ظلام سياسي

الحدث الأحد ١٠/مارس/٢٠١٩ ١٢:٢٩ م
ظلام سياسي

كاراكاس - فنزويلا - أ ف ب
من المتوقع أن يتظاهر آلاف الفنزويليين مجددا هذا الأسبوع في محاولة من زعيم المعارضة خوان غوايدو لتكثيف الضغوط على الرئيس نيكولاس مادورو، وسط أزمة انقطاع الكهرباء واسعة النطاق التي أغرقت البلاد في الظلام.
ودعا كل من غوايدو ومادورو، اللذين يخوضان صراعا مريرا على السلطة في البلد الغني بالنفط في أميركا الجنوبية، أنصارهما للنزول إلى شوارع كاراكاس ومدن أخرى.
وكتب غوايدو على تويتر «غدا، أدعو الشعب الفنزويلي للتعبير عن رأيه بقوة في الشوارع ضد النظام الفاسد والعاجز والمغتصب الذي أغرق بلادنا في الظلام».
وقال رئيس البرلمان الذي نصّب نفسه رئيسا بالوكالة واعترفت به أكثر من خمسين دولة بينها الولايات المتحدة «نعود الى الشوارع ولن نغادر حتى نصل الى الهدف».
ويحاول غوايدو إجبار مادورو، الاشتراكي الذي أعيد انتخابه رئيسا للبلاد في مايو، على التنحي وإجراء انتخابات جديدة.
وفي الجهة المقابلة، طلب مادورو من مؤيديه أن يخرجوا في مسيرات ضد «الإمبريالية»، منددا بـ»حرب الكهرباء التي أعلنتها الامبريالية الأميركية».
يأتي ذلك فيما وسط تواصل انقطاع التيار الكهربائي الذي بدأ ليل الخميس والّذي يعد أحد الانقطاعات الأطول مدة والأوسع نطاقا في تاريخ البلاد التي يعاني سكانها من تداعيات أزمة خانقة.
وانقطع التيار الكهربائي عن كراكاس عند الساعة 16,50 (20,50 ت غ) وشمل كل أحياء العاصمة والخدمات مثل المترو وإشارات المرور. واضطر آلاف الأشخاص عند مغادرتهم عملهم للسير كيلومترات للعودة إلى منازلهم.

ثم عادت
وعادت الكهرباء تدريجيا في مناطق واسعة من العاصمة بعد ظهر الجمعة وكذلك اجزاء من ولاية ميراندا وفارغاس. لكن ذلك لم يدم إلا لوقت قصير.
ومع حلول المساء، سُمع اشخاص يقرعون على أواني الطبخ في ارجاء العاصمة، وهو أحد أشكال الاحتجاج الاجتماعي المعروف في اميركا الجنوبية.
وتشكلت طوابير طويلة عند محطات التزود بالوقود التي هرع إليها المواطنون بحثا عن وقود لتشغيل مولدات الكهرباء المنزلية.
وقطعت الخطوط الهاتفية والانترنت أيضا فجأة وكذلك توزيع المياه في المباني الذي يتم عبر مضخات تعمل على الكهرباء. وانقطعت المياه عن آلاف المنازل في كراكاس البالغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة.
وقد أحدث انقطاع التيار الكهربائي فوضى عارمة في البلاد وأثر على تواصل العمل في المستشفيات وغيرها من الخدمات العامة، بحسب تقارير إعلامية محلية.
وعلّقت السلطات الفنزويلية العمل والدراسة الجمعة، واتّخذ مادورو هذا القرار «بغرض تسهيل إعادة خدمة الكهرباء في البلاد التي تتعرض لحرب كهرباء امبريالية»، بحسب تغريدة لديلسي رودريغيز التي تشغل منصب نائب الرئيس.
لكنّ وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو استنكر اتهام مادورو لبلاده بالتسبب في انقطاع الكهرباء.
وقال على تويتر إنّ «انقطاع الكهرباء والجوع نتيجة لعجز نظام مادورو».

