تجربة إيرانية ناجحة على صاروخ عابر مداه 1350 كلم

الحدث الاثنين ٠٤/فبراير/٢٠١٩ ٠٥:٢١ ص
تجربة إيرانية ناجحة على صاروخ عابر مداه 1350 كلم

طهران - أ ف ب
أعلنت إيران إجراء تجربة «ناجحة» على صاروخ عابر جديد يتجاوز مداه 1350 كلم، تزامنا مع الاحتفالات بالذكرى الأربعين لقيام الثورة الإسلامية في ايران.
ومن المتوقع أن تواجه هذه التجربة بانتقادات شديدة، خصوصا من قبل الولايات المتحدة التي تطالب إيران بالكف عن إجراء تجارب صاروخية أو إطلاق صواريخ لنقل أقمار اصطناعية الى الفضاء.
وقال وزير الدفاع الايراني أمير حاتمي خلال احتفال رسمي أقيم للمناسبة، إن «تجربة الصاروخ هويزه نفذت بنجاح»، فعبر 1200 كلم «وأصاب الهدف المحدد له بدقة»، كما نقل عنه التلفزيون الرسمي الذي بث مشاهد من عملية الإطلاق.
وأوضح الوزير أن الصاروخ الجديد «صمم وصنع بأيدي خبراء ومتخصصين في المنظمة الجوية الفضائية التابعة لوزارة الدفاع ويصل مداه الى اكثر من 1350 كيلومترا ويستخدم ضد الأهداف الأرضية الثابتة».
وأضاف: «يمكن أن يكون جاهزا في أقصر وقت، ويحلق على علو منخفض جدا». ووصف حاتمي الصاروخ هويزه بأنه «الذراع الطولى لجمهورية إيران الإسلامية». والصاروخ من مجموعة صواريخ سومار العابرة، وكشف عن نماذجها الأولى العام 2015 بمدى يصل إلى 700 كلم.
وجاء في تقرير صادر عن المؤسسة الدولية للدراسات الاستراتيجية في لندن نشر العام 2017 ، أن ايران تعمل على تطوير نحو 12 نوعا من الصواريخ يراوح مداها بين 200 و2000 كلم، ويمكن ان تحمل شحنات يراوح وزنها بين 450 و1200 كلغ.
ولم تخف الدول الغربية قلقها إزاء هذا البرنامج الصاروخي، وتتهم ايران بالسعي لزيادة مدى صواريخها، ما سيؤدي الى زعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط.
وتعتبر ايران العدو الرئيسي لاسرائيل، وصدرت تصريحات عدة لمسؤوليها يعربون فيها عن رغبتهم بالقضاء على الدولة العبرية.
إلا أن ايران تؤكد أن برامجها الصاروخية محض دفاعية، وترفض مناقشة قضايا تعتبرها سيادية وتتعلق بأمنها القومي.

انتقادات
بموجب قرار مجلس الامن الرقم 2231 على ايران «الامتناع عن القيام بأي نشاط يتعلق بصواريخ بالستية معدة لنقل شحنات نووية، ومن ضمنها التجارب المتعلقة بتطوير تكنولوجيا الصواريخ البالستية». وهناك تفسيران متناقضان لهذه الفقرة من قرار مجلس الامن، واحد للدول الغربية وآخر لإيران.
وكان الاميرال علي شمخاني أمين المجلس الاعلى للأمن القومي في إيران اعلن الثلاثاء الفائت أن بلاده «لا ترغب» في زيادة مدى هذه الصواريخ. وتزامن هذا الموقف مع ضغوط غربية جديدة على طهران بسبب برامجها لتطوير صواريخ بالستية.
وقال الضابط الإيراني الرفيع في هذا الصدد «على الصعيدين العلمي والعملاني لا شيء يمنع إيران من زيادة مدى صواريخها. الا أن إيران ورغم جهودها المتواصلة لتحسين دقتها، استنادا الى عقيدتها الدفاعية وحدها، فإنها لا ترغب على الإطلاق في زيادة مدى هذه الصواريخ».
وبعدما اجرت ايران تجربة فاشلة منتصف يناير الفائت لوضع قمر اصطناعي على المدار، اتهم وزير الخارجية الامريكي مارك بومبيو طهران بـ»الاستفزاز» والسعي «لتطوير طاقاتها البالستية التي تهدد اوروبا والشرق الاوسط».
وفي ديسمبر الفائت حضت الولايات المتحدة مجلس الأمن على اتخاذ إجراءات عقابية بحق ايران لكي تحد من برنامجها للصواريخ البالستية التي تهدد الشرق الأوسط وما بعد الشرق الاوسط. الا أن روسيا وفرنسا شددتا على ضرورة «الحوار» مع ايران بشأن هذا الملف.
والمعروف أن واشنطن فرضت عقوبات اقتصادية خانقة على ايران بعدما انسحبت العام 2018 من الاتفاق النووي الايراني الذي اعتبره دونالد ترامب متساهلا جدا مع طهران.
وفي الذكرى الأربعين لقيام الجمهورية الإسلامية في إيران، نددت واشنطن السبت الفائت بما اعتبرته «40 عاما من الفشل» لهذا النظام، الذي قالت إنه لم يستطع «الوفاء بأي من الوعود» التي قطعها للشعب الايراني.
ومع أن تغريدة وزارة الخارجية الامريكية لم تتطرق الى مسألة الصواريخ الايرانية، فإنها شنت حملة عنيفة على النظام الإسلامي برمته جاء فيها، «عندما عاد الى ايران العام 1979، وعد آية الله الخميني بتحقيق الكثير للإيرانيين، بينها العدالة والحرية والرخاء. وبعد 40 سنة أخل هذا النظام بكل هذه الوعود ولم ينتج سوى 40 عاما من الفشل».