ترند الأسبوع

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ١٥/أبريل/٢٠١٩ ١٠:٣١ ص
ترند الأسبوع

علي بن راشد المطاعني
التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعية أصبح اليوم أمرا ملحا لتوضيح بعض الجوانب التي قد تكون غائبة عن الكثيرين، ونفترض جدلا أن البعض الآخر ليس على دراية ببعض الأمور ويغرد بدون علم، فقط لأنه رأى الناس وقد أضحوا عصافير في أعالى أغصان الأشجار يغردون فقرر أن يفعل كما يفعلون، غير إنه غرد نشازا وهذا أمر طبيعي ذلك لأنه لا يعلم، تلك هي الحكاية، وليس ببعيد عن شجرة التغريد العملاقة ها نحن نسمع طنينا، سألنا عنه قيل لنا إنه الذباب الإلكتروني، وقد آن وقت العزف الجماعي، وفي الغالب يحدث هذا بدون هدى وبدون دليل وبدون قائد يتحكم في صخب هذا الصخب فلا غرو أن يصم الآذان.
مهمة أولئك جميعا أن ينشروا سحب التشاؤم لتغطي سماوات الوطن، ويضخموا من حبة الرمل ليراها الناظر من بعيد على هيئة جبل يقف شامخا في عرض الطريق، كلها وجميعها غايات شريرة لا تروم بالوطن خيرا في مطلق الأحوال .
أحد الزملاء اقترح علينا مناقشة هذه الجوانب من خلال عمود باسم (ترند الأسبوع) لمناقشة واستعراض ما يتم تداوله على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعية في السلطنة ويحقق أعلى معدلات التداول من تغريدات وردود لإيضاح بعض الجوانب بشكل مقتضب مع توضيح رؤانا فيما يطرح سلبا كان أم إيجابا وكيفية المعالجة إلى غير ذلك من معطيات.
بلا شك ‏أن قضايا الرأي العام التي تناقش في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعية وغيرها يجب ان تحظى باهتمام كبير باعتبارها تمثل نبض الشارع حول قضايا تحتاج إلى معالجة، ومشكلات يتطلب حلها، بل إن بعض قضايا الرأي العام تحتاج إلى متابعة من جهات الاختصاص كجزء من عملها وحلها بكل السبل حتى لا تتضخم وتكبر بمرور الوقت أو حتى لا تنفجر فنجد من بين شظاياها وضحاياها مشكلات أكبر أو ظواهر أفدح.
في الواقع نجد أن بعض الجهات الحكومية تفاعلها جيد مع ما يطرح في وسائل التواصل الاجتماعية وردها الحاسم وفي الوقت المناسب يقضي على الإشاعات في مهدها، وجهات أخرى تحتاج لتطور دورها في التفاعل والتناغم مع ما يطرح في هذه الوسائل بإيجابية، إذ لا مجال لغض الطرف عن ما يبث وينشر.
فما ندعو إليه في هده العجالة هو ضرورة إيلاء أهمية كبيرة لكل ما يبث ويذاع وينشر في وسائل الإعلام على اختلاف قنواتها والتفاعل معها إيجابا، والنظر إليها باعتبارها أفكارا تستحق الدراسة أو المعالجة والتواصل مع من طرحها لمناقشته فيما أورده كنوع من التوضيح أو الاستفسار أو الرد.
فالتواصل الإيجابي وبالبشاشة اللازمة سمة من سمات رجل العلاقات العامة الناجح والواعي بماهية العمل الإعلامي والمدرك لخطورته، بل إن هذا التفاعل من شأنه أن يبدد سوء الفهم الذي قد يعتري البعض، مع اليقين بأن الأطر والتشريعات تتيح الرد من الجهات على ما يكتب ويبث، إيمانا بمبدأ الرأي والرأي الآخر، ومنها قانون المطبوعات والنشر، فلا يجب أن نهمل هذا الحق بأي حال من الأحوال، فإهماله يعني بأن الجهات غير مكترثة بالرأي العام وما يطرح حوله وإنها منكفئة على ذاتها.
نأمل أن تولي الجهات المختصة هذا الأمر الأهمية التي يستحقها، وعدم التردد في التواصل الإيجابي، وسوف نرصد القضايا التي تتداول على نطاق واسع تحت (ترند الأسبوع) لإبداء الرأي حولها وإضافة ما يمكن أن يسهم في إيجاد الحلول للعديد من القضايا التي نحن في أمس الحاجة لإيجاد حلول لها.