"صديق البيئة" لمحاربة المخلفات النفطية الخطرة

7 أيام الخميس ١٤/فبراير/٢٠١٩ ٢٠:٢٥ م
"صديق البيئة" لمحاربة المخلفات النفطية الخطرة

مسقط- خالد عرابي
في الوقت الذي يركن فيه كثير من الشباب إلى انتظار الوظيفة الحكومية أو العمل في إحدى شركات القطاع الخاص هناك آخرون يتوجهون للتفكير بنمط مختلف من خلال السعي إلى تأسيس شركات يوفرون من خلالها فرص عمل لأنفسهم وللآخرين، والأهم والأفضل من كل هذا وذاك أن البعض يأتي بأفكار جديدة ومبتكرة لا تفيدهم فحسب بل تفيد المجتمع أيضا وتوجد قيمة مضافة كالتي تساهم في الحفاظ على البيئة، وواحدة من تلك الشركات التي تقوم بهذا الدور هي شركة "صديق البيئة الوطنية"، وهي إحدى الشركات المتخصصة في إعادة إدارة ومعالجة المخلفات النفطية الخطرة، "7 أيام" التقت محمد عبدالله الشعيلي، مدير عام الشركة.

في البداية قال الشعيلي: إن الشركة بدأت في العام 2011 وهي أول شركة متخصصة في إعادة إدارة ومعالجة والتخلص من المخلفات النفطية الخطرة، حيث ننتج منها مواد وخامات أخرى ومنها فوب و جاز أويل وبنس زيوت وهي زيوت أقل درجة تستخدم للمولدات وبعض السيارات القديمة ونحن نصدرها إلى دول أخرى، وهذا بجانب كونه مكسب للحفاظ على البيئة فإنه تصدير للمنتج العماني.

وأكد الشعيلي على أن فكرة الشركة جاءته وشركاءه حينما وجدوا أن كثيرا من الشركات العمانية تعاني من مشكلة سبل التخلص من هذه المخلفات النفطية الخطرة وأنهم من أجل ذلك ينفقون الكثير من الأموال التي تعطى لشركات أجنبية تأخذها وتستفيد منها في انتاج منتجات أخرى، لذلك كانت فكرتنا أننا كعمانيين أولا بذلك، كما أننا بهذه الفكرة نركز على مجال وجانب لم يتجه إليه أحد من قبل وبالتالي ننشئ سوقا مناسبا يمكن التميز فيه لتفرده وخصوصيته مما يشكل عنصرا أساسيا لللنجاح.

وأضاف الشعيلي: بالفعل بحثنا الأمر ووفرنا كافة المعلومات المطلوبة وبدأنا العمل الفعلي وسارت الأمور على ما يرام لفترة غير أنه بعد فترة وجدنا أن هناك تحد ومشكلة كبيرة لم تكن متوقعة تقابلنا، فالزيوت المستعملة التي كان يعاني البعض من صعوبة التخلص منها وجدنا أن سوقها مسيطر عليه من قبل بعض من يجمعون هذه الزيوت و المخلفات النفطية الخطرة وبكل أسف يصدرونها للخارج لتقوم عليها صناعة مصانع خارج البلاد، في حين أننا أصبحنا لا نجد الكميات الكافية منها التي تكفي لانتاج وتشغيل مصنعنا بطاقته الكافية مما قلل من طاقتنا الانتاجية وبالتالي من الكميات التي نصدرها، وبالتأكيد هذا الأمر انعكس على العوائد المادية وغيرها.

واستشهد الشعيلي بقصة واقعية حصلت معهم كشركة وهي أن إحدى الشركات النفطية الكبرى في السلطنة كانوا قد تعاقدوا معها للحصول على المخلفات النفطية التي لديها في عقد لمدة عامين ولكن فوجئوا أن الشركة لم تلتزم بهذا العقد ولا الكميات المتفق عليها، والغريب في الأمر أن تلك الشركة تعطي تلك المخلفات لشركة أجنبية في الخارج ولا ندري لماذا يحدث معنا مثل هذا الأمر؟ فالكل يتحدث عن دعم الشباب العماني وتشجيع قيامه بمشاريعه الخاصة وخاصة التي توفر فرص عمل للعمانيين ونحن كشباب عمانيين تعبنا واجتهدنا وبدأنا طريقنا بالشكل الصحيح وفعلنا كل ذلك ونجحنا في توظيف عمانيين، فشركتنا التي يعمل بها قرابة 30 موظفا أغلبهم عمانيين، لدرجة أننا منذ فترة وظفنا خمسة شباب مهندسين عمانيين من خريجي جاعمة السلطان قابوس لدينا ومع هذا نجد مثل هذا التعنت وعدم الدعم من بعض الشركات، نحن لم نطلب منهم دعم مادي ولا تدريبي ولا غيره فقط نطلب منهم بدلا من أن يعطوا الدعم والأولوية إلى شركات أجنبية أن يعطونا تلك المخلفات وبدلا من تشغيل مصانع أجنبية خارج البلاد يعطونا هذه المخلفات، علما أننا نشتريها مثل الشركة الأجنبية وأننا حصلنا عليها من خلال مناقصة رسمية معلنة وربحنا المناقصة فنيا وماديا من الشركة الأجنبية ومع هذا وجدنا أن التحيز لصالح الشركة الأجنبية ما زال موجودا وأنهم استقطعوا نسبة وحصة من المناقصة وأعطوها أياها بل الآن يحاولون أن يعطوها الحصة كاملة وألا ينفذوا بقية مدة المناقصة.

ومن ناحية أخرى أشار الشعيلي إلى أن الشركة لديها مصنعها الخاص الذي يمكنه معالجة كمية تصل إلى 120 طنا من المخلفات النفطية الخطرة في اليوم الواحد، وكذلك لدينا وحدة لمعالجة المياه الصناعية الملوثة بطاقة انتاجية تصل إلى 200 طن في اليوم، فنحن لدينا كافة الوسائل والأدوات الضرورية لذلك.