلخيص الحكاية في أن المواطن إذا رغب في أن تنجز معاملة له عليه أن يستعين بـ (وافد) لينجزها له وعلى جناح السرعة القصوى وبدون منغصات أو مطبات؟!.. ام ان هناك امورا أخرى خلف الكواليس.

إقرأ أيضا: علي المطاعني يكتب : هل يمكن أن نعمل لـ فترتين؟

بعدها جاء نفس الموظف الذي كان قد رفض إنجاز المعاملة لنفس البيت الذي زاره قبلا، أيام الرفض، ليسألهم وبدم بارد هل نعتمد المعاملة القديمة أم الجديدة، ردوا عليه وبدم أبرد، ما تراه مناسبا في اشارة عدم رضا لما تم في انجاز المعاملة بهذه الممارسة غير اللائقة.
نعم هذه الممارسات نعتبرها فردية ولا يمكننا تعميمها على كل الموظفين ولا على كل الجهات، لكنها في مطلق الأحول ظاهرة خاصة لابد من اجتثاثها ومن الجذور وبالسرعة القصوى حتى لاتتحول إلى ظاهرة عامة تتضخم مع الأيام ككرة الثلج، فالاوضاع لاتحتمل مثل هذه التصرفات بالغة الخطورة والتي تمس كل المسلمات الأخلاقية للعمل العام في البلاد.
نأمل أن يتم التحقيق في هذه الحادثة التي نحتفظ بكل تفاصيل شخوصها، واتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية حتى لاتتكرر بأي حال من الأحوال مع اخرين على نفس المنوال.