عودة الإمبراطور مع الكبار

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٣/فبراير/٢٠١٩ ٢١:٣١ م
عودة الإمبراطور مع الكبار

سالم الحبسي
عاد السيب مع الكبار من جديد.."والعود أحمد"..نجح نادي السيب بعد أربعة مواسم بأن يعود الى مكانه الكروي الطبيعي..بعد ان عاش اربع سنوات عجاف في الدرجة الأولى "مقبرة الفرق الكروية" وهي من يصنفها بأنها أصعب من دوري المحترفين لأنها من يهبط لها يعيش أصعب مراحل حياته الكروية وان كان يملك من التاريخ الكروي ما يشفع له..ولكن هنا لا شفاعة الا الصبر والتحمل والعمل الجاد والمدروس.
نادي السيب الذي صعد من جديد الى دوري المحترفين..أصبح ينظر له الكثيرون بأنه النادي الأكثر قدرة على ضمان الاستمرارية والمنافسة مع الكبار لانه يملك قاعدة متينة من الاستقرار المالي والاداري والفني.. فلم يعد المال يؤرق هذا النادي الذي يستند الى استثمارات مالية تتعدى "المليون ريال عماني" سنويا..بل مرشح أن يتجاوز هذا الدخل السنوي مبلغ "مليون ونصف المليون ريال عماني" مع عام 2020م.
وجهت الانتقادات اللاذعة للفريق الكروي وإدارته من كل حدب وصوب..ولكنه لم يلتفت كثيرا لهذه الاصوات..فأخذ الصالح وترك الطالح..فالنادي يعرف ماذا يريد وماذا يفعل حتى غدا أول نادي يشار له بالبنان بأنه النادي النموذجي في الاستثمارات الرياضية من منشآت متنوعة لمعظم الالعاب ومن استثمارات تدخل تضمن له دخول "المليونية".. رغم انه يملك اكثر من "11 لعبة و44 فريقا".. ولكن لم يتأثر النادي بالسباق المحموم نحو الصرف المبالغ وبقي يتعامل بواقعية..حتى اثبت بأنه مدرسة للواقع الرياضي.
نادي السيب يملك جماهير عريضة ويصنف من أكبر الاندية جماهيرية مع اندية صحار ومجيس وصحم والسويق..فجماهيره كانت تغضب وتحزن عندما يخسر او يخفق فريقها في تحقيق طموحاتها..ولكنها لم تتركه وحيدا يمشي..بل إضاءة دربه وتابعته وشجعته وصبرت كصبر أيوب.
عاد السيب مجددا الى الأضواء..التي صال وجال فيها واصبح اليوم مطالب بشكل افضل واكبر بأن يقدم المزيد لتحقيق بطولات القدم..كما هو الحال في فرقه الرياضية الأخرى التي اعتادت أن تقف على منصات التتويج وتتوشح بالميداليات..وهناك مؤشرات واضحة على مدى اهتمام أدارة النادي بعقد صفقات كبيرة للفريق الكروي استعدادا للموسم القادم من أجل المنافسة وليس فقط من أجل العودة.
مدرسة السيب الرياضية عامة..والكروية خاصة نموذج يحتذى بها في العمل الإداري الرياضي الذي يعتمد على التخطيط والفلسفة الشمولية..فهل من مستفيد..؟!