قصة بلا شُخوص: «المركز الصحي»

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٩/فبراير/٢٠١٩ ٠٥:٢٥ ص
قصة بلا شُخوص: «المركز الصحي»

ناصر بن سلطان العموري
هي قصة تحوي أحداثا حقيقية حصلت على أرض الواقع تتبعها قصص، لكل منها عنوان مختلف بناء على مكان وقوعها والتفاصيل التي حصلت بها والمغزى من عرضها وكيفية الاستفادة منها من قبل القائمين عليها لتعديل وتقويم المسار ليس شريطة أن تكون قصصا متسلسلة ولكن ستطرح وقت حدوثها.. لن أطيل عليكم وندخل لسبر أغوار قصة بلا شخوص:
ذهب مسرعا بصبحة ابنته الى المركز الصحي حيث انتهت مؤخرا من عملية جراحية وكان لزاما تغيير ضمادات مكان العملية بشكل يومي حتى لا يلتهب الجرح، كان سبب سرعته ضيق الوقت بعدما حاصرته الظروف وأجبرته على الحضور متأخرا حيث تم تنبيهه من قبل المركز الصحي مسبقا بضرورة الحضور لتغيير الضمادات قبل الساعة الثامنة مساء ولا أدري هنا ما السبب!! علما بأن المركز الصحي يقفل أبوابه في تمام الساعة التاسعة؟!!
وصل الرجل مع ابنته متأخرا بضع دقائق أي حوالي ساعة 8:06 مساء وأسرع في التسجيل ولم تكن هناك زحمة تذكر من المراجعين وقت وصوله فاستبشر خيرا ومن ثم توجه ناحية غرفة التغيير وعندما عاينت الممرضة الحالة وكانت عمانية الجنسية رفضت العلاج بحجة التأخير عن الساعة الثامنة مع أن في نفس الغرفة وفي السرير المقابل كانت هناك دكتورة من الجنسية الآسيوية تعاين مريضا!!! أعرضت بعدها الممرضة وتوجهت لمكتب آخر تبعها الرجل وابنته وجدها مع زميلتين لها تتناول الطعام فقال لها بكل هدوء: هل من الممكن أن تتعاوني معي في علاج ابنتي؟ وردت عليه: آسفة أنا الآن مشغولة؟! علما أن تغيير الضمادة لا يستغرق سوى دقائق معدودة.. قال لها الأب وبكل هدوء: وأنا على استعداد لانتظارك متى ما انتهيت من تناول طعامك.
يا للعجب!! هل تناول الطعام الآن أهم من علاج مريض معرّض جرحه للالتهاب.. ردت عليه الممرضة بالنفي القاطع وقالت بكل تحد: إذا لم يعجبك قراري فاذهب للمسؤول المناوب.. توجه الأب يجر الخطى صوب الدكتور المسؤول لعله يجد الإنصاف والعون وكان عماني الجنسية.. تفاجأ الأب من رد الدكتور حيث قال له وبكل برود: «انا لا أستطيع ان أجبر ممرضة على أداء عملها طالما انها تتناول الطعام».. بالله عليكم ألم يجد الدكتور ردا غير هذا؟! لماذا لم يقم بدوره كطبيب ومسؤول مناوب وعالج الموضوع بحكمة وأقنع الممرضة ان كان بها نوع من العناد أن العمل وخدمة المريض أهم من تناول الطعام وهو ما عُينت لأجله في الأساس.
أعتقد أن الموضوع واضح وضوح الشمس، لن نذكر أسماء ومسميات فهي قصة بلا شخوص ولكن من الضروري ذكر مكان الحدث فالمركز الصحي تابع لولاية العامرات بالعاصمة مسقط لعل وعسى ان يكون هناك حراكا من قبل وزارة الصحة علماً بأنه تمت مخاطبة الجهات المختصة بوزارة الصحة عما جرى كإجراء معمول به ولكن للأسف ردهم لم يرق لأهمية الحدث من حيث استدعاء الدكتور المسؤول والممرضة وتنبيههم بأن خدمة المريض فوق كل اعتبار.
نحن هنا لا نعمم على الجميع؛ فهناك من الممرضين والدكاترة من نرفع لهم أكف الدعاء على تفانيهم وتضحيتهم في عملهم ولكن يا حبذا لو يصدر تعميم وتنبيه من قبل وزارة الصحة لكافة العاملين في القطاع الصحي بضرورة جعل خدمة المرضى نصب اعينهم فهم قد سخروا أنفسهم لذلك في المقام الأول وهو ما يجب ان يكون متجسداً على أرض الواقع دون تقديم أعذار قد يعتبرها البعض سوء إهمال.. أتمنى هنا ان يجد المقال رجع صدى لدى وزارة الصحة خشية تكرار الأمر؛ فخدمة المريض بكل اخلاص يجب أن يكون هو الهدف الأسمى.