الأطول مدة
ويعتبر انقطاع التيار الكهربائي الذي بدأ ليل الخميس أحد الانقطاعات الأطول مدة والأوسع نطاقا في تاريخ البلاد التي يعاني سكانها من تداعيات أزمة خانقة. وفاقم انقطاع التيار الكهربائي التوترات الناجمة عن الصراع الدائر بين مادورو وخصمه المعارض خوان غوايدو، رئيس البرلمان الذي نصّب نفسه رئيسا بالوكالة واعترفت به أكثر من خمسين دولة بينها الولايات المتحدة.
وأثّر انقطاع الكهرباء على سير العمل في مطار سيمون بوليفار الدولي، وفي مطارات فنزويلية أخرى.
وقطعت الخطوط الهاتفية والانترنت أيضا فجأة وكذلك توزيع المياه في المباني الذي يتم عبر مضخات تعمل على الكهرباء.
وانقطعت المياه عن آلاف المنازل في كراكاس البالغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة.
وأدخل انقطاع التيار الكهربائي فنزويلا في عزلة تامة بخاصة بعد قرار مادورو إغلاق الحدود لمنع دخول المساعدات الإنسانية.
وأعلن مادورو على تويتر أن «الحرب الكهربائية التي أعلنتها الامبريالية الأميركية وشنّتها ضد شعبنا ستُهزم».
وقال مادورو «لا شيء ولا أحد يمكنه أن يهزم شعب بوليفار وتشافيز»، في إشارة إلى بطل الاستقلال سيمون بوليفار، وسلفه الرئيس السابق هوغو تشافيز.
وعلى تويتر قال غوايدو الذي قام بجولة في كراكاس للاطّلاع شخصيا على حجم المشكلة إن حل الأزمة هو بـ»وقف اغتصاب السلطة»، مجدِّدا دعوته للمشاركة في تظاهرة حاشدة .
وقال غوايدو «لذا نحن ندعو الشعب للخروج غدا إلى الشارع. الفساد، الكارثة، النقص في المواد الغذائية والأدوية»، داعيا المناصرين لعدم «الانجرار وراء الشائعات» بشأن الانقطاع الكهربائي.

«منهكون»
وانقطاع التيار الكهربائي أمر عادي في فنزويلا التي تواجه أزمة اقتصادية خطيرة إن لم تكن مزمنة، لكنه نادر في كراكاس، خصوصا بهذا الحجم.
وقالت الموظفة المصرفية في كراكاس جودي بيلو (42 عاما) لوكالة فرانس برس «من دون تيار أو ضوء، لا يمكننا أن نفتح المصرف، إنها خسارة كبيرة للأعمال التجارية».
وقال اليكسيس سابالا (62 عاما) محاولا شحن هاتفه في حديقة عامة في كراكاس إنه أمضى مع عائلته الليل على ضوء الشموع.
وتابع «أفراد عائلتي في المنزل. لا يمكنهم أن يذهبوا إلى المدرسة أو إلى العمل».
بدوره أكد خوسيه كورديرو في وسط ولاية كارابوبو أن البضائع والأطعمة بدأت تفسد. ويحمّل المعارضون الحكومة الاشتراكية المسؤولية معتبرين أنها لم توظف استثمارات لصيانة البنى الأساسية بينما تشهد البلاد أزمة اقتصادية.
وكتبت شركة الكهرباء الوطنية في تغريدة على تويتر «تم تخريب محطة غوري (لتوليد الكهرباء). إنها حرب الكهرباء تشن ضد الدولة». وأضافت «لن نسمح بذلك ونعمل لإعادة الخدمة العامة».
وغوري الواقعة في ولاية بوليفار هي واحدة من أكبر محطتين لتوليد الكهرباء في أميركا اللاتينية، مع أيتابو الواقعة بين البرازيل وباراغواي.
وأعلنت الشركة البرازيلية رورايما إينيرغيا للطاقة أن «محاولات جرت ليلا لإصلاح الشبكة التي تربط البرازيل بفنزويلا»، لكن ذلك لم ينجح.
ورورايما هي الولاية البرازيلية الوحيدة غير الموصولة بالشبكة الوطنية وتقوم باستجرار نصف حاجتها من التيار الكهربائي من محطة غوري.
وتشهد فنزويلا مواجهة بين مادورو ورئيس البرلمان خوان غوايدو الذي نصّب نفسه في 23 يناير رئيسا بالوكالة.
في المقابل، بدأ مادورو ولايته الرئاسية الثانية لكنه يواجه معارضة بسبب اتهامات بالتزوير في إعادة انتخابه.