الجيش السوداني يأخذ زمام المبادرة.. تنحي البشير وترقب في الخرطوم

الحدث الخميس ١١/أبريل/٢٠١٩ ١٨:١٧ م
الجيش السوداني يأخذ زمام المبادرة.. تنحي البشير وترقب في الخرطوم

عواصم - ش - وكالات
أفادت وكالات أنباء عالمية - نقلا عن مصادر خاصة - أن الرئيس السوداني عمر البشير تنحى عن منصبهِ، في حين قالت وسائل إعلام إن الجيش السوداني أطاح بالبشير واعتقل مساعدين.
وذكرت قناة الجزيرة نقلاً عن مراسلها في الخرطوم أن ضباطا من الجيش السوداني أبلغوا الرئيس عمر البشير أنه لم يعد رئيسا للجمهورية. وأعلنت القوات المسلحة السودانية صباح الخميس أنها بصدد إصدار بيان هام، بينما انتشرت آليات عسكرية في محيط القصر الجمهوري.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر سودانية أن الجيش أصدر تعميما لكافة وحداته أكد فيه استلامه للسلطة وشروعه في تشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد.
وتحدثت تقارير عن اجتماع بين القادة العسكريين دون حضور الرئيس البشير. وسيطرت القوات المسلحة على مقر الإذاعة والتلفزيون، في حين تفيد التقارير بأن هناك قوات عسكرية استولت على السلطة.
وأفاد مطلعون باعتقال الفريق عبد الرحيم محمد حسين المقرب من الرئيس البشير وعلي عثمان محمد طه النائب السابق للرئيس، وكذلك أحمد محمد هارون وهو رئيس الحزب الحاكم، وعوض الجاز وهو شخصية إدارية واقتصادية.
كما تحدثت مصادر عن اعتقال الحرس الخاص للرئيس البشير.
وفور الإعلان عن نية الجيش إذاعة بيان جديد، خرج المواطنون إلى الشوارع وهم يهتفون "سقطت سقطت" ، في إشارة لسقوط نظام الرئيس السوداني عمر البشير.
ونقلت وكالة رويترز أن الآلاف يتدفقون للاعتصام خارج مقر وزارة الدفاع السودانية بالخرطوم.
وأفادت مصادر للجزيرة بإغلاق مطار الخرطوم الدولي لحين بيان القوات المسلحة.
وقال شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية إنهم شاهدوا العديد من الآليات العسكرية وعلى متنها جنود تدخل مقر الجيش في ساعات مبكرة من صباح اليوم الخميس.
وتأتي هذه التطورات بعد أزيد من ثلاثة أشهر من الاحتجاجات المتواصلة المطالبة بإسقاط الرئيس عمر البشير، مخلفة العديد من القتلى والجرحى.
ودعا تجمع المهنيين السودانيين المواطنين إلى التوجه إلى ساحات الاعتصام في مختلف ولايات البلاد.
وقد أوقف ضباط الجيش بث نشرة الإذاعة عند الخامسة صباحا. وبدأت وسائل الاعلام الرسمية بث الأغاني الوطنية والموسيقى العسكرية وسط ترقب في الشارع السوداني.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية أنه منذ الساعات الأولى من الصباح كثف الجيش السوداني انتشاره عند الجسور والمناطق الحيوية ، فضلا عن الانتشار في محيط القصر الرئاسي ومنع الدخول أو المرور عنده.
وأفاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بانتشار كثيف للجيش السوداني حول القصر الرئاسي وسط الخرطوم، ومقر الاذاعة والتلفزيون الرسميين بمدينة ام درمان.
ومنذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، يتظاهر السودانيون في الخرطوم ومدن أخرى، مطالبين بسقوط نظام الرئيس عمر البشير الذي وصل للسلطة بانقلاب عسكري قبل 30 عاما.
وفي الأيام الأخيرة، اكتسبت الاحتجاجات زخما كبيرا، بعد أن اعتصم مئات الآلاف بالقرب من مقر قيادة الجيش لحث القوات المسلحة على الانحياز للشعب في ثورته السلمية ضد النظام.
وحينها اتخذت الأمور منعطفا جديدا، فلم يعد الجيش يذكر في بياناته وقوفه خلف الرئيس، بل على العكس أكد احترامه لإرادة الشعب وحريته وتطلعاته.
وحتى الشرطة التي كانت السيف المسلط على المحتجين، أصدرت بيانا لافتا تؤكد فيه عزمها حماية المتظاهرين وشددت على ضرورة حصول انتقال ديمقراطي سلمي في البلاد.
وأصدرت محكمة الجنايات الدولية عددا من مذكرات الاعتقال بحق البشير، والتي اعتبرت أول مرة تصدر فيه المحكمة مثل هذه المذكرات بحق رئيس على رأس عمله في السلطة.
وقالت المحكمة حينها إنه في حالة عدم تعاون السلطات السودانية فيما يتعلق بتسليم الرئيس البشير، فإنها قد تلجأ إلى إحالة ملف القضية إلى مجلس الأمن، وهي خطوة من شأنها فرض مزيد من العقوبات على السودان، مشيرة إلى إقليم دارفور، الواقع في غرب السودان، شهد "عمليات إبادة جماعية"، إلا أن المحكمة لم تجد ما يكفي من الأدلة لإدانة البشير بهذه التهمة.