لباسنا عنوان هويتنا

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٩/يناير/٢٠١٩ ٠٤:١٦ ص
لباسنا عنوان هويتنا

محمد الراسبي

الخنجر والبشت والدشداشة والعمامة (المص) والعصا (الباكورة) هن برواز اللباس العماني الرسمي للرجل، في إطار هذا البرواز تكون منظومة اللباس والزي الزسمي مكتملة باهية ماعدا ذلك فهو ممكن أن يطلق عليه لباس عام أو لباس غير رسمي. كل من هذه الألبسة الرسمية تلتقي كلها أو بعضها حسب أهمية ومكان الحدث.. يحدد ذلك البرواز هذه الايقونات التقليدية الحضارية من اللباس العماني الرسمي محاطا برمزيتها ومعناها .
الشخصية العمانية شخصية متفردة شخصية متميزة شخصية تكونت بملامح لها مفرداتها ذات القيمة العالية في لباسها وكل جزء من هذا اللباس له دلالات وانعكاسات على لابسه ويرفع من قيمة الشخص المجتمعية حيثما حل وعنوان شخصيته وكذلك دلالة احترامه وتقديره للمكان الذي هو قاصده.
حتى عندما نكون خارج السلطنة يصبح جميلا أن نلبس العمامة كأقل شيء عندما نمثل السلطنة في اللقاءت الصحفية والرياضية والفنية والزيارات الرسمية منها مادام الشخص يمثل بلاده وكون هذا الجزء من الزي يمثل هويته.
المفترض دائما أن نلبس لبسنا الرسمي في المناسبات المناسبة لذلك كالمؤتمرات والعمل والاجتماعات الخارجية أو حضور ورش وغيره من المناسبات مثل الأعراس و"العزيات" وكل ماله علاقة عرف عنا التقيد بها كما يجب أن يحرص المسؤولين والمنظمين على ذلك لمن يمثلوهم في مناسبات بأن يتقيد من يمثل هذه الجهة أو تلك بأن يكون اللبس بما يتناسب مع الحدث الذي يمثله الشخص او الأشخاص.
ما نراه وفي كثير من المناسبات وبعضها حتى خارج السلطنة بان هناك من يلبس الكمه دون المصر مثلا في المناسبات الرسمية متوسطا في القاعة مؤتمرا او منتدى او مشاركا حتى في فرقه فنيه بل هو قد يكون احد الضيوف والمسلط عليهم الضوء مما يفتح المجال لأجيالنا وشبابنا بان ذلك شي طبيعي وهو في الحقيقة عكس الطبيعي عندما نتنازل عن رسمية اللباس التقليدي والذي هو أحد أساسيات الهوية.
قد لا يتوجب علينا اللبس العماني الرسمي او غير الرسمي منه بالضرورة حيثما حللنا خارج السلطنة اوخرجنا في رحلة او سفر او نزهة او حتى في بعض المناسبات الرسمية والتي كثيرا ما تلبس البدلة احيانا اذا تطلب الامر بما يتوافق مع تلك المناسبة او المكان لتلكً الدولة والحضور، حيث يفهم انه في العموم والمتعارف عليه ان الشخص في السفر يلبس مثل عموم الناس مثل كل الاجناس الاخرين لو اراد ذلك من باب عدم لفت الانتباه مثلا متخذا حرية لبس مايناسبه ومايليق به وليس هروبا او انقاصا من الزي الوطني.
اذن هوية اللباس جزء من الهوية الذاتية والوطنية لكل مواطن منتم الى عمان والتي علينا ان ننهجها كما هي ونحافظ عليها ونسطر مع ابنائنا من ارث وحضارة ولبسنا العماني المتكامل والذي ورثناه كجزء من هويتنا العمانية الحضارية.
عدم اللبس لا ينقص من شخصية الفرد الذاتية شي ولكن التقيد بالزي الرسمي اقله الثوب (الدشداشة) والعمامة ان لم يكن البشت والخنجر مما يضيف للشخصية العمانية ومتقلدها الشيء الكثير كونها احد اطارات البرواز الرئيسية وتضيف هيبة واضافة للابسها.
الجميل ان هناك مؤسسات قطاع خاص تفرض اللبس الرسمي العماني الكامل بان لايسمح الا بلبس اللباس الرسمي الدشداسة والمصر للعماني وهذا في حد ذاته رسالة عظيمة تأصل الهوية العمانية وخاصة للذين تعودوا ان يلبسوا لباسا غير لباسهم وقت ما شاءوا او عدم مبالاتهم ولكن بمثل هذه التوجه تجهدهم يعوا معنى قيمة ما يلبسوه وأهميته. نتمنى ان تحذوا بعض المؤسسات حذو مثل هذه الشركات والمطبقة لشيء يحسب لها.
يحز في النفس ان نرى من بعض الشباب متقمصين شخصيات وألبسة لا تمثل سوى افكارهم وكونهم لم يجدوا التوجيه المناسب ممن هم اكبر منهم سنا او من هم قريبين منهم، ولعدم وجود مثل هكذا متابعة للأبناء والنصح من الأهل مما قد يشجع على الاستمرار في هذا النهج لبعض الفئات في حالة عدم تداركه حتى لاتفقد هوية اللبس شيئا فشيء.
إذن من الطبيعي ان كل مربي يربي أبناءه وان يرشد المقربين منهم على تقلد اللباس العماني والرسمي منها في المناسبات قدر المستطاع وان تزرع الهوية العمانية ذات النمط الجميل في كل فرد ينتمي للشخصية العمانية الأصيلة. فتحية لمن جعل الزي الأصيل شعارا وفي امتداده جمالا ولبسه فخرا واعتزارا.