الصلوت.. مملكة الآثار والأسرار

مزاج الاثنين ١٨/فبراير/٢٠١٩ ١٢:٠٧ م
الصلوت.. مملكة الآثار والأسرار

خاص - ش
تقع قرية الصلوت جنوب غرب ستال في قلب وادي بني خروص، وهي تمتاز بموقع استراتيجي نظرا لكونها مرتفعة وتمثل الطريق الوحيد الذي يربط الجبل الأخضر بولايات الباطنة جنوب وكان سكان هذه القرية يؤمنون طريق القوافل القادمة من الساحل إلى بلدان عمان الداخل وحمايتها.
وسميت قرية الصلوت بهذا الاسم نسبة إلى العائلة القاطنة فيها ويرجع نسبهم إلى الإمام الصلت بن مالك ومفردها الصلتي.
لسبر أغوار تاريخ القرية العريق أعد محمد بن نبهان الصلتي (@Mohamedsalti) بحثا قيد النشر بعنوان «مملكة الصلوت» ضمنه الكثير من المعلومات الشيقة عن القرية والآثار الموجودة فيها. ومحمد الصلتي محب للتاريخ العماني. يحمل شهادة البكالوريوس في المالية وهو مخطط الأعمال الإستراتيجية بشركة حيا للمياه.

آثار ونقوش
يقول محمد ساردا تاريخ القرية ومعالمها الأثرية: تضم قرية الصلوت الكثير من الآثار وقد عثر فيها الباحث م. حارث الخروصي على أقدم نقش إسلامي لناقشه شاذان بن مالك سنة 398 للهجرة ويوجد بها أيضا كتابات صخرية يعتقد أنها غير عربية والعديد من الكتابات الأخرى، ورسومات لعربات مجرورة حولها حراس، إضافة إلى لقى أثرية متناثرة، منها قطع من الفخار المصنوع يدويا وآخر مصنوع بواسطة الدولاب، مع العلم أن الفخار المصنوع يدويا أقدم من فخار الدولاب. ومن اللقى الأثرية المثيرة أيضا هو وجود الأصداف وهذا الاكتشاف يقودنا لمعرفة أن تواصلا كان قائما بين الساحل وعمان الداخل.

معالم تاريخية
يتقدم قرية الصلوت مسجدين مبنيين على حجارة ضخمة يرى الزائر من خلالهما في الوهلة الأولى عظمة المهندس العماني ويوجد خلف المسجدين المباني السكنية والتي استوت بالأرض نظرا لقدمها ولتعرضها لفيضانات الوادي، ولكن الركامات الحجرية تشهد على إرث هذه القرية التي تحتاج إلى التنقيب للكشف عن أسرارها المجهولة إلى جانب مطابقة الآثار مع الكتابات الصخرية.
مسجد آخر يوجد أعلى قمة الجبل هو مسجد «العباد». وعادة ما تكون مساجد العباد بعيدة عن المناطق السكنية ويحرص الأهالي على الاهتمام بهما من خلال ترميمها وصيانتهما لوجود وقوفات تخص المساجد الثلاث.
ويعتلي القرية حصن الصلوت الشهير في أعلى قمة بالجبل، وقد كان بمثابة خط الدفاع وانفرد بموقع استراتيجي يمكن من خلاله رؤية معظم المناطق المجاورة له، ويحتوي هذا الحصن على مسجد العباد وغرف وحوض ماء والسور الخارجي الذي بقيت أطلاله. أما المسجد فلا زال شامخا محافظا على هيئته السابقة، ومن خلال ذلك نستنتج أن دولة ما كانت قائمة من حيث التنظيم الإداري والاجتماعي كما هو واضح في شواهد القبور.
جدير بالذكر أن عمان شهدت في أواخر دولة النباهنة صراعات داخلية، تقسمت على إثرها إلى ممالك تدار بواسطة حكام محليين وكان وادي بني خروص وبعض المناطق المجاورة واقعين تحت حكم الصلوت، كما جاء في كتب التاريخ، وشواهد قبورهم كتب عليها ألقاب السادة والسلاطين، كما حوى أغلب ديوان اللواح الخروصي على مدح سلاطين وملوك الصلوت وديوان الكيذاوي.