الأتراك في الميدان

الحدث الثلاثاء ٠٢/أبريل/٢٠١٩ ١٢:٣٠ م
الأتراك في الميدان

أنقرة - أ ف ب
تترقب تركيا بقلق نتائج الانتخابات البلدية في إسطنبول حيث يخشى حزب العدالة والتنمية هزيمة ستشكّل ضربة كبرى للرئيس رجب طيب أردوجان بعدما خسر أنقرة في انتكاسة غير مسبوقة منذ توليه السلطة قبل 16 عاما، بحسب النتائج الجزئية الصادرة حتى الآن.
وتدور المعركة على بضعة آلاف الأصوات بين المرشحين الرئيسيين، وقد أعلن كلاهما فوزه في ختام الانتخابات المحلية التي جرت الأحد وكانت بمثابة استفتاء على أردوجان في وسط عاصفة اقتصادية تشهدها تركيا.
وفي مواجهة تصويت عقابي في هذه الانتخابات التي قدمها على أنها أساسية «لبقاء الأمة»، ألقى أردوجان بثقله كاملا في الحملة فعقد أكثر من مئة تجمع انتخابي في أقل من شهرين.
لكن في إسطنبول، القلب الديموغرافي والاقتصادي للبلاد، والتي كان أردوجان نفسه رئيس بلديتها، يجد حزب العدالة والتنمية نفسه في موقع صعب بمواجهة تكتل المعارضة الذي يضم حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي ديمقراطي) وحزب «إيي» اليميني، يدعمهما حزب الشعوب الديمقراطي المناصر لقضايا الأكراد.
وأعلن مرشّح حزب العدالة والتنمية في إسطنبول رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم مساء الأحد فوزه برئاسة بلدية المدينة، قبل أن يعلن مرشح المعارضة اكرام إمام أوجلو بدوره فوزه بعد ساعات.
وأشارت آخر نتائج جزئية أوردتها وكالة الأناضول الرسمية للأنباء قبل أن تتوقف فجأة مساء الأحد عن تحديث الأرقام، إلى تقدم طفيف ليلديريم بمقدار أربعة آلاف صوت بعد فرز 98 بالمئة من الصناديق.
وأيا كانت نتيجة المعركة على بلدية إسطنبول، فإن أردوجان تكبّد هزيمة فادحة مع خسارته العاصمة أنقرة التي بقيت تحت سيطرة حزب العدالة والتنمية وأسلافه الإسلاميين على مدى 25 عاما.
وبحسب وكالة الأناضول، فإن مرشح المعارضة منصور يافاس هزم مرشح حزب العدالة والتنمية محمد أوز هسكي بحصوله على 50.9 % من الأصوات مقابل 47 % بعد فرز 99 % من صناديق الاقتراع.
لكن في مؤشر إلى عزمه على عدم التخلي بسهولة عن أكبر مدينتين في البلاد، أعلن حزب العدالة والتنمية ليل الأحد/ الاثنين أنه سيتقدم بطعون لإعادة النظر في صلاحية عشرات آلاف الأصوات التي اعتبرت لاغية.

نقاط ضعف
وأعلن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية فاتح شاهين «سنستخدم الطعون القضائية التي هي في متناولنا بشكل تام، لن نسمح بحرف إرادة سكان أنقرة».
وذكرت وكالة الأناضول أن 290 ألف صوت في إسطنبول و90 ألف صوت في أنقرة اعتبرت لاغية.
من جهتها، حضت المعارضة التي تخشى حصول عمليات تزوير، المراقبين على «عدم النوم خلال الساعات الـ48 الأخيرة» لمراقبة مكاتب فرز الأصوات.
وحرص أردوجان في كلمة ألقاها مساء الأحد الفائت في مقر حزبه في أنقرة، على إبراز إيجابيات النتائج، مشيرا إلى أن الائتلاف الذي شكّله حزبه مع حزب الحركة القومية (قومي متشدد) تصدر النتائج على المستوى الوطني بحصوله على أكثر من 51% من الأصوات.
لكن مع خسارة تحالفه بعض المدن الكبرى مثل أنطاليا وأضنة (جنوب) إضافة إلى أنقرة، اعترف الرئيس بأنه يتحتم عليه «معالجة مكامن الضعف».
وما يزيد من أهمية حصيلة المعارضة في أنقرة وإسطنبول، أن حزب العدالة والتنمية حظي بتغطية وحضور كاسحين في وسائل الإعلام التي تسيطر السلطة على معظمها.
أوضح العديد من الناخبين الذين التقتهم وكالة فرانس برس في مكاتب الاقتراع في إسطنبول وأنقرة أن الموضوع الذي تصدر هذه الانتخابات هو الاقتصاد.
وبعدما استند حزب العدالة والتنمية لسنوات إلى نمو اقتصادي قوي لتحقيق انتصاراته الانتخابية منذ 2002، خاض حملته الانتخابية هذه المرة في ظل أول انكماش منذ عشر سنوات وتضخم قياسي وازدياد الباحثين عن عمل.
وقال الأستاذ المساعد في جامعة بيلكنت بيرك إيسن «أردوجان جازف بتحويله هذا الاقتراع إلى انتخابات وطنية هذه الهزيمة ستعتبر هزيمته».
وتختتم هذه الانتخابات دورة من ثماني عمليات اقتراع بدأت العام 2014 وأثارت استقطابا شديدا في البلاد.
وإذ ذكر أردوجان أنه من غير المتوقع إجراء أي انتخابات حتى 2023، أعلن أنه سيباشر «الإصلاحات الاقتصادية».

مرشح المعارضة
وأعلن مرشّح المعارضة لانتخابات بلدية إسطنبول أكرم إمام أوجلو فجر الاثنين فوزه برئاسة بلدية كبرى مدن تركيا وذلك بعيد ساعات على إعلان منافسه، مرشّح حزب العدالة والتنمية الحاكم، فوزه في هذه المعركة التي أظهرت نتائجها الأولية أن الفارق ضئيل للغاية بين الرجلين.
وقال إمام أوجلو «أودّ أن أعلن لسكّان إسطنبول، ولكل تركيا، أنّه وفقاً لأرقامنا، فمن الواضح أنّنا فزنا بإسطنبول».
وأكّد المرشّح المشترك لحزبي «الشعب الجمهوري» (اشتراكي ديمقراطي) والخير (يمين)، المعارضين أنّه يتصدّر الانتخابات بفارق يزيد عن 29 ألف صوت، وأنّه يستحيل على منافسه «اللحاق به».
وكان رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، مرشّح حزب العدالة والتنمية أعلن مساء الأحد فوزه برئاسة بلدية إسطنبول في الانتخابات التي جرت الأحد.
وقال يلدريم أمام أنصاره «لقد فزنا بالانتخابات في إسطنبول. نشكر سكان إسطنبول على التفويض الذي منحونا إيّاه»، وذلك بعدما أظهرت نتائج فرز 98% من الأصوات حصوله على 48.71% من الأصوات مقابل 48.65% لمنافسه، بحسب نتائج رسمية أوردتها وكالة أنباء الأناضول الرسمية.
ووفقاً لهذه النتائج يكون الفارق بين يلدريم وإمام أوجلو أقلّ من خمسة آلاف صوت في مدينة يبلغ تعداد سكانها 15 مليون نسمة.
ولم تشهد تركيا انتخابات حامية كهذه منذ سنوات عديدة، على الرّغم من أن الظروف الميدانية للحملة الانتخابية كانت إلى حد كبير لمصلحة حزب العدالة والتنمية الذي حظي بتغطية إعلامية ساحقة.