مباغتة حراس الثورة

الحدث الأحد ١٧/فبراير/٢٠١٩ ٠٥:٤٠ ص
مباغتة حراس الثورة

طهران-أ ف ب:

تعهّد الرئيس الإيراني حسن روحاني بالانتقام من «مجموعة المرتزقة» التي تقف وراء تفجير انتحاري أسفر الأربعاء عن مقتل 27 من أفراد الحرس الثوري في جنوب شرق ايران، متهما الولايات المتحدة وإسرائيل «بدعم الإرهاب».

واستهدف الهجوم الأربعاء حافلة للحرس الثوري على الطريق بين بلدتي كاش وزاهدان في محافظة سيستان بلوشستان جنوب شرق البلاد. وهو واحد من الهجمات التي أسفرت عن سقوط أكبر عدد من القتلى ضد القوات الخاصة للنظام.
وقال روحاني إن «الجذور الرئيسية للإرهاب في المنطقة هي الولايات المتحدة والصهيونية وبعض الدول النفطية الإقليمية تقوم بدعم مالي للإرهابيين».
وأضاف روحاني في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «سنثأر بالتأكيد لدماء شهدائنا من هذه المجموعة العميلة». وقال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي من جانبه أن منفذي الهجوم هم بالتأكيد «مرتبطون بأجهزة استخبارات تابعة لدول إقليمية وعالمية». فيما قال القائد العام لحرس الثورة الإسلامية في إيران، اللواء محمد علي جعفري، إن بلاده ستقوم بإجراءات انتقامية ردا على المؤامرات الإرهابية، متهما باكستان بدعم الجماعة المنفذة للهجوم الانتحاري الأخير، الذي راح ضحيته العشرات من عناصر الحرس الثوري. ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن اللواء جعفري قوله إنه «على الحكومة الباكستانية التي آوت عناصر خطرة كهذه في المنطقة أن تتحمل المسؤولية تجاه الجريمة الإرهابية الأخيرة».
وقال اللواء جعفري «إن نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية وانتقاما لدماء هؤلاء الشهداء، سيقوم من المؤكد بإجراءات انتقامية إزاء المؤامرات المدعومة من قبل الدول الرجعية بالمنطقة وبأوامر من أمريكا والكيان الصهيوني». وأضاف «على الحكومة الباكستانية التي آوت هذه العناصر الخطرة على الإسلام وعلى الثورة، في المنطقة، وتعلم أين مواقعها وهي تحظى بدعم القوات الأمنية الحكومية الباكستانية، أن تتحمل مسؤولية هذه الجريمة التي نفذتها هذه العناصر».

«حق» التحرك
وتبنت جماعة «جيش العدل» التي تعتبرها طهران منظمة إرهابية، هذا الهجوم بسيارة مفخخة على حافلة للحرس الثوري حسب الموقع الأميركي المتخصص بمراقبة التيارات المتطرفة (سايت).

وتشهد منطقة سيستان بلوشستان المحاذية لباكستان وافغانستان باستمرار اشتباكات دامية بين قوات الامن وانفصاليين بلوش او جهاديين تتهم طهران اسلام اباد والرياض بدعمهم.

وبحسب وكالة «تسنيم» للأنباء، من المقرر إقامة حفل تكريمي للضحايا ليلة الجمعة في أصفهان وسط البلاد على أن تجري الجنازة السبت (امس) في المدينة حيث مقر الفرقة التي كانوا ينتمون إليها.
وتتهم إيران الولايات المتحدة واسرائيل عدوتيها اللدودتين، والسعودية خصمها الرئيسي في الشرق الأوسط، بدعم المجموعات الانفصالية.
وحث روحاني في هذا السياق، الدول المجاورة لإيران على «القيام بواجبها القانوني في إطار علاقات حسن الجوار وعدم السماح للإرهابيين باللجوء إلى الأعمال الإرهابية ضد جيرانها من خلال استغلال أراضيها».
وقال «إذا استمرت هذه التصرفات من دون أن تتمكن هذه الدول من صد الإرهابيين، فمن الواضح أن لنا حقوقا من حيث المعايير القانونية والدولية وسوف نتمكن من استيفاء حقوقنا في الوقت المناسب». وكان الحرس الثوري (الباسداران) قال الأربعاء إن التفجير استهدف حافلة كانت تنقل عناصر من الحرس الثوري عائدين من دورية على الحدود مع باكستان، موضحا أن «سيارة مليئة بالمتفجرات انفجرت قرب الحافلة التي كانت تقل وحدة من القوات البرية في الحرس الثوري». وتحدث عن سقوط 27 قتيلا و13 جريحا متهما «وكالات استخبارات قوى الاستكبار العالمية والصهاينة بدعم» المهاجمين. وفي اعلان تبناه الخميس باجماع اعضائه قال مجلس الامن الدولي انه «يدين بأشد العبارات» الاعتداء.
وأضاف المجلس انه «يحض كافة الدول على التعاون النشط مع الحكومة الايرانية» لإحالة المسؤولين عن الاعتداء ومدبريه ومموليه على القضاء.
ودان الاتحاد الاوروبي الخميس الهجوم قائلا «لا يمكن أن يكون هناك مبرر لمثل هذا العمل الارهابي الشائن» وقدم تعازيه لعائلات الضحايا.
كما أدانت سوريا، حليفة ايران، هذا الاعتداء «الارهابي». من جهته دان حزب الله ، حليف ايران، الاعتداء مذكرا بانه جاء بعد التجمعات الكبرى التي نظمت في ايران الاثنين في ذكرى الثورة الاسلامية وأكد أن الشعب الايراني «لن تضعفه هذه الجرائم بل ستزيده قوة واصرارا على مواصلة التقدم والازدهار».

ليس صدفة

وقع الهجوم في يوم افتتاح مؤتمر «الأمن والسلام في الشرق الأوسط» الذي تستضيفه الولايات المتحدة وبولندا في وارسو وتشارك فيه 60 دولة، بهدف الضغط على طهران التي ترى واشنطن أن «تأثيرها يزعزع الاستقرار» في الشرق الأوسط.
وردا على الهجوم، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأربعاء إنه «ليس من قبيل الصدفة أن يضرب الإرهاب إيران في اليوم نفسه» لبدء مؤتمر وارسو الذي وصفه «بالسيرك».
وتعرضت قوات الامن الايرانية والحرس الثوري في الاشهر الاخيرة لعدة هجمات في سيستان بلوشستان. ففي الثاني من فبراير قتل احد عناصر الحرس الثوري واصيب خمسة آخرون في مدينة نيكشار في هذه المحافظة. وتبنت مجموعة «جيش العدل» الهجوم. وتشكلت هذه المجموعة في 2012 من عناصر سابقين في منظمة سنية متطرفة شنت تمردا داميا في سيستان بلوشستان حتى 2010.
ويعود آخر اعتداء كبير في ايران الى 22 سبتمبر 2018 عندما قتل 24 شخصا بايدي خمسة مسلحين أطلقوا النار على عرض عسكري في الاهواز كبرى مدن خوزستان. وتبنت الهجوم مجموعتان هما «المقاومة الوطنية في الاحواز» العربية الانفصالية، و»تنظيم داعش «. ونفذ الحرس الثوري بعد ذلك بأسبوع في إجراء انتقامي، هجوما بالصواريخ والطائرات دون طيار على مواقع متطرفين في سوريا. وأعلن اثر ذلك القضاء على العقل المدبر لهجوم خوزستان في عملية في العراق.