إلى شيراز ألف تحية

عيسى المسعودي
Ias1919@hotmail.com
دائما عندما نتحدث عن الوجهات السياحية المتميزة والمفضلة أو عندما نريد أن نضرب مثالا عن المدن أو الدول السياحية التي تستقطب السواح وتتميز بالمقومات السياحية نذكر تايلند وتركيا وماليزيا وبعض المدن الأوروبية أو حتى بعض المدن الهندية، ولكن هناك بلاشك مدن عديدة أخرى تتميز بالمقومات السياحية وأيضا بالمقومات التاريخية وبمميزات أخرى تجعلها أقرب لنا نحن أبناء الخليج من الدول أو المدن التي ذكرتها، وتبقى خيار مهم ولعل من بين هذه المدن مدينة " شيراز " في الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تتميز بمقومات سياحية رائعة ومتنوعة إضافة إلى عبق التاريخ الذي يعود إلى مئات الآلاف من السنين ومميزات أخرى تعطيها قيمة مضافة بالنسبة لنا من بينها قرب المسافة، فخلال ساعة وربع من مسقط تكون في مدينة شيراز خاصة مع وجود خطوط طيران مباشرة مثل طيران السلام والطيران الإيراني إضافة إلى التكلفة المادية للإقامة والحياة مقارنة بالدول السياحية الأخرى وأيضا وجود خيارات متعددة للتمتع بوقت جميل في بلد يتميز بالأمان والهدوء والنظافة وطيبة شعبها الودود الذي يرحب بالسواح بشكل عام ويضرب لأهل عمان خاصة ألف تحية احترام وتقدير.
خلال السنوات الفائتة نجحت شيراز في أن تكون واجهة للسياحة الطبية خاصة لعلاج أمراض العيون والأنف والتجميل وزراعة الشعر وغيرها من العلاجات بحيث يتدفق سنويا إلى شيراز الآلاف من العمانيين ومن أبناء الخليج بشكل عام لتلقي العلاج ومن دول أخرى أيضا وذلك لوجود الكوادر والخبرات الإيرانية في هذه التخصصات ووجود العديد من الجامعات الطبية التي تخرج سنويا العديد من الأطباء ذوي الكفاءة العالية في هذه التخصصات الطبية وغيرها من التخصصات وأيضا وجود مستشفيات متخصصة تضم أفضل الأطباء، بحيث يقدر عدد السواح إلى شيراز سنويا بعشرات الملايين ومن كل دول العالم لأن من يزور شيراز حتى ولو للعلاج لابد عليه من قضاء أوقات ممتعة مع التنوع السياحي والتاريخي لهذه المدينة التي تشكل إحدى مدن إيران المهمة على الخارطة السياحية والتي تستقطب سواحا من كل دول العالم.
تتمتع مدينة شيراز بأجواء مناخية معتدلة طوال العام وهذه ميزة أخرى كواجهة سياحية فعلى سبيل المثال خلال الفترة الحالية تتمتع المدينة بجو شتوي جميل ودرجة حرارة منخفضة تصل في بعض الأيام إلى درجات تحت الصفر مع أشعة الشمس الدافئة ولعشاق الثلوج واللون الأبيض يمكن لهم قضاء وقت ممتع مع مشاهدة تساقط الثلج وذلك بالذهاب إلى منطقة يولادكف والتي تبعد ساعة ونصف تقريبا من شيراز ليس هذا فقط بل يمكن زيارة شيراز في الصيف أيضا، فهي تتمتع بجو خريفي لذلك فاستقطاب الوفود السياحية يستمر طوال العام على شيراز التي تتميز باللون الأخضر الذي ينتشر في كل ضواحيها وقراها وكذلك حدائقها الجميلة التي تغري عشاق التصوير، أما لمحبي التسوق فتتميز شيراز بوجود العديد من الأسواق التقليدية مثل سوق الوكيل الذي يضم عشرات المحلات التجارية التي تقدم مختلف المنتجات الإيرانية والشيرازية وبأسعار مقبولة وفي متناول الجميع، حيث يعد سوق الوكيل من أشهر الأسواق التقليدية المعروفة في شيراز فكل ماتريده في التسوق يوجد تحت سقف واحد مع توفر خيارات المراكز التجارية الكبرى إضافة إلى وجود المطاعم المختلفة التي تقدم أشهى المأكولات الإيرانية، وكل هذا وغيره بأسعار في متناول الجميع، فخلال زيارتك لشيراز يمكنك إعداد برنامج سياحي متنوع يغطي كل المقومات السياحية والتاريخية التي ذكرناها.
من الأمور التي تميز شيراز أيضا وقد تكون هذه الميزة موجودة في كافة المدن الإيرانية وبعكس ما يمكن أن نتصوره أو نتوقعه هو وجود بنية أساسية قوية وشبكة متطورة في مجال النقل والاتصالات وأيضا الخدمات المصرفية البنكية المتطورة، فعلى سبيل المثال في شيراز لا تحتاج لحمل الأوراق النقدية، فكل المحلات والمتنزهات والمراكز والمطاعم والفنادق تتعامل بالبطاقات البنكية حتى الأشخاص الذين يعرضون بضاعتهم في الشوارع أو أصحاب البقالات الصغيرة يتعاملون بالبطاقات البنكية، وهي خيار رئيسي عند الجميع فهناك ثقافة عالية في هذا الجانب من قبل المواطنين الإيرانيين، وتبقى الملاحظة الوحيدة في شيراز أو في المدن الإيرانية بشكل عام لغة الحوار مع السواح أو الضيوف، ولكن هناك العديد من الحلول لهذا الجانب كباقي الدول الأخرى السياحية ومن بينها توفير المترجم خاصة في بعض الأوقات التي تحتاج لوجود هذه الخدمة، لذلك ومن خلال تجربة مدينة شيراز الناجحة خاصة في السياحة العلاجية علينا أن نتحرك في مسقط وذلك من خلال جعلها وجهة سياحية متميزة في تخصصات محددة سواء السياحة العلاجية أو سياحة المؤتمرات أو الرياضات إضافة إلى المقومات السياحية والتاريخية الأخرى، وذلك بهدف استقطاب المزيد من السواح من كل دول المنطقة.