مساعدات مرفوضة

الحدث الأحد ١٠/فبراير/٢٠١٩ ٠٤:٤٥ ص
مساعدات مرفوضة

كاركاس-أ ف ب

تتكدس المساعدات الانسانية الاميركية الموجهة الى فنزويلا في مستودعات على الحدود في كولومبيا، في حين توعد الرئيس نيكولاس مادورو بمنع وصولها.

وفي مخزن داخل الاراضي الكولومبية تشاهد هذه المساعدات من غذاء وأدوية مكدسة وعليها عبارة «يو أس إيد تقدمة من الشعب الاميركي» في إشارة الى هذه الوكالة المتخصصة في توزيع المساعدات.
إلا أن الرئيس الفنزويلي أكد الجمعة أنه سيمنع دخول هذه المساعدات واعتبر أنها تأتي بهدف «الاستعراض».
وقال مادورو في مؤتمر صحفي إن «فنزويلا لن تقبل استعراض المساعدات الانسانية المزعومة لأننا لسنا متسوّلين».
وقال مادورو إن «واشنطن اختلقت» الأزمة الإنسانية في فنزويلا لتبرير «التدخل» في بلاده.
وحمّل مادورو العقوبات الأميركية، التي تستهدف بغالبيتها مسؤولين في النظام وشركة النفط الوطنية، مسؤولية النقص في المواد الغذائية والأدوية.
وقال «إرفعوا أيديكم عن الأموال التي جمّدتموها وصادرتموها»، مضيفا «إنها لعبة دنيئة أن تخنقوا الناس لكي يرضوا بالفتات». وتابع «أنتم لا تريدون أن تسمعوا الحقيقة في فنزويلا. أنتم صمٌّ.. لقد اتّخذوا مواقف متطرّفة».
وكانت طليعة المساعدات الاميركية وصلت على متن شاحنات الخميس الى مدينة كوكوتا الكولومبية المجاورة للحدود مع فنزويلا.
ووصلت هذه المساعدات تلبية لطلب تقدم به رئيس البرلمان، المعارض خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة، واعترفت به حتى الان نحو 40 دولة بينها الولايات المتحدة.
وقال النائب الفنزويلي المعارض ليستر توليدو وهو يقف أمام مخزن المساعدات الاميركية «إنها أول الغيث» متوقعا «حصول تسونامي مساعدات انسانية».

مساعدة فنزويلية الى كوبا

وفي كولومبيا تتلقى هذه المساعدات هيئة رسمية هي «الوحدة الوطنية لإدارة مخاطر الكوارث»، وقد أوضحت في بيان أن مهمتها تقتصر على استقبال المساعدات وتخزينها في كوكوتا.
وأوضحت هذه الهيئة أن شحنات إضافية من المساعدات ستصل «خلال الايام القليلة المقبلة»، على أن تضاف اليها أيضا مساعدات ستجمع في البرازيل وفي احدى جزر الكاريبي، حسب ما قال غوايدو.
وفي اطار اختبار القوة الذي دخله مع نظام مادورو، يبدي غوايدو اصرارا على ادخال هذه المساعدات الى بلاده. وكان حض الاربعاء الجيش على ترك المساعدات تدخل فنزويلا بعد أن أغلق جسر تيانديتاس على الحدود مع كولومبيا.
وقال غوايدو في «رسالة الى الفنزويليين» نشرت الجمعة على يوتيوب خاطب فيها مواطنيه بلهجة رئاسية «إنها ليست سوى أول الغيث وستفتح مراكز جمع اخرى في البرازيل. وبعد أن تفتح كل هذه المراكز تبدأ المرحلة الثانية التي تتمثل بادخال المساعدات» الى فنزويلا.
والمعروف ان وسائل الاعلام الرسمية تقاطع غوايدو وتكتفي بنقل الإطلالات الإعلامية لمادورو.
من جهة ثانية وصلت سفينة تابعة للجيش الفنزويلي محمّلة بمئة طن من المساعدات الإنسانية صباح الجمعة إلى هافانا التي ضربها إعصار الأسبوع الفائت.
وأعلنت السفارة الفنزويلية في كوبا على تويتر أن «السفينة تي-91 التابعة للقوات المسلّحة البوليفارية (الفنزويلية) وصلت إلى ميناء هافانا محمّلة بالمساعدات الإنسانية للسكان المتضرّرين من الإعصار القوي»، مرفقة التغريدة بصورة للسفينة.

ترحيب بغوايدو في كراكاس

وفي إطار حشد التأييد زار غوايدو جامعة كراكاس حيث استقبل بالهتاف والترحيب، في حين كان مادورو يعقد مؤتمرا صحافيا في الوقت نفسه.
ومع تزايد التوتر في البلاد يعتبر عدد من المحللين ان مادورو بات يعاني من عزلة متزايدة. واعتبر مكتب الاستشارات «يوراسيا غروب» في نيويورك أن مصير مادورو «بات مرتبطا بدعم حلفائه التقليديين في روسيا والصين وتركيا».
وتابع المكتب «إلا أن بكين منشغلة باسترداد ديونها من فنزويلا وتفضل عدم التورط كثيرا، أما موسكو فيمكن أن تقدم مساعدة هامشية الا انها لن تجازف بتدهور عسكري او عقوبات اميركية جديدة عليها».
وخلص تحليل هذا المكتب الى القول «بالتالي لم يعد أمام مادورو سوى خيارات مالية محدودة للتخفيف من تأثير العقوبات الاميركية الشرسة، وهذا ما يعزز شعورنا بأنه لن يكون قادرا على الحفاظ على نظامه».
وتزامن وصول المساعدات الاميركية الى الحدود مع انتهاء الاجتماع الأول لمجموعة الاتصال الدولية التي تضم عددا من الدول الأوروبية والأميركية اللاتينية، في الأوروغواي الخميس.
ودعت المجموعة في بيان ختامي أعد بعناية ووقعته كل الدول المشاركة باستثناء المكسيك وبوليفيا إلى تنظيم «انتخابات رئاسية حرة وشفافة وذات مصداقية طبقا للدستور الفنزويلي».
الا ان مادورو سارع الى الرد الجمعة قائلا «نرفض هذا الموقف المنحاز، إلا أنني مستعد لاستقبال أي موفد عنهم».
وهاجم مادورو الدول الأوروبية والأميركية اللاتينية التي دعت خلال أول اجتماع لمجموعة اتصال دولية حول فنزويلا الخميس في الأورغواي إلى تنظيم «انتخابات رئاسية حرة وشفافة وذات مصداقية».
ودعت مجموعة الاتصال إلى «صوغ مقاربة دولية مشتركة لدعم حل سلمي وسياسي وديمقراطي وفنزويلي محض للأزمة مع استبعاد استخدام القوة، وذلك عبر تنظيم انتخابات حرة وشفافة وذات مصداقية متوافقة مع الدستور الفنزويلي».
وعند الحدود مع كولومبيا يقفل الجنود الفنزويليون الطرقات أمام الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الإنسانية.
وأرسلت واشنطن هذه المساعدات بناء لطلب رئيس البرلمان خوان غوايدو الذي أعلن نفسه في 23 يناير رئيسا بالوكالة للبلاد واعترف به نحو أربعين بلدا بينها الولايات المتحدة.