الحرب مستمرة

الحدث الثلاثاء ١٩/فبراير/٢٠١٩ ٠٥:٣٥ ص
الحرب مستمرة

دمشق - عواصم - وكالات
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أنه عازم على تحرير كل شبر من سوريا، مشددا على أنه سيتعامل مع القوات الأجنبية كقوات احتلال.
وقال الأسد خلال استقباله رؤساء المجالس المحلية من المحافظات السورية، «المنطقة العازلة التي يعمل عليها التركي الآن هي التي كان يدعو إليها منذ بداية الحرب ويطلبها من الأمريكي، ولم يكن هناك في البداية حاجة للدور التركي ولكن بعد تحرير حلب ودير الزور وريف دمشق وجزء من حماة ودرعا بات الوضع لديهم خطير وهنا أصبح دور التركي ضروري وأساسي لخلط الأوراق».
وأضافت الرئيس السوري «بالنسبة لنا أي شبر في سوريا سيتحرر، وأي متدخل ومحتل سنعتبره عدو»، متابعا «مشكلتنا تكمن في السوريين الذين تعاملوا مع الأمريكي والتركي وأعطوه المبررات للتدخل في سوريا».
وشدد الأسد «الدستور يمثل مصير البلاد وغير خاضع لمساومات أو مجاملات»، متسائلا « الطرف الأخر في اللجنة الدستورية يمثل تركيا.. فهل نناقش الدستور السوري أم التركي».
وأكد الرئيس السوري «الأمريكي لن يحميكم ولن يضعكم في قلبه وإنما في جيبه للمقايضة وبدأ بالمقايضة».
من ناحية ثانية أضاف الرئيس الأسد أن «الحرب لم تنتهي، ونقول هذا الكلام للمواطن والمسؤول».
وقال الرئيس الأسد: «أمامنا أربع حروب.. الحرب الأولى عسكرية والثانية حرب الحصار والثالثة حرب الأنترنت والرابعة حرب الفاسدين وما حصل مؤخراً من تقصير بموضوع مادة الغاز هو عدم شفافية المؤسسات المعنية مع المواطنين».
وأضاف الرئيس الأسد إن الوضع الحالي يتطلب الحذر الشديد نتيجة فشل الأعداء عبر دعم الإرهاب وعبر عملائهم لأنهم سيسعون إلى خلق الفوضى من داخل المجتمع السوري.
وقال الأسد أن مخطط التقسيم قديم، وأشار أنه لا يشمل سوريا فقط، بل وكل دول المنطقة.
واوضح الرئيس السوري بشار الأسد في كلمته أمام رؤساء المجالس المحلية في المحافظات السورية أن مخطط التقسيم قديم، وأشار أنه لا يشمل سوريا فقط، بل وكل دول المنطقة.

عودة سوريا
واكد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن عملية عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية مستمرة، مشيرا إلى أن هذه المسألة قيد البحث.

سفارة لندن
وأعلنت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها أنها غير عازمة في الوقت الحالي على فتح سفارتها في دمشق، وذلك بعد أنباء عن أن لندن بصدد إعادة افتتاح السفارة البريطانية في سوريا.
وفي مقابلة خاصة مع صحيفة «الشرق الأوسط» أكد وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، أن الرئيس السوري بشار الأسد سيظل حاكما في المدى القصير والمتوسط. وقال هانت: «روسيا تظهر اهتماما بالشرق الأوسط بطريقة غير مسبوقة، على موسكو أن ترينا كيف ستقدم حلا مناسبا للسوريين وكيف ستجلب السلام والاستقرار إلى سوريا».
وشدد هانت على ضرورة ألا يخرج الأميركيون من شرق سوريا بطريقة تؤدي إلى نتائج عكسية بالنسبة لحلفائنا في قوات سوريا الديمقراطية، الذين قاتلوا بشجاعة معنا في التحالف لسنوات عدة.
وأضاف قائلا للصحيفة: «ليس هناك أفق كي تذهب قوات بريطانية لتحل محل نظيرتها الأمريكية».
وأشار وزير الخارجية البريطاني إلى أن بلاده لن تدير ظهرها إلى الشرق الأوسط بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وستبقي على علاقاتها مع العالم العربي أكثر من أي وقت مضى».

صعوبة العودة
وفي برلين صرح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن تنظيم إعادة مقاتلي داعش الأوروبيين المحتجزين في سوريا كما يطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمر «بالغ الصعوبة» حاليا. وقال ماس لشبكة التلفزيون الألمانية «أيه آر دي» إنه لا يمكن تنظيم عودتهم «ما لم نتأكد أن هؤلاء الأشخاص سيمثلون فورا هنا أمام محكمة وسيتم احتجازهم». وأضاف أنه لهذا السبب «نحتاج إلى معلومات قضائية وهذا لم يتوفر بعد، مؤكدا أن أعادتهم في الظروف الحالية أمر «بالغ الصعوبة». وأوضح أن برلين تريد «التشاور مع فرنسا وبريطانيا بشأن طريقة القيام بذلك».
ودعا الرئيس الأميركي في تغريدة مساء السبت الفائت الدول الأوروبية وخصوصا بريطانيا، إلى إعادة مواطنيها المعتقلين في سوريا جراء انضمامهم لتنظيم الدولة الإسلامية إلى بلدانهم ومحاكمتهم، محذرا من أن الولايات المتحدة قد تضطر «للإفراج عنهم». وردا على هذه التصريحات، قالت مصادر في الخارجية الألمانية إن برلين تدرس «الخيارات لتمكين مواطنين ألمان من مغادرة سوريا وخصوصا الحالات الإنسانية».

مخاوف فرنسية
وعبرت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي في مقال لها، نشرته صحيفة لو باريزيان، عن مخاوفها من أن يكون الأكراد «ضحايا» جددا للنزاع السوري جراء الانسحاب الأمريكي المرتقب وتدخل عسكري تركي محتمل في المنطقة. وكتبت بارلي أن «إعلان الانسحاب الأمريكي (من سوريا) خلط الأوراق في المنطقة. لا أحد يعلم حتى الآن إلى ماذا سيفضي».
وأضافت «من واجبنا القيام بكل شيء لتفادي جعل (عناصر) قوات سوريا الديمقراطية ضحايا»، والتي تقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية»، بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
ونجحت هذه القوات في محاصرة الجهاديين في بقعة، لا تتجاوز مساحتها نصف كيلومتر مربع في قرية الباغوز السورية، قرب الحدود العراقية. ولكن بعد حسم هذه المعركة والانسحاب الأمريكي الفعلي، سيصبح الأكراد مهددين بشكل مباشر بتدخل عسكري تركي في شمال شرق البلاد.