كيف تتعلم لغة جديدة في ساعة واحدة يومياً؟

مزاج الأربعاء ١٣/مارس/٢٠١٩ ٠٣:٣٢ ص
كيف تتعلم لغة جديدة في ساعة واحدة يومياً؟

مسقط - وكالات

تُظهر الأبحاث أن هناك علاقة مباشرة بين الذكاء وإتقان لغة ثانية، وبين مهارات الذاكرة وزيادة التحصيل العلمي.
واعتمادا على لغتك الأصلية واللغة التي تتعلمها، يمكنك تكوين مجموعة من الفوائد الإدراكية والمعرفية على المدى القصير أو حتى مدى الحياة. وسواء كنت تتعلم اللغة لتساعدك في الحصول على وظيفة جديدة، أو حتى لإجراء محادثة عابرة، فبإمكانك صقل المهارات اللغوية مهما كان عمرك أو خبراتك السابقة وفقا لتقرير نشره موقع بي بي سي عربي.

اللغات الأصعب
ويقسم المعهد الأمريكي للخدمات الخارجية اللغات إلى أربع مجموعات، من حيث صعوبة التعلم لمتحدثي اللغة الإنجليزية الأصليين. وأشار المعهد إلى أن المجموعة الأولى، التي تشمل الفرنسية والإسبانية والألمانية والرومانية والإيطالية والبرتغالية والسواحيلية، هي الأسهل بالمقارنة بباقي المجموعات.
وحسب دراسة أجراها المعهد،، يتطلب الوصول إلى مستوى أساسي من إتقان لغة من اللغات السابقة نحو 480 ساعة من الممارسة والتدريب.
ويزداد الأمر صعوبة كلما انتقلنا إلى الأسفل في القائمة، إذ يستغرق الأمر 720 ساعة لإتقان لغة من لغات المجموعة الثانية، والتي تشمل البلغارية والبورمية واليونانية والهندية والفارسية والأوردية.
وتضم المجموعة الثالثة الأمهرية والكمبودية والتشيكية والفنلندية والعبرية، أما المجموعة الرابعة فتضم أكثر اللغات صعوبة للناطقين باللغة الإنجليزية، وهي العربية والصينية واليابانية والكورية.

التعلم لمدة ساعة
ويمكن تعلم أساسيات أي لغة في وقت قصير، وهناك برامج مثل "دولينغو" و"روسيتا ستون" يمكنها أن تساعدك في التغلب على بعض التحديات ومعرفة بعض العبارات البسيطة بسرعة كبيرة. ويوصي تيموثي دونر، الذي يتحدث أكثر من لغة، بقراءة ومشاهدة مواد تهتم بها وتحبها من الأساس.
ويقول: "إذا كنت تحب الطبخ، اشتر كتابا متخصصا في الطبخ باللغة الأجنبية التي تريد أن تتعلمها. وإذا كنت تحب كرة القدم، حاول أن تشاهد مباراة بتعليق بهذه اللغة. وحتى لو ساعدك ذلك على معرفة عدد قليل من الكلمات كل يوم، فسيكون من السهل عليك تذكرها بعد ذلك".
لكن يتعين عليك أن تخطط لكيفية استخدام هذه اللغة في المستقبل، وبإمكانك أن تضع جدولا زمنيا لقضاء ساعة كل يوم في التدريب على استخدام تلك اللغة بطرق مختلفة.
وتختلف آراء الخبراء اللغويين فيما يتعلق بكيفية قضاء هذا الوقت، لكنهم أجمعوا على نصيحة بعينها، وهي ضرورة تخصيص نصف ساعة على الأقل تبتعد فيها عن الكتب ومقاطع الفيديو لكي تتحدث وجهاً لوجه مع متحدث أصلي للغة الأجنبية التي تتعلمها.
يقول فييز: "يتعلم بعض البالغين اللغة ويحاولون تذكر الكلمات والتدرب على طريقة نطقها بطريقة صامتة، ولا يكلفون أنفسهم عناء المحاولة وإجراء محادثة باستخدام هذه اللغة. لكنهم بهذه الطريقة لا يتعلمون لغة أخرى، بل يتعلمون فقط العلاقة بين الصورة والصوت".
وكما هو الحال مع التمرينات الرياضية أو تعلم العزف على الآلات الموسيقية، يوصى الخبراء بتخصيص وقت قليل للتدريب بصورة يومية بدلا من قضاء أوقات أطول في مرات متباعدة، وذلك لأنه بدون جدول زمني ثابت ومستمر فإن المخ يفشل في الربط بين المعلومات الجديدة وأي تعلم سابق. وبناء على ذلك، فإن تخصيص ساعة واحدة يومياً على مدار خمسة أيام في الأسبوع سيكون أفضل من التعلم لخمس ساعات مرة واحدة أسبوعيا.
وحسب المعهد الأمريكي للخدمات الخارجية، يستغرق الأمر 96 أسبوعاً، أي نحو عامين، على هذا النسق لإتقان لغة من لغات المجموعة الأولى.
تقول مينيغيتي: "يمكن أن يُلبي تعلم لغة ثانية حاجة سريعة لديك، لكنه يساعدك أيضاً على أن تكون شخصاً أكثر فهماً وتعاطفا مع الآخرين عن طريق فتح المجال أمام طرق جديدة من التفكير والإحساس. فالأمر يتعلق بكل من معدل الذكاء ومعدل الذكاء العاطفي معا".
إن تخصيص ساعة من يومك لتعلم لغة جديدة يمكن أن يساعدك على تنمية مهارات التواصل التي تقربك من أقرانك في العمل وفي البيت وفي الخارج.
وتقول بيكر عن ذلك: "الأمر باختصار يتمثل في أن تعلم لغة واحدة، أي لغة في أي ثقافة، يساعدك على التأقلم والتكيف والمرونة عندما تواجه ثقافات أخرى